عمان اليوم

"العيدية".. بهجة الأطفال ورمز العطاء

27 يونيو 2023
27 يونيو 2023

تحمل العيدية رمزية خاصة لدى الأطفال وتضفي الفرح والبهجة في صباحات العيد، منهم من ينفق عيديته على الألعاب والحلوى وبعض الأطفال من يدخر عيديته لشراء بعض الهدايا، إلا أن هناك من يؤكد ضرورة غرس ثقافة الادخار لدى الأبناء وإدارة الأموال بشكل إيجابي بما يتناسب مع احتياجاتهم.

تقول فاطمة بنت سعود الحضرمية: الأطفال عادة ينفقون عيدياتهم في الأمور والأشياء غير المفيدة، مثل شراء حلويات أو ألعاب وبأسعار مبالغة، صحيح أن العيدية من إحدى السمات التي تعطي الفرحة في قلوب الأطفال إلا أنها قد تكون مصدرا لسوء تصرف الطفل، لذا عادة ما أتحكم في صرف عيدية أطفالي وإعطائهم وفق حاجتهم. ومن المهم أن تعرف الأم أين ستصرف العيدية وعلى ماذا لتضمن حق أطفالها وتؤمن نقودهم.

وقال عبدالله بن حمد الوهيبي: عادة في أيام العيد أعطي الأطفال عيدية في أيديهم حيث الفرحة تغمر أعينهم، ولهم مطلق الحرية في التصرف في أموالهم ولكن بالحدود المعقولة، وفرحة الأطفال تكون المال وشراء الألعاب والحلويات، وفي الوقت نفسه أغرس لديه مفهوم الادخار وألا ينفق ماله بدون حساب وأن ينفقه في شراء احتياجاته.

ذكر عمر بن الخطاب العامري: لابد من تشجيع الطفل أن يدخر عيديته ليتجمع لديه مبلغ من المال ويشتري متطلباته كوننا الآن في الإجازة الصيفية وأن يتحمل مسؤوليته، ويرى أن العيدية لها العديد من الفوائد التي تسهم في تعليم الأطفال قيمة الادخار لشراء متطلباتهم والاستفادة من المال عند الحاجة، ويدرب الطفل على تحمل المسؤولية واكتساب بعض الحرية من خلال نقوده التي يتصرف بها في حرية تامة ودون تدخل الآخرين.

فيما قالت إبتهاج بنت محمد المنذرية: إن العيد فرصة لغرس مفهوم الثقافة المالية لدى أطفالنا واستغلال صرف العيدية في أمور تعود لهم بالنفع في الحاضر والمستقبل، مع ضرورة الحوار معهم والسماح لهم باتخاذ القرار في إنفاقه بعد مناقشة الخيارات والأفكار لكيفية صرف العيدية وتقسيمها إلى عدة طرق عديدة كفتح حساب بالبنك أو حصالة الادخار وتخصيص جزء منه لشراء كتب وقصص يختارونها بأنفسهم، أيضا استغلال الإجازات الطويلة بالالتحاق في دور تطور من مواهبهم، أو يقوم الأخوة بالاتفاق فيما بينهم بتجميع المبلغ لشراء لعبة أو جهاز يتشاركون في استخدامه، ولابد أيضا غرس قيمة العطاء والإحسان فيهم بتخصيص جزء من العيدية كصدقة للمحتاجين.

ثقافة الادخار

وعن العيدية وكيفية ادخارها قال الدكتور قيس السابعي خبير اقتصادي: ينتظر الأطفال فرحة العيد بشغف لأنه احتفال وارتداء الملابس الجديدة ولمة الأهل والأصدقاء والأهم تجميع العيدية حيث يتفاخر الأطفال فيما بينهم باعتبارها الجزء الأكبر والأهم من الفرحة. مشيرا إلى أن على الوالدين وبالذات الأم باعتبارها ركيزة أساسية أن تنصح أبناءها في كيفية الاستفادة من عيدية الأطفال وادخارها وإنفاقها بشكل مناسب وسليم.

وأوضح الدكتور قيس على ضرورة تعليم الأطفال عن مفهوم العيدية ومن أين يأتي المال وكيفية صعوبة جمع المال وإنفاقه، وأيضا تعريفهم بمفهوم الادخار والإنفاق والعطاء وتعريفهم بهذه المصطلحات البسيطة حتى تتكون لديهم فكرة عن المال، وبعد النصح يأتي التوجيه والوعظ والمعرفة عن الإنفاق والادخار بالشكل المناسب، مضيفا انه لابد من تخصيص جزء من العيدية للأطفال لشراء الحلويات والألعاب باعتباره حقا لهم وجزءا من فرحة العيد ولكن بالحد المعقول حتى لا تذهب العيدية كلها في شراء الحلويات التي تضر بصحتهم.

ذكر الدكتور قيس عن بعض الأمور المهمة التي يجب أن توجه للطفل للادخار: عند إعطاء الطفل مكافأة مالية سواء كانت في مناسبة العيد أو التحصيل الدراسي أو أنها مكافأة لعمل جيد أن يكون لبق في الرد وان يشكر من أعطاه المال، ومن الضرورة أن يتعرف الطفل على الفئات النقدية وكيفية صرفها في شراء الاحتياجات والأساسيات الأولية. مضيفا من الأساليب الممتعة لتحفيز مفهوم الادخار عند الأطفال عمل مسابقة فيما بينهم من يدخر ويوفر مالا اكثر يحصل على مكافأة مالية إضافية. ومن الضروريات أيضا للادخار وجود الحصالة وان نزرع ثقافة الحصالات في المنازل بحيث يكون لكل طفل حصالة خاصة به ويدخر ماله بمفرده وفي بداية الإجازة الصيفية له مطلق الحرية في التصرف بماله مع حثه على الاعتدال في الصرف ونعطيه الثقة على تحمل مسؤوليته بمفرده.

وأضاف السابعي: من الأمور الجيدة أيضا تعليم الأطفال وحثهم على عمل الجمعية الصيفية أو الجمعية الترفيهية من خلال ما تم تجميعه في الحصالة يستحق الطفل أن يرفه عن نفسه بصحبة أسرته أو أصدقائه. وفي الأخير دائما الوالدان هما القدوة الحسنة لأبنائهم في تعليمهم معنى ثقافة الادخار وأن هذا الادخار قد يعود بالنفع في الظروف الصعبة عندما لا نجد مالا نرجع للمال الذي قمنا بادخاره من الحصالة وان الادخار عادة إيجابية وهادفة والهدف ليس فقط توفير العيدية وإنما إدارة العيدية وإنفاقها بشكل إيجابي يسهم في تعزيز الثقة والثقافة لدى الأطفال والاعتماد على أنفسهم في الصرف.