«المزيونة» .. محطة الفرص الواعدة في السياحة والصناعة والاستثمار

العمل على تنفيذ حاضنة للأعمال ومعارض للمركبات وافتتاح عدد من المصانع

منصة إلكترونية يقدم المستثمر أعماله من خلالها دون الحضور إلى المحطة الواحدة

صخرة شرووت ملاذ مريح ومؤنس للأهالي وعابري السبيل وتعد مقصدًا مميزًا للسياح والزوار

المزيونة ـ أحمد سعيد زعبنوت :

تشهد ولاية المزيونة حراكاً تنمويا واجتماعيا واقتصاديا وسياحيا يضعها ضمن ولايات سلطنة عمان الواعدة في مسيرة التطوير والتقدم في مختلف المجالات ، وذلك لميزتها النسبية في العديد من القطاعات، إضافة إلى ما حظيت به من مشاريع مهمة في البنية الأساسية تعزز موقعها الحيوي.

وقال سعيد بن مسلم زعبنوت مدير خدمات المستثمرين بالمنطقة الحرة بالمزيونة إن إنشاء المنطقة يهدف في المقام الأول إلى جذب الاستثمارات الدولية والمحلية والعمل على تنميتها وفق رؤيتها الاستراتيجية كإيجاد منطقة اقتصادية حرة تساهم في زيادة تنافسية عمان الإقليمية في مجال جذب الاستثمار، ولا شك أن جذب الاستثمار الأجنبي المباشر ينعكس بشكل مباشر على تنشيط الكثير من القطاعات في ولاية المزيونة كالمنشآت الفندقية، وقطاع الصرافات والبنوك ، وغيرها من القطاعات الخدمية الأخرى، كما أن الكثير من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تنمو من خلال توفير بعض الخدمات التي تتطلبها الشركات العاملة في المنطقة الحرة بالمزيونة كخدمات الاستيراد والتصدير، وخدمات الاستشارات الهندسية والمقاولات، وخدمات المناولة ، وخدمات المطاعم والمقاهي، وخدمات النقل والكثير من الأعمال التي أصبحت اليوم مصدر دخل لسكان ولاية المزيونة ناهيك عن توفير فرص العمل في الشركات العاملة في المنطقة الحرة لسكان الولاية وكذلك في الجهات الحكومية التي يطلب تقديم خدماتها في المنطقة الحرة بالمزيونة.

وعن الخدمات والتسهيلات الاستثمارية المقدمة في المنطقة الحرة، قال سعيد زعبنوت: هناك الكثير من التسهيلات والحوافز والمزايا، فبالإضافة إلى الحوافز التي تنص عليها اللائحة التنفيذية للمنطقة، لدينا الإعفاء الضريبي والإعفاء من الجمارك والإعفاء من الحد الأدنى لرأس المال وكذلك الإعفاء من قانون الوكالات التجارية والتملك الأجنبي ١٠٠% .

هناك أيضا الكثير من المشاريع التي أنجزت في المنطقة كميناء بري عالمي ومبنى متعدد الخدمات ومحطة واحدة يستطيع المستثمر الحصول على كافة التصاريح لممارسة أعمالهم بتكلفة وجهد أقل وكذلك عملت المنطقة الحرة على إنشاء منصة إلكترونية يستطيع المستثمر تقديم أعماله دون الحاجة إلى الحضور إلى المحطة الواحدة.

وعن الفرص الاستثمارية في المنطقة الحرة بالمزيونة، أوضح زعبنوت أن الفرص الاستثمارية تشمل القطاع اللوجستي والقطاع الصناعي، والقطاع التجاري وقطاع تخزين وبيع المركبات، وقطاع الخدمات بشكل عام وتشهد إقبالا كبيرا من قبل المستثمرين في هذه القطاعات فخلال هذا العام تم افتتاح عدد من المشاريع كمصنع امبولات البلاستيك ومصنع الأفرام ومصنع المحارم الورقية ومصنع المياه ومصنع الخرسانة الجاهزة وكذلك جاري العمل على إنشاء حاضنة الأعمال وكذلك معارض للمركبات تحت الإنشاء وتم افتتاح سكن القوى العاملة بالإضافة إلى عدة مراكز لتوزيع وبيع قطع الغيار ومواد البناء، ومن المؤمل إقامة مصانع لتعبئة وتغليف الأسماك، ومصنع تجميع حفارات نفط ومصنع الحناء ومصنع العسل، وكذلك بعض الورش المختصة في صناعة الأخشاب تحت الإنشاء حاليا.

تطلعات الشباب

من جهته قال محسن بن سعيد زعبنوت أن الشباب هم عماد الأمة وركيزتها وعليهم تقوم المنجزات وعندما تسخر لهم الدولة الإمكانيات كلا حسب مواهبه وميوله تكون هناك الفائدة المرجوة ولكوني قريبا من فئة الشباب وأعرف تطلعاتهم ورغباتهم فإني أستطيع القول بأن شباب ولاية المزيونة يكتنزون العديد من المواهب والقدرات في مختلف الأوجه فهناك شباب يتميزون بحفظ وأداء الموروثات من فنون الولاية

العريقة وكذلك مجموعة كبيرة تمارس الألعاب التراثية وآخرين يتميزون في الشعر والإنشاد، وهناك فئة تهوى وتعشق المجال الرياضي بشكل كبير ومنهم من لديه قدرات عالية وخاصة في مجال كرة القدم .

