عمان اليوم

انطلاق أعمال المؤتمر الدولي الـ 3 لأمراض وزراعة الكلى بصلالة

05 سبتمبر 2025
05 سبتمبر 2025

انطلقت صباح اليوم أعمال المؤتمر الدولي الثالث لأمراض وزراعة الكلى، الذي تنظمه الجمعية العُمانية لأمراض وزراعة الكلى (OSNT)، برعاية صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار، وبحضور سعادة الدكتور أحمد بن سالم بن سيف المنظري وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتنظيم الصحي، والدكتور هاني القاضي مدير عام الخدمات الصحية بمحافظة ظفار، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين من القطاعين الحكومي والخاص، بمشاركة نحو 250 من الكوادر الطبية والطبية المساعدة من داخل سلطنة عُمان وخارجها.

ويُعقد المؤتمر على مدى ثلاثة أيام بمدينة صلالة، بشعار: «رعاية مستدامة للكلى: رؤية نحو المستقبل»، في خطوة تهدف إلى تعزيز تبادل المعرفة والخبرات العلمية، ومواكبة أحدث المستجدات في مجالات تشخيص وعلاج أمراض الكلى وزراعتها.

وفي كلمته الافتتاحية، رحّب البروفيسور الدكتور عيسى بن سالم السالمي رئيس الجمعية العُمانية لأمراض وزراعة الكلى ورئيس المؤتمر، بالحضور والمشاركين، معبّرًا عن اعتزازه بانعقاد هذا الحدث العلمي في صلالة، التي تعد من أبرز الوجهات السياحية والثقافية في سلطنة عمان. وقال: إن المؤتمر يمثل منصة علمية رائدة تجمع الخبراء والممارسين الصحيين من مختلف دول العالم لتبادل الخبرات ومناقشة التحديات المتزايدة في رعاية مرضى الكلى، بما يسهم في الارتقاء بمعايير الخدمات الصحية وتحقيق التنمية المستدامة في هذا المجال الحيوي.

وأكد السالمي أن انعقاد المؤتمر في ظل التحديات العالمية المرتبطة بالأمراض المزمنة يعكس الدور المحوري للجمعية في دعم الجهود الوطنية والدولية الرامية إلى تحسين جودة الرعاية الصحية وتعزيز التعاون بين المؤسسات الطبية والبحثية.

واختتم السالمي كلمته بالتأكيد على أهمية استثمار ما يطرحه المؤتمر من أوراق علمية وأبحاث ورؤى مستقبلية في تطوير السياسات الصحية والخطط الاستراتيجية المتعلقة برعاية مرضى الكلى وزراعة الأعضاء، معربًا عن شكره لجميع الجهات الداعمة والمشاركين والمتحدثين الذين أسهموا في إنجاح هذا الحدث.

من جانبه، أكد ماجد بن حميد الخصيبي المدير العام للتراث والسياحة بمحافظة ظفار، في كلمته خلال المؤتمر، أن استضافة صلالة لهذا الحدث العلمي الدولي تعكس التكامل بين القطاعين الصحي والسياحي، مشيرًا إلى أن مثل هذه المؤتمرات لا تسهم فقط في رفع مستوى التعليم والتدريب الطبي، بل تعزّز أيضًا مكانة سلطنة عُمان كوجهة لاستقطاب الفعاليات العالمية.

وأضاف الخصيبي: إن وزارة التراث والسياحة تدرك أهمية المؤتمرات الطبية والعلمية في دعم الحراك السياحي والتنموي بسلطنة عُمان، مؤكّدًا أن محافظة ظفار بما تملكه من مقومات طبيعية وثقافية وبنية أساسية قادرة على استضافة مثل هذه الفعاليات الكبرى.

وأوضح أن هذا التعاون بين القطاعات ينعكس إيجابًا على الاقتصاد المحلي، ويعزّز تبادل الخبرات والمعارف على المستويين الإقليمي والدولي. وختم الخصيبي كلمته بتجديد الترحيب بالمشاركين والضيوف من مختلف الدول، متمنيًا لهم طيب الإقامة في سلطنة عُمان، والاستفادة العلمية المثمرة من جلسات وحلقات عمل المؤتمر، إلى جانب الاستمتاع بما تزخر به محافظة ظفار من مقومات سياحية وتراثية.

برنامج علمي

ويتضمّن المؤتمر برنامجًا علميًا مكثفًا يمتد لثلاثة أيام، يشمل جلسات نقاشية وحلقات عمل متخصصة تركز على أحدث طرق التشخيص والعلاج في مجال أمراض الكلى، ومن أبرزها حلقة عمل حول الغسيل البريتوني واستخدام الموجات فوق الصوتية بجانب السرير، إلى جانب حلقات نقاشية تتناول التحديات الراهنة والممارسات الحديثة في زراعة الكلى.

كما يشهد المؤتمر معرضًا مصاحبًا يشارك فيه عدد من الشركات والمؤسسات الطبية المحلية والدولية، حيث يتم عرض أحدث الأبحاث العلمية، إلى جانب الأدوية والتقنيات والأجهزة الطبية الحديثة المستخدمة في تشخيص وعلاج أمراض الكلى. ويتيح المعرض فرصة للتواصل المباشر بين الأطباء والباحثين من جهة، وممثلي الشركات المتخصصة من جهة أخرى، بما يسهم في تعزيز الابتكار وتبادل الخبرات.

ويشارك في المؤتمر نخبة من الخبراء والمتخصصين من داخل سلطنة عُمان وخارجها، يمثلون مؤسسات صحية وبحثية مرموقة، حيث يستعرضون أوراقًا علمية وأبحاثًا متقدمة حول مختلف الجوانب المرتبطة بصحة الكلى، بدءًا من التشخيص المبكر وطرق الوقاية، وصولًا إلى أحدث بروتوكولات العلاج والجراحات المتقدمة في زراعة الكلى. وقد أشار المنظمون إلى أن المؤتمر يشكّل فرصة مهمة لتبادل الخبرات بين الكوادر الطبية المحلية ونظرائهم من مختلف أنحاء العالم، بما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون والشراكات العلمية في المستقبل.

وفي إطار أهدافه المجتمعية، يركز المؤتمر أيضًا على رفع مستوى الوعي العام بأمراض الكلى المزمنة، من خلال تسليط الضوء على عوامل الخطر وطرق الوقاية، وتشجيع أنماط الحياة الصحية التي تحدّ من انتشار هذه الأمراض. كما يتضمّن البرنامج فعاليات توعوية تستهدف المجتمع المحلي في محافظة ظفار، بما يسهم في تعزيز الثقافة الصحية وتحفيز أفراد المجتمع على إجراء الفحوصات المبكرة.

ويؤكد انعقاد هذا الحدث العلمي البارز التزام سلطنة عُمان بدورها الريادي في دعم القضايا الصحية على المستويين الإقليمي والدولي، لا سيما في ظل تزايد نسب الإصابة بالأمراض المزمنة، ومنها أمراض الكلى التي تمثّل تحديًا متناميًا للأنظمة الصحية حول العالم.

وأكد المنظمون أن المؤتمر يعكس توجه سلطنة عُمان نحو تحقيق الاستدامة والعدالة في تقديم الخدمات الصحية، انسجامًا مع الرؤية الوطنية المستقبلية، مشيرين إلى أن هذه الفعالية تمثل إضافة نوعية للقطاع الصحي وتُعزّز مكانة عُمان كوجهة للعلم والبحث والتطوير.