"النقل": المراحل الثلاث لازدواجية طريق السلطان سعيد بن تيمور هيماء ـ ثمريت تدخل حيز التنفيذ
كتب ـ سهيل بن ناصر النهدي -
يتطلع المسافرون برًا إلى محافظة ظفار إلى تكثيف الجهود لاكتمال مشروع ازدواجية طريق السلطان سعيد بن تيمور (هيماء ـ ثمريت)، الذي دخل مرحلة التنفيذ الفعلي، حيث يقطع مستخدمو الطريق مسافة 400 كيلومتر بحذر وتخوف شديد نظرًا لما يشهده الطريق من كثافة مرورية في كل الأوقات، خاصة في موسم الخريف، حيث يتوافد آلاف السياح من المحافظات الشمالية لسلطنة عمان ودول مجلس التعاون الخليجي باتجاه محافظة ظفار عبر هذا الطريق الحيوي.
وأكدت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات على أن العمل في تنفيذ مشروع ازدواجية الأجزاء الثلاثة (الثالث والرابع والخامس) بطريق السلطان سعيد بن تيمور (هيماء ـ ثمريت)، بطول 400 كلم، دخل مراحل التنفيذ الفعلي، وهي من المشاريع الاستراتيجية الكبيرة التي تنفذها الوزارة بتكلفة تتجاوز 258 مليون ريال عماني.
وأشارت الوزارة إلى أن الجزء الثالث، والبالغ طوله 132.5 كيلومتر، قد بدأت الأعمال الإنشائية فيه بنسبة إنجاز بلغت 2.5%، فيما يبلغ طول الجزء الرابع 135 كيلومترًا، وبلغت نسبة الإنجاز فيه 3.13%. أما الجزء الخامس، والبالغ طوله 132.5 كم، فقد بلغت نسبة الإنجاز فيه 2.18%.
وقالت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات: إن هذه المشاريع تمثل ركيزة أساسية في تطوير شبكة الطرق بمحافظة ظفار، بما يحقق انسيابية الحركة المرورية، ويرفع مستويات السلامة، ويعزز مقومات التنمية السياحية والاستثمارية، انسجامًا مع مستهدفات "رؤية عُمان 2040"، وتعزز منظومة الطرق الرابطة بين محافظة ظفار والمحافظات والمناطق الاقتصادية المرتبطة بها من جهة، وبين محافظة ظفار والدول المجاورة لها من جهة أخرى.
مخاوف وحذر
وقال محمد بن زهران العوفي: "سافرت أنا وأسرتي برًا إلى محافظة ظفار، وكان الطريق من ولاية أدم بمحافظة الداخلية إلى ولاية هيماء مزدوجًا ومريحًا، إلا أنه عند عبورنا ولاية هيماء بدأت الرحلة تصبح شاقة، حيث يظل الطريق باتجاه واحد، ومع الكثافة العالية للحركة المرورية في كلا الاتجاهين، القادمين والمتجهين إلى محافظة ظفار، تزداد المخاوف من وقوع الحوادث، خاصة مع مرور الشاحنات والحافلات الكبيرة."
وأضاف العوفي أن ازدواجية طريق السلطان سعيد بن تيمور (هيماء ـ ثمريت) أصبحت ضرورة ملحة لضمان سلامة مستخدمي الطريق، داعيًا إلى تكثيف الجهود لإنجاز المشروع في أقرب وقت ممكن.
الحركة السياحية
ويقول يوسف بن سعيد السيابي: إن ازدواجية الطريق ستعزز الحركة السياحية في المحافظة، مشيرًا إلى أن العديد من العائلات تتجنب السفر برًا بسبب الكثافة المرورية العالية التي يشهدها الطريق خلال موسم الخريف، موضحًا أن اكتمال مراحل تنفيذ الازدواجية من هيماء إلى ولاية ثمريت سيسهم في زيادة عدد القادمين إلى محافظة ظفار عن طريق البر.
طريق حيوي
من جانبها، قالت أميمة بنت مبارك الخميسية: إن طريق السلطان سعيد بن تيمور يُعد واحدًا من أهم الطرق الاستراتيجية في سلطنة عمان، حيث يربط شمال البلاد بجنوبها، ويخدم الحركة الاقتصادية والسياحية واللوجستية، ويعزز نشاط الموانئ والمناطق الاقتصادية، إضافة إلى دوره في تسهيل التنقل البري للأفراد.
وأشارت الخميسية إلى أن الطريق حيوي، وأن تنفيذ ازدواجية المراحل الثلاث المتبقية سيعزز حركة البضائع والأفراد، ويسهم في انتعاش المرافق التي يمر بها الطريق من ولاية آدم إلى ولاية ثمريت، كما يسهل السفر بين صلالة ومسقط. مؤكدة على أهمية الالتزام بجدول التنفيذ، ومتابعة الشركات المنفذة وحثها على تكثيف الجهود لإنجاز المشروع في أسرع وقت، لتكتمل منظومة الربط البري بطريق مزدوج طال انتظاره من قبل المسافرين.
خيار الكثيرين
من جانبه، أشار محمد بن غلام الزدجالي إلى أن الطريق محفوف بالمخاطر نظرًا لكثافة المرور خلال موسم الخريف، والقيادة المتهورة التي يتجاوز فيها بعض قائدي المركبات السرعة المحددة. موضحًا أن وجود الشاحنات ذات السرعة البطيئة والحمولات الثقيلة، التي تسير في مسار واحد مع المركبات الخفيفة، يدفع قائدي المركبات الصغيرة إلى تجاوز الشاحنات، بينما يكون الاتجاه الآخر مكتظًا بالمركبات، ما يؤدي أحيانًا إلى التحول إلى ثلاثة مسارات، الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة لمستخدمي الطريق.
وشدد الزدجالي على ضرورة تكثيف الجهود لإنجاز المراحل الثلاث المتبقية من الطريق بين ولاية هيماء وولاية ثمريت، مشيرًا إلى أن السفر من وإلى صلالة يظل خيارًا للكثيرين، خاصة في ظل ارتفاع تذاكر السفر وعدم قدرة العديد منهم على تحمل تكاليف السفر جواً.
من جانبه، قال سعيد بن سهيل المهري إن الطريق متعب، لكنه الخيار الأمثل بالنسبة لهم نظرًا لتكرار التنقل والسفر بين صلالة ومسقط، حيث أن تذاكر السفر ليست في متناول الجميع، ويظل السفر عن طريق البر الخيار الأنسب ماديًا. وأضاف أن خطورة الطريق تمثل العائق الأكبر، وأن تنفيذ الازدواجية المتبقية سيحقق التطلعات التي انتظرها السكان منذ سنوات.
خاتمة
وتبقى الرحلة البرية إلى محافظة ظفار محفوفة بالمخاطر، والآمال تتعاظم من أجل تنفيذ ازدواجية المراحل الثلاث المتبقية بطريق السلطان سعيد بن تيمور (هيماء ـ ثمريت)، حيث يشهد الطريق كثافة مرورية ورحلة سفر من وإلى أرض اللبان خلال موسم الخريف.
