الكائنات المقاومة للأدوية خطر يهدد مرضى السرطان
قال الدكتور خورخي أباركا- استشاري الأمراض المعدية بمركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان: «إن الكائنات المقاومة للأدوية المتعددة، هي كائنات دقيقة مقاومة للعديد من المضادات الحيوية، وهذا يعني أن خيارات العلاج القياسية للعدوى التي تسببها هذه الكائنات محدودة، مما يجعل من الصعب السيطرة على هذه العدوى وعلاجها». وأوضح أن الكائنات الحية المقاومة للأدوية المتعددة تعد مصدر قلق متزايد للصحة العامة في أماكن الرعاية الصحية، كما أن خطر الإصابة بعدوى الكائنات الحية المقاومة للأدوية المتعددة مرتفع بشكل خاص لدى مرضى السرطان، إذ يتعرض مرضى السرطان لخطر متزايد للإصابة بالعدوى بسبب عدة عوامل منها ضعف جهاز المناعة، والإقامة الطويلة في المستشفى، والتعرض المتكرر للمضادات الحيوية.
وأكد استشاري الأمراض المعدية أن الدراسات أظهرت أن مرضى السرطان لديهم معدل انتشار أعلى للكائنات المقاومة للأدوية مقارنة بعامة السكان وأكثرها شيوعا في مرضى السرطان هي المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين، والمكورات المعوية المقاومة للفانكومايسين، ويمكن أن تسبب هذه البكتيريا مجموعة من العدوى، منها التهابات الجلد والأنسجة الرخوة والتهابات المسالك البولية والالتهاب الرئوي، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تسبب الكائنات المقاومة للأدوية عدوى خطيرة ومهددة للحياة، ويمكن أن تؤثر بشكل كبير على نتيجة علاج السرطان.
وأضاف الدكتور أباركا: إن الكائنات المقاومة للأدوية المتعددة تشكل عدوى وتهديدًا كبيرًا لمرضى السرطان، ومن المهم لمقدمي الرعاية الصحية والمرضى اتخاذ خطوات لتقليل مخاطر هذه العدوى، ويمكن أن تساعد تدابير مكافحة العدوى الفعّالة والاستخدام المناسب للمضادات الحيوية وزيادة الوعي في تقليل الانتشار وحماية صحة مرضى السرطان.
وحث استشاري الأمراض المعدية على أهمية الوقاية من عدوى الكائنات المقاومة للأدوية المتعددة من خلال المحافظة على نظافة اليدين وهي الطريقة الأكثر فعالية لمنع الانتشار، والإشراف على المضادات الحيوية، حيث يمكن أن يؤدي الاستخدام غير المناسب للمضادات الحيوية إلى زيادة خطر الإصابة بعدوى الكائنات المقاومة للأدوية المتعددة، إضافة إلى ضرورة تنظيف الأسطح والمعدات في أماكن الرعاية الصحية بانتظام، ويجب وضع المرضى المشخصين أو المصابين بعدوى الكائنات المقاومة للأدوية تحت احتياطات العزل لمنع انتقال العدوى إلى مرضى آخرين.
وقال: «تختلف معايير تحديد الكائنات المقاومة للأدوية المتعددة لكنها تشمل عادة مقاومة لمضاد حيوي واحد على الأقل في ثلاث فئات أو أكثر من الأدوية، ويمكن إرجاع أول اكتشاف للكائنات المقاومة للأدوية المتعددة إلى أواخر الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، عندما ظهرت تقارير عن سلالات مقاومة للبنسلين من المكورات العنقودية الذهبية، منذ ذلك الحين، أدى الإفراط في استخدام المضادات الحيوية وإساءة استخدامها إلى انتشار الكائنات المقاومة للأدوية وتطوير سلالات جديدة مقاومة للمضادات الحيوية المتعددة».