انفجار أنابيب شبكة المياه الحكومية وتدفقها في الأحياء السكنية والطرق
ـ مطالبات بحلول مستدامة من «نماء لخدمات المياه» لوقف ارتفاع معدلات الفاقد وهدر شريان الحياة
تفجر أنابيب المياه الحكومية مشكلة متكررة خلال السنوات الماضية في ولاية جعلان بني بوعلي وتزيد من الفاقد في شريان الحياة نتيجة عدم كفاءة حجم الأنابيب مع الكثافة السكانية في الولاية، وأصبحت مشكلة تسرب المياه من أنابيب الشبكة الحكومية في الأحياء السكنية والمحلات التجارية ظاهرة، فلا تكاد تمر أيام، إلا وتظهر المياه في مواقع مختلفة وأحيانا في نفس الأماكن التي تم إصلاحها ورغم الجهود التي تبذل لاحتوائها، إلا أن تكرار حدوثها قد يعطي مؤشرا لانتهاء العمر الافتراضي لهذه الأنابيب إن لم تكن نوعية هذه الأنابيب هي أساس المشكلة، وهذه المياه المتسربة باختلاف كمياتها لها تأثيرات كبيرة على تشكل البرك المائية التي تكون بيئة خصبة لتكاثر الحشرات فضلا عن هدر المياه إضافة إلى ارتفاع الخسائر المالية نتيجة تكرار عمليات الإصلاح للأنابيب، مع تأثير هذه المشكلة على الطرق ومنازل القاطنين في الولاية، ورغم طرح جريدة «عمان» للمشكلة قبل فترة مع التأكيد بعدم الحصول على توضيح من قبل «نماء لخدمات المياه» حول أسباب استمرار تفجر أنابيب المياه الحكومية في الولاية، وكون المياه تعد شريان الحياة ومع عودة المشكلة تطرح «عمان» استطلاعا مع القاطنين بعد رصد تفجر الأنابيب خلال الفترة الحالية ووصول المياه إلى المنازل والطرقات في ظل غياب رد من قبل الجهات المعنية.
وقال عامر بن سعيد السنيدي عضو المجلس البلدي بمحافظة جنوب الشرقية ممثل ولاية جعلان بني بو علي: إن أهالي ولاية جعلان بني بوعلي يعانون كثيرا من تسرب المياه الحكومية المتكرر وتلف الأنابيب مما جعل بعض المنازل مستنقعات مائية حقيقية وخير دليل منزل المواطن حمد الساعدي بمنطقة سيح السندة الذي أصبح بركة مائية تعوم فيها الحشرات، وكذلك تأثيرها على طريق مجلس الفلاح العام الذي صار شبه بركة مائية تعجز السيارات عن السير فيه، إضافة إلى تأثير المياه المتسربة من الأنابيب على العديد من المنازل في منطقة سيح القريحة، ناهيك عن كثرة تصدع الأنابيب بشكل يومي كون شبكة المياه قديمة جدا بسببها تأثرت طرق ومنازل كثيرة والحقيقة أن هذه الشبكة عفا عليها الزمن وتحتاج الولاية بشكل عام إلى شبكة جديدة لمعالجة ظاهرة تسرب المياه الحكومية، كما أننا نرفع مطالبتنا بتوصيل شبكة المياه للمخططات السكنية الحديثة التي لم تصلها الخدمة وكذاك الأحياء القديمة والمناطق الساحلية بالولاية التي لم تشملها شبكة توصيل المياه سابقا ومازالوا على صهاريج المياه.
وأشار إلى أن أعمال المعالجة المستمرة منذ سنوات مؤقتة وليست الحل المستدام لعدم تكرار مشكلة تفجر أنابيب المياه الحكومية وعسى أن تكون هناك بوادر تحرك لمعالجة هذه المشكلة من قبل نماء لخدمات المياه للحيلولة دون تفاقمها وتوسعها أكثر مما هو حاصل حاليا في ولاية جعلان بني بوعلي.
