عمان اليوم

المواهب الإبداعية.. مهمة اكتشاف تبدأ من تفعيل الأنشطة في المدارس !

28 أكتوبر 2022
تعتمد على تنوع المعرفة وصقل الأفكار المميزة
28 أكتوبر 2022

ـ الأنشطة تنمي الذوق الفني والحسي لدى الطلاب وتدفعهم للتجديد بعيدا عن المناهج البحتة

ـ تدريس المهارات الفنية بالمدارس يعطي فرصة للموهوبين للتعبير عن أنفسهم

تسهم المواد الدراسية (الفنون التشكيلية والرياضة المدرسية والمهارات الموسيقية) على بناء شخصية الطالب وصقل مهاراته المعرفية المتنوعة، إلى جانب إذكاء حب الابتكار والإبداع وتطوير الأفكار إلى واقع ملموس، وتساعد على إبراز مواهب استثنائية تبرز محليا ودوليا.

"عمان" سلطت الضوء على أهمية المواد الدراسية (الفنون التشكيلية، والرياضة، والمهارات الموسيقية) في المساعدة على تجديد الروتين اليومي المدرسي، وتزويد الساحة المحلية بمواهب بارزة تسطع مستقبلًا.

تقول خلود بنت عبدالله البلوشية: تعد الرياضة المدرسية أحد أهم الأنشطة التي يقبل عليها الطلبة وتحظى بمكانة كبيرة في نفوسهم، كما أن الأنشطة الرياضية تعد عاملًا أساسيًا في تكوين الشخصية المتكاملة للطلبة عبر البرامج الهادفة التي تعمل على تأهيلهم وتطويرهم، ويمثل النشاط الرياضي للطلبة المتنفس الوحيد لهم من الضغط الدراسي في المدارس، ومن خلال منهج الرياضة المدرسية يستطيع الطالب اختيار اللعبة أو الرياضة التي تتناسب مع قدراته وإمكانياته البدنية والفنية، وتحقق ممارسة الأنشطة الرياضية في المدارس الكثير من الفوائد البدنية والنفسية والاجتماعية للطلبة، كما أنها فرصة للاستمرار في الدراسة وتحقيق التفوق الدراسي، وتعتبر المدارس المصدر الأساسي لرفد الاتحادات والأندية باللاعبين واللاعبات من خلال مشاركتهم ف الأنشطة الرياضية بين المدارس وبين المحافظات.

البحث عن الموهبة

وأشارت رقية بنت سعيد الحضرمية إلى أن حصة الرياضة المدرسية تساعد على تنمية المواهب الطلابية، وإبرازها في المحافل الرياضية، وظهرت مواهب عالية في ممارسة الجمباز وكرة السلة واليد بكل احتراف وعلى مستويات كبيرة ومنافسة.

ويضيف محمد بن هلال المعمري: إن تدريس المهارات الفنية بالمدارس يعطي فرصة للموهوبين للتعبير عن أنفسهم والفن الذي يترجم على الأوراق، ويحقق إمداد الساحة الفنية مستقبلا بمواهب شابة قادرة على الابتكار والتجديد والإبداع، ولو تم اكتشاف المواهب والقدرات في المجالات الإبداعية عند الطلبة، وتوجيههم إلى تطويرها بشكل فعال، فإن الكثيرين منهم سيحترفون ما يبرعون فيه، ويكون إنتاجهم فيه مميزًا كما ينبغي، وسوف يرفدون المجتمع بطاقات مميزة.

عملية تكاملية

قالت فتون بنت حمد البرعمية: تعتبر المواد الرياضة المدرسية، والفنون التشكيلية، والمهارات الموسيقية مكلمة للمواد التعليمية الأخرى التي تزخر بتنوع المعرفة وصقل الأفكار المميزة لدى الطلبة، ولابد من الاهتمام بها مثل بقية المواد لتصبح عملية تكاملية تتوازن فيها المنظومة التعليمية، وتهدف لتنمية الذوق الفني العام والحسي لدى الطلاب، وإلى التجديد والتنوع بعيدًا عن الدراسة البحتة والواجبات المدرسية، فيستطيع الطالب فيها أن يحدد المسار الذي تبرز فيها موهبته وبمساعدة معلميه على تنميتها والاستمرار على التميز في المسابقات المختلفة وحصد جوائز تحفيزية، فمثلًا حصة الرسم مهمة جدا لاسيما أن الرسم من المعايير المهمة المطلوبة في العديد من المهن كالهندسة المعمارية.

