عمان اليوم

"المستكشف المالي" يختتم أعماله ويتوج مشاريع طلابية ترسخ التفكير الريادي

17 يوليو 2025
17 يوليو 2025

اختتمت اليوم فعاليات البرنامج الصيفي لطلبة المدارس "المستكشف المالي" في نسخته الرابعة بكلية الدراسات المصرفية والمالية، والذي يستهدف طلبة المدارس المنتقلين للصفوف من السابع حتى الثاني عشر، الذي استمر على مدى أسبوعين.

رعى حفل الختام سعادة الشيخ راشد بن أحمد الشامسي، وكيل وزارة التنمية الاجتماعية.

وهدف البرنامج الذي جاء من تنظيم كلية الدراسات المصرفية والمالية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم إلى تعزيز مبادئ الثقافة المالية ونشر الوعي بمفهوم ريادة الأعمال وتعريف الطلبة بالمصطلحات المالية وأبرز التقنيات الحديثة في هذا المجال، كما يهدف إلى تعزيز مهارات المشاركين في التخطيط المالي وتنظيم الأمور المالية الخاصة بهم مستقبلًا؛ حيث يشمل مجموعة من المحاضرات وحلقات العمل والفعاليات المصاحبة التي تهدف لتعزيز المحاور الأربعة التي يرتكز عليها البرنامج وهي الثقافة المالية والتقنيات المالية وعلم البيانات وريادة الأعمال، كما يتضمن عددا من الزيارات الخارجية منها زيارة مختبر الابتكار في مطارات عمان وزيارة للبنك المركزي العماني، كما يشمل البرنامج عددا من المحاضرات الإثرائية.

وقال الدكتور زهران بن سالم الصلتي، عميد الكلية "يعد البرنامج أحد أنشطة خدمة المجتمع التي تسعى لتعزيز الوعي المالي وثقافة الادخار لدى الطلبة وتوجيه سلوكهم نحو إدارة الأموال وتمكينهم من اتخاذ القرارات المالية السليمة والمسؤولة"، مؤكدا على أهمية ترسيخ الثقافة المالية في المجتمع بشكل عام، أو طلبة المدارس بشكل خاص بهدف خلق جيل قادر على التعامل مع المتغيرات الاقتصادية والمجريات المالية وتشجيعهم على البحث والابتكار وريادة الأعمال".

وشهد الحفل الإعلان عن المشاريع الطلابية الفائزة، ففي مشاريع طلبة الصفوف السابع إلى التاسع حصل المركز الأول مشروع تقنية العين والمركز الثاني مشروع كراج الثورة، وفي مشاريع طلبة الصفوف العاشر إلى الثاني عشر حصل المركز الأول مشروع مكتشف المشكلات الكهربائية، فيما حصل على المركز الثاني مشروع المستكشف البحري.

وقالت عهود بنت محسن الذهلية، رئيس الابتكار وريادة الأعمال في كلية الدراسات المصرفية والمالية، والمسؤولة عن ريادة الأعمال في البرنامج: "ركز البرنامج هذا العام على عدة محاور رئيسية وهي التقنيات المالية، وريادة الأعمال، والثقافة المالية، وعلم البيانات والذكاء الاصطناعي، وقد حرصنا على أن تكون المشاريع الطلابية في البرنامج قائمة على هذه المجالات، حيث تم تدريب المشاركين على مبادئ تأسيس المشاريع المرتبطة بالابتكار، بدءًا من بلورة الفكرة وحتى تحديد القيمة المقترحة والعملاء المستهدفين، وغيرها من عناصر ريادة الأعمال"، مشيرة إلى أن البرنامج استقطب هذا العام مشاركات واسعة من طلبة المدارس، حيث تم تقسيمهم إلى فئتين: الفئة الأولى ضمت الطلبة المنتقلين إلى الصفوف العاشر والحادي عشر والثاني عشر، أما الفئة الثانية للطلبة المنتقلين إلى الصفوف السابع والثامن والتاسع.

وأضافت الذهلية أن البرنامج شهد العديد من الجلسات التفاعلية وحلقات العمل بمشاركة مختصين من مختلف المؤسسات التقنية والمالية إضافة إلى متحدثين في الابتكار من جامعة السلطان قابوس، ومتخصصين في الأمن السيبراني، كما ساهم الكادر الأكاديمي والإداري في الكلية في تقديم محتوى تدريبي وتفاعلي في مجالات الثقافة المالية وريادة الأعمال، بما يتناسب مع الفئات العمرية المستهدفة باستخدام أسلوب التفاعلي نظرًا لطبيعة المرحلة العمرية للطلبة، ما يجعل المعلومة أكثر رسوخا وتأثيرًا لديهم.

وعن المشاريع بينت أن الجيل الحالي جيل يمتلك قدرات تقنية عالية كانت أغلب المشاريع تركز على التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي. من بين المشاريع اللافتة: مشروع تحويل السيارات العادية إلى كهربائية، مشروع كرسي ذكي، ومنصة لتعليم البرمجة والتقنيات الحديثة، إلى جانب مشاريع أخرى دمجت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في نماذجها الأولية، وذلك حرصا مع رؤية عمان 2040، على تعزيز مفاهيم الابتكار والثقافة المالية لدى الطلبة. هذا النوع من البرامج يغرس فيهم أساسيات التفكير الريادي، ويمكنهم من أن يكونوا مستقبلا عناصر منتجة ومؤثرة في الاقتصاد الوطني. ما لمسناه من تفاعل الطلبة وفضولهم المعرفي وحبهم للتعلم يعزز لدينا الإيمان بأن هذا الجيل يحمل الكثير من الأمل لمستقبل عمان.

من جهته قال محمود بن حمد الوائلي، مساعد محاضر وطالب بكلية الدراسات المصرفية والمالية إن البرنامج كشف عن مستوى باهر من الوعي والذكاء لدى الطلبة، خاصة في مجالات التكنولوجيا والابتكار الرقمي. بدأت رحلتي مع البرنامج من النسخة الأولى كمشارك، واليوم أعود كمساعد محاضر. لاحظت عن قرب كم هو هذا الجيل ذكي ومبادر، فهم لا يحتاجون سوى إلى التوجيه البسيط، وسرعان ما يستوعبون المعلومة ويتفاعلون معها بذكاء يفوق التوقع.

وعن المحاور التي يتضمنها البرنامج، أشار إلى أن النسخة الحالية كانت أكثر تنوعا وتعمقا من سابقاتها، حيث شملت موضوعات متعددة مثل الإدارة المالية، الأمن السيبراني، ريادة الأعمال، والادخار الشخصي، موضحا أن معظم أفكار الطلبة هذا العام تركزت على الجانب الرقمي والتقني، وهو ما يعكس التوجه العام لدى الجيل الجديد، خصوصًا في الجانب المالي والسلوكي، كالتفكير في الادخار وتحديد الأهداف.