معاناة مستمرة
وقال حمد بن خميس بن جمعة الساعدي: لقد ظهرت مشكلة تدفق المياه في منزلي منذ ثلاث سنوات، حيث كانت في البداية زيادة في منسوب المياه في الصرف الصحي عندي في المنزل وكنت أسحب الماء بشكل مستمر بواقع مرة كل ثلاثة أيام، ثم تطورت وزادت المشكلة فاضطررت لسحب المياه يوميا إلى أن ظهرت المياه في ساحة المنزل بشكل أوسع بعد سنة، ومن ثم تواصلت مع شركة نماء لخدمات المياه حول تسرب مستمر من خطوط الأنابيب، لكن الشركة أفادت بعدم وجود تسرب من شبكة المياه الحكومية، ثم تواصلت مع بلدية جعلان بني بوعلي إذ قد تكون المشكلة في الصرف الصحي ونفس الأمر أكدت البلدية عدم وجود مشكلة في الصرف الصحي في ضوء عدم وجود روائح أو تغيير في لون المياه المتسربة، واستمر التواصل مع الجهات المعنية، حتى تواصلت مع وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه وتم أخذ عينات من المياه المتراكمة في وسط المنزل من قبل موظفي الوزارة الذين أكدوا بعد ذلك أن مصدر هذه المياه ليست مياها جوفية، وفي ضوء أن جميع هذه الجهات أكدت أن مصدر المياه التي تتدفق في منزلي ليست من شبكة المياه الحكومية أو الصرف الصحي أو مياه جوفية، فأصبحت إذن المياه مجهولة المصدر إلى الآن، تلا ذلك التواصل مع مكتب سعادة والي جعلان بني بوعلي وسعادة محافظ جنوب الشرقية لإيجاد حل واقعي لهذه المشكلة والتي مازالت إلى اليوم، ولم أتوصل إلى أي حل، ولم يصلني أي رد إيجابي لسبب المشكلة، فمن هذا المنبر أرفع ندائي وأكرره إلى كل من له صلة من الجهات المسؤولة وأن يصل الأمر بشكل عاجل حتى لو يستدعي الأمر إلى الاستعانة بخبراء لبحث السبب ودراسته.
ويستطرد حمد الساعدي قائلا: بخصوص استمرار تدفق المياه في منزلي، تأثرتُ وعائلتي ماديا ونفسيا، حيث إننا نعاني منذ ثلاث سنوات وأنا أتكلف مبالغ طائلة لسحب هذه المياه على حسابي الخاص بلا جدوى، وهذا العام اضطررت إلى الخروج من المنزل وتركه خوفا من سقوط المنزل وانهياره، وقمت باستئجار منزل آخر على حسابي الخاص، حيث إن حالة المنزل لا تساعد أبدا للسكن فيه فهو متأثر نتيجة استمرار تدفق المياه مما تسببت في شقوق عديدة وتساقط الأسمنت ونزول الأرضية بسبب تغلغل المياه في أسفل البناء، ومن هنا أطالب الجهات المختصة، إما بإيجاد حل للمشكلة أو تعويضي ببناء جديد بعيدا عن هذه المشكلة.
استمرار المشكلة
وأكد سالم بن حمد بن حميد الساعدي أن تسرب المياه من المشاكل التي تؤرق المجتمع في الولاية وهو ما يكابده سكان منطقة سيح السندة خصوصا وباقي المناطق في الولاية عموما، وهذا ناتج عن ضعف في شبكة توصيلات أنابيب المياه الحكومية والتي لا تتحمل مستويات الضغط والكثافة السكانية في جعلان بني بوعلي مما شكل استمرار تدفق المياه من باطن الأرض في الطرقات ومنازل المواطنين، إذ يمثل ذلك التسريب خطرا على المنازل في حال تركها وعدم إصلاحها مبكرا، لذلك يجب الكشف عن موقع التسرب وتحديد المشكلة ثم القيام بإصلاحه تجنبا لتفاقم الأضرار التي تلحق بالمباني من تصدعات وتشققات في المنازل، ونتمنى أن يكون هناك حل دائم ومستدام من قبل شركة نماء لخدمات المياه كون شبكة المياه الحكومية في الولاية تتبعها، وتتحمل مسؤوليتها في التخفيف عن المواطنين الذين تأثرت منازلهم جراء تكرار تدفق المياه وانفجار الأنابيب باستمرار في الولاية منذ ما يقارب 3 سنوات، إضافة إلى تأثيرها على البنية الأساسية مثل الطرق، إذ أن الحلول المؤقتة لا تأتي أكلها ولم نوقف الفاقد من الشبكة الحكومية إضافة إلى صرف مبالغ طائلة دون جدوى.