واستبشر الشباب بتشييد الملعب الشبابي بالولاية الذي سيكون له دور كبير في استغلال أوقات الشباب وصقل مواهبهم وقدراتهم لأنه سيكون مهيأ لذلك ولكن للأسف لم يكتمل بناؤه وتوقف منذ فترة ونرجو من الجهات المعنية بعد هذا الصبر بأن تعجل في إكماله وان يكون ملعبا عاما بحيث يتمكن فيما بعد من تنفيذ بعض الفعاليات الرياضية كمسابقات الجري والقفز بالإضافة إلى كرة القدم، كما نرجو بأن يتم إضافة مدرجات من الجهة الشرقية وأن يكون للمقصورة مكان خاص.

طريق ميتن المزيونة

ويقول بن أحميد حدادان الحريزي تعتبر سفلتة الطرق بين المراكز والنيابات بمركز الولاية مهم للغاية، ويعد مشروع سفلتة طريق ميتن المزيونة من المشاريع الحيوية التنموية ولها أهمية قصوى من نواح عدة اجتماعية واقتصادية وسياحية نظراً للكثافة السكانية في نيابة ميتن الصحراوية من المواطنين الذين يرتادون الطريق للتنقل بشكل يومي للتوفير احتياجاتهم من مركز الولاية وإلى مركز المحافظة وللجوانب الاقتصادية أثر الطريق الترابي انتعاش الوضع الاقتصادي بحكم وعرة الطريق ومن المتوقع إنعاش الجانب الاقتصادي للمنطقة لما

لها من أهمية كقطاع التموينات والقطاع الزراعي ، وبلا شك أن الوضع السياحي للمنطقة جداً جاذب بوجود أعلى كُثيّب رملي في العالم رملة جديلة وسفلتة الطريق المؤدي للنيابة من مركز الولاية له دور إيجابي لإبراز هذا المعلم السياحي العالمي وتطويره ليكون واجهة سياحية يشار له بالبنان.

أعلى كثيب رملي

وتحدث مخوت سليم عويضان قمصيت بأن رملة جديلة تعد هي أعلى كثيب رملي في العالم وهو قعيدة جديلة التي ترتفع 445 مترا فوق سطح البحر والتي اعتبرها الباحث السعودي الدكتور عيد اليحيى أعلى كثيب رملي في العالم.

والرحلة إليها يجب أن يتم تجهيزها من خلال توفر سيارات دفع رباعي مجهزة لتخوض غمار الرملة، حيث تكون الانطلاقة من مركز ولاية المزيونة.

ولن تختفي ابتسامتك طوال الرحلة لمجرد أن تصل إلى قعيدة جديلة حيث الرمال الرملية الناعمة. وتقع «قعيدة جديلة» الواقع في رملة جديلة سجل الدكتور عيد اليحيى قمة هذا الكثيب الرملي كأعلى قمة كثيب بالعالم بعد بحث استمر على مدى 10 سنوات في صحراء

الربع الخالي.

وقاعدة قعيدة جديلة تقع في منطقة منخفضة ومقاربة لمستوى سطح البحر وهو ما يجب أن يراعيه المهتمون والباحثون في هذا مجال قياسات الارتفاعات الجبلية والرملية.

وكثيب قعيدة جديلة هو الأعلى بعد أن سجل ارتفاع 455 مترا فوق سطح البحر ليكسر الرقم المسجل في ناميبيا والصين في الكثيبين المسجلين هناك من قبل. ويستغرق الوصول لقمته أكثر من ثلاث ساعات. ولا تزال الطريق من مركز ولاية المزيونة مرورًا بنيابة ميتن، وصولًا إلى رملة جديلة غير مسفلتة لحد الآن .

صخرة شرووت

قال مبخوت سليم عويضان قمصيت تعد صخرة شرووت من المعالم الأثرية والتاريخية المهمة بولاية المزيونة في محافظة ظفار حيث كانت ملاذًا مريحًا ومؤنسًا للأهالي وعابري السبيل والآن تعد مقصدًا مميزًا لسياح وزوار الولاية وتبعُد عن مركز الولاية حوالي ٦ كم.

ولقد ظل هذا المعلم التاريخي يحكي فصول أسراره الملهمة عبر السنين بما قام به من أدوار مهمة في مختلف المناسبات الاجتماعية والثقافية التي تمارس في ولاية المزيونة فقد كان يقصدها الأهالي لإقامة المناسبات الاجتماعية مثل الأعراس والأفراح والتجمعات.

كما ظلّ هذا المعلم التاريخي طيلة الحقب التي توالت عليه ديوانًا أو ناديًا لأبناء الولاية يتجمعون فيه للتشاور ومناقشة شؤونهم وقضاياهم العامة والخاصة حيث يعود سبب قصد هذا المكان من أجل الاستظلال بظل هذه الصخرة نظرا لاتساعها.

وصخرة شرووت هي أحد المعالم الرئيسية والوجهات السياحية في ولاية المزيونة وتشكّل الصخرة الكبيرة المستديرة معلمًا طبيعيًا وجيولوجيًا فريدًا ومزارًا لزوار الولاية.

ولها دلالات تاريخية وعرفية للأهالي قديمًا حيث كانوا يستظلون بظلها هم ومواشيهم بعد معاناة الحياة قديمًا للوصول إلى منابع الماء وغيرها أثناء حياتهم اليومية كما كانت مكانًا للقاءات والاجتماعات المختلفة العرفية وحلّ الخلافات ومقرًا لإقامة أعراسهم ومناسباتهم إلى وقت قريب ولا زالت تقام فيه الأعراس والأهازيج الشعبية.