المدرسة الصيفية بصلالة تناقش تكاملية الذكاءين العاطفي والاصطناعي في التعليم العالي
بدأت اليوم بولاية صلالة فعاليات المدرسة الصيفية الثالثة، التي تنظمها جامعة السُّلطان قابوس بعنوان "تكاملية الذكاءين العاطفي والاصطناعي في التعليم العالي"، وتستمر 6 أيام بفندق روتانا صلالة.
رعى حفل الافتتاح سعادة الدكتور المهندس أحمد بن محسن الغساني، رئيس بلدية ظفار بحضور عدد من مسؤولي الجامعة وأعضاء الهيئة الأكاديمية.
يأتي تنظيم المدرسة الصيفية في إطار جهود جامعة السلطان قابوس لدعم مسارات التطوير الأكاديمي وتنشيط السياحة الأكاديمية خلال موسم خريف ظفار، بمشاركة 50 أكاديميًّا ومهتمًّا من 6 مؤسسات تعليم عالٍ في سلطنة عُمان.
وقالت الدكتورة أسماء بنت سعيد الغسانية، رئيسة اللجنة المنظمة ومديرة مركز التميز والتعليم والتعلم بالجامعة، أن المدرسة الصيفية منذ انطلاق نسختها الأولى شكلت منصة فاعلة للحراك العلمي والثقافي، ووفرت بيئة محفزة لتبادل الخبرات بين الأكاديميين، مشيرة إلى أن ثمار النسخ الماضية تمثلت في إطلاق مبادرات وبرامج تدريبية متقدمة أبرزها برنامج الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي والبحث العلمي الذي أطلقته الجامعة العام الماضي.
وأضافت الغسانية: إن اختيار موضوع النسخة الثالثة يعكس وعينا بأن الاعتماد المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وما يصاحبه من انعزالية لدى الأجيال الجديدة، يستوجب من مؤسسات التعليم العالي التركيز على البعد الإنساني والعاطفي في ممارساتها التعليمية، وتحقيق توازن بين التقنية والشعور والوعي بالذات. وأوضحت أن المدرسة الصيفية تسعى هذا العام إلى تمكين الأكاديميين من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بوعي، وتنمية مهارات الذكاء العاطفي لديهم بما يساعدهم على التفاعل البنّاء مع طلبتهم واتخاذ قرارات تعليمية متوازنة وواعية.
ويتضمن برنامج المدرسة الصيفية جلسات حوارية وحلقات عمل تفاعلية على مدار خمسة أيام، إلى جانب رحلة إلى أبرز المواقع السياحية والتراثية في محافظة ظفار ضمن اليوم الرابع، وتركز الجلسات وحلقات العمل على استعراض تجارب عملية ومناقشة نظريات وتقنيات تسهم في تحقيق تكاملية الذكاءين العاطفي والاصطناعي لدى الأكاديميين والمؤسسات التعليمية.
وتحدث الدكتور علي حسين البلوشي، مدير مركز المجتمع والتعليم المستمر بجامعة السلطان قابوس، عن أهمية هذا البرنامج التدريبي قائلاً: الأكاديميون بحاجة إلى اكتساب مهارات جديدة في كيفية التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي المتاحة وتفعيلها في التعليم، وفي الوقت نفسه تطوير وعيهم بمهارات الذكاء العاطفي للتواصل البنّاء مع الطلبة ومواكبة التحول الرقمي.
واستضافت جلسة حوارية نخبة من الخبراء أبرزهم عامر بن عوض الرواس: عميد غير مقيم بكلية الأعمال وتكنولوجيا المعلومات في جامعة نيوفرن بجورجيا والدكتور راجيف جانجياني: نائب الرئيس الأكاديمي لشؤون التعليم والتعلم في جامعة بروك بكندا، والدكتور محمود المعولي: مستشار مهني معتمد ومدرب في مجالات الإرشاد النفسي والمهني.
وتطرق المتحدثون إلى أهمية تبني فلسفة تعليمية متكاملة تمزج بين العقل والوجدان والتقنية والإنسان، وتطوير سياسات مؤسسية تضمن توظيف الذكاء الاصطناعي بما يعزز القيم الإنسانية ويحترم الخصوصيات الثقافية. كما شددوا على ضرورة تعزيز المهارات الناعمة لدى الأكاديميين، وتصميم أنظمة تعليمية ذكية تراعي الفروق الفردية بين الطلبة، إلى جانب إعادة تعريف القيادة الأكاديمية لتكون أكثر وعيًا وجدانية، وموجهة لمصلحة الطالب والمجتمع.
وخلصت الجلسة الحوارية إلى عدة توصيات من أبرزها: تبني فلسفة تعليمية تمزج بين الوجدان والتقنية وتطوير سياسات مؤسسية تضمن توظيف الذكاء الاصطناعي بما يعزز القيم الإنسانية بالإضافة إلى تعزيز المهارات الناعمة لدى أعضاء هيئة التدريس من خلال برامج تدريبية شاملة، وتصميم أنظمة تعليمية ذكية تراعي الفروق الفردية وتعزز التواصل الإنساني، وإعادة تعريف القيادة الأكاديمية لتكون أكثر وعيًا وجدانية وقادرة على توجيه الذكاء الاصطناعي لخدمة الطلبة والمجتمع.
وأكدت اللجنة المنظمة أن المدرسة الصيفية تسهم في تنشيط السياحة الأكاديمية، مشيرة إلى أن المشاركة الواسعة من مؤسسات التعليم العالي، التي ارتفعت من 3 مؤسسات في النسخة الأولى إلى 6 في النسخة الثالثة، تعكس أهمية هذه المبادرة كمنصة حوارية بنّاءة بين الأكاديميين.
