الوسواس القهري يهدد البالغين .. والجلسات النفسية الحل الأمثل
قال الدكتور تامر محمد الزعفراني أخصائي أمراض نفسية بمستشفى عبري المرجعي: إن اضطراب الوسواس القهري أكثر الأمراض النفسية التي تصيب البالغين من سن الـ21 عاما، ويحدث نتيجة اختلال المواد الكيميائية في الدماغ المسؤولة عن الاطمئنان، ويتمثل في فكرة مسيطرة في عقل المريض وغير قادر على مقاومتها أو دفعها بعيدا عنه، ويمتثل لها بتصرفات معينة قد تكون حركية، ولفظية، وذهنية وتسبب توتر شديد غير قادر على تحمله أو التخلص منه، وتبدأ بعض أعراضه في سن مبكرة في مرحلة الطفولة أوالمراهقة.
وتطرق الزعفراني إلى شرح أعراض اضطراب الوسواس القهري حيث تتفاوت درجاته من شخص لآخر، ومن أكثر الأفكار المزعجة انتشارا هي الخوف من التلوث والاتساخ، والخوف من الإصابة بالأمراض، والخوف من التسبب بالضرر للآخرين، والخوف من الأخطاء، والحاجة المبالغ بها للتنظيم والترتيب والدقة، ويلعب التاريخ العائلي للإصابة بالوسواس القهري دورا كبيرا في قابلية انتقال الجيننات للأبناء، إضافة للصدمات النفسية والأحداث التي تسبب التوتر كانتشار كوفيد-19 الذي أسهم في زيادة انتشار اضطراب الوسواس القهري التي أثرت على حياة الناس سلبا، والتعرض للعنف والأذى خلال فترة الطفولة، والإصابات السابقة على الدماغ والرأس.
ونوه الزعفراني إلى أن طرق العلاج تعتمد على الأسلوب الدوائي الذي يحقق 40% من نسبة شفاء المرضى، أما الجلسات النفسية تعد الحل الأمثل للتخفيف من أعراضه، وأشهرها العلاج بالغمر وعزله في مكان حسب تصنيف حالته ولابد من موافقة المريض للعلاج وباشتراطات محددة، والتعريض التدريجي من الطرق الناجحة أيضا حيث يقدم العلاج بخطوات مدروسة وفق خطط مدروسة، وتختلف مدة العلاج من شخص لآخر بحسب الدعم الأسري المقدم للمريض، وقابليته للعلاج، واستجابته للجلسات، وقد تمتد إلى 6 أشهر أو أكثر.
وللتغلب على القلق الناتج من الوسواس القهري دعا الدكتور تامر إلى تغيير نمط الحياة وعدم التركيز على محفزات المرض، والتركيز على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحصول على عدد ساعات كافية من النوم، وتجنب التدخين، وتعلم تقنيات الاسترخاء المتنوعة، ومحاولة التحكم بالضغوطات النفسية لأنها تتسبب في زيادة حدة الوسواس.