وشاركتها الرأي شومة بنت سويدان المعمرية بالطبع تسهم بشكل كبير فهي جسر للعبور للمجتمع من خلالها الطلبة يظهرون قدراتهم ومواهبهم وتسهم هذه المواد في صقل شخصياتهم فكثير ما نجد طلبة ملتزمين الصمت في كثير من المواد الأساسية، ومن جانب آخر، هم شعلة من النشاط والحيوية والإبداع في مثل مواد الرياضة المدرسية والفنون التشكيلية والموسيقى، بالنسبة لي كمعلمة رياضة مدرسية أرى أننا نستطيع تزويد المجتمع بطلبة ذات قدرات عالية ومهارات متميزة، ونفتح أمامهم الأبواب للسير في طريق أحلامهم وشغل أوقات فراغهم بالألعاب التي يتميزون ويبدعون فيها وبالتالي نحن قدمنا للمجتمع من خلال مادة الرياضة المدرسية طلبة موهوبين.

صقل المهارات

وقالت الدكتورة فاطمة بنت عبدالله الحمادية خبيرة تربوية: تعد الأنشطة الطلابية كالرسم والرياضة والموسيقى القلب النابض للعملية التعليمية؛ لأنها ترتكز على محاور بناء شخصية الطالب التي تسير جنبًا إلى جنب مع صقل مهاراته المعرفية المتنوعة، واليوم وفي خضم الضغوطات النفسية التي يتعرض لها الطالب سواء في الجانب التعليمي أو في مختلف متغيرات الحياة المتسارعة والتي يعد جزءًا منها فأنه ولا شك نحتاج إلى تغيير الرؤى ليتوافق ما نطلبه من متغيرات في المتعلم من الطالب مع ما نقدمه له من خدمات، وكوني أم بالدرجة الأولى وتربوية مرت بعدد من الوظائف التربوية بدءًا بوظيفة معلمة، فإنني أرى أن ما يحدث من نقلة نوعية في التعليم وتسارع في المتطلبات من المتعلمين يتطلب الاهتمام بجانب الترفيه الذي يؤثر وبقوة في تحقيق ما نصبو إليه، ولن يتأتى ذلك إلا بتسليط الضوء على الأنشطة وتفعيلها بشكل صحيح، وتدخل الأنشطة فيه في جانب تفريغ الطاقات السلبية التي تهدف إلى توجيه المتعلم نحو الاتجاهات الإيجابية بحيث لا يجد الطالب متسعا؛ لكي يفكر في الاتجاهات السلبية ويمارسها بشكل فعلي، فتجربة إشغال الطفل في نشاط بدني تجعله يستهلك طاقته هي تجربة صحيحة وتثبتها التجربة الفعلية على أرض الواقع.

وتضيف الحمادية: ومن منطلق أن المدارس هي المنزل الثاني الذي يقضي فيه الطالب فترة نشاطه ومتعته مع أقرانه في الفترة الصباحية، ومن خلال التوصيات التي خرجت بها العديد من الدراسات البحثية المحلية والعالمية، فإن المدارس تعد مؤثرًا قويًا في شخصية الطالب وبناء مهاراته وتوجيهها نحو السلوكيات الإيجابية التي تعود بالنفع على المجتمع بالدرجة الأولى، ومن هنا عندما نسمع الطالب يتذمر من الذهاب للمدرسة وكأنها عبء ثقيل ناهيك عما يتكبده من ثقل في الحقيبة التي تهلك ظهره، التي أصبحت هاجس مقلق ولم يتم معالجته على مدى سنوات طوال من الشكوى، فإن الأنشطة هي المتنفس من ذلك، إضافة إلى أن ما نعانيه اليوم من سلوكيات دخيلة تحتاج لتفعيل حقيقي للأنشطة لنستطيع استمالة اهتمام الطالب ونعطي لصحته العقلية والبدنية جانب كبير يوازي الجانب المعرفة ومتطلباته ، كما أن الجهود المبذولة من قبل وزارة التربية والتعليم في هذا الجانب ليست بالقليلة لكن واقع التطبيق لدى البعض لا يحقق المأمول والمخطط له، ونأمل أن يكون للأنشطة فعلًا ثقل كبير يوازي فترة التعليم والتعلم؛ لأنه جزء لا يقل أهمية، ويسهم في تحقيق الأهداف بشكل واقعي وملموس على أرض الواقع.