No Image
عمان اليوم

العلاقات العمانية البحرينية امتداد تاريخي لارتباط حضارتي مجان ودلمون

23 أكتوبر 2022
تشهد تطورا متناميا يجسد عمق أواصر الأخوة والتعاون
23 أكتوبر 2022

- جمعية الصداقة العمانية البحرينية تعزز وشائج القربى ومجالات الشراكة بين الشعبين

العلاقات العُمانية - البحرينية ليست وليدة اليوم وإنما لها امتداد ضارب في عمق التاريخ استهل عبر ارتباط حضارتي مجان ودلمون بعلاقات اقتصادية متبادلة، واستمرت تلك العلاقات لتأخذ أبعادها في ضوء حركة التاريخ مستندة إلى القواسم المشتركة التي تربط البلدين الشقيقين سلطنة عمان ومملكة البحرين من الموقع الجغرافي والدين والعروبة والثقافة المشتركة، وأخذت تلك العلاقات في التطور والنمو مع تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وإنشاء اللجنة الوزارية المشتركة، وتأسيس مجلس الأعمال المُشترك بين غرفة تجارة وصناعة البلدين، والتوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، بما يعكس رغبة الجانبين في تعزيز أواصر التعاون والعمل على استدامته، وتعزيز العلاقات الاقتصادية، وتحفيز تبادل الاستثمارات، والدفع بها نحو آفاق أرحب، بما يلبي الطموحات المشتركة.

وبفضل التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - وأخيه الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين فإن العلاقات العمانية - البحرينية في أوج عهدها إذ تعد نموذجًا راسخًا من العلاقات الأخوية التي تستند إلى ما يربط الشعبين الشقيقين من علاقات تاريخية وطيدة وأواصر المحبة ووشائج القربی، وكما تشهد هذه العلاقة تطورا متناميا يجسّد عمق أواصر الأخوة والتعاون التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، وما يجمع بينهما من حرص مشترك على توسيع آفاق العلاقات إلى آفاق أوسع تلبي التطلعات المشتركة وتطوير وتنمية العلاقات الثنائية في كافة المجالات والوصول بها إلى مستوى التكامل على نحو يتناسب مع خصوصية وتميز العلاقات الأخوية ويقوي من التنسيق المشترك حيال كافة القضايا.

مواطنو البحرين

وفي الجانب الاجتماعي تشير الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أن عدد السكان البحرينيين المقيمين في سلطنة عمان حتى نهاية سبتمبر 2022م بلغ 893 وسجل عدد الطلبة البحرينيين في مؤسسات التعليم العالي بالمؤسسات الحكومية والخاصة خلال الفترة 2021/ 2020 85 طالبًا وطالبة.

بينما يبلغ إجمالي عدد العمانيين العاملين في مملكة البحرين 110 موظفين.

جمعية الصداقة

ويمثل تأسيس جمعية الصداقة العمانية البحرينية قوة دافعة للعلاقات الأخوية المتينة بين البلدين الشقيقين وتزداد قوةً وتميزًا في ظل الحرص المتبادل على تعزيزها وترسيخ دعائمها، وما تستند عليه من أسس راسخة من المحبة والأخوة ووشائج القربى والمصير المشترك، ومنوط بالجمعية توسيع أطر التعاون وتبادل الخبرات في مختلف المجالات، والدفع بهذه العلاقات وتوطيدها وتوثيق الروابط الأخوية عبر إسهاماتها وأنشطتها الاجتماعية وإبراز القواسم المشتركة بين البلدين والشعبين الشقيقين، ومن المؤمل أن تسهم في الدفع بمجالات التعاون بشكل أرحب وبذل المزيد لتعزيز وتطوير مختلف مجالات التعاون الثنائي وتوثيق أواصر التعاون في كافة المجالات على الصعيدين الرسمي والشعبي.

وتسعى الجمعية إلى تطوير وتعزيز العلاقات في الميدان الثقافي، والاجتماعي، والاقتصادي، والعلمي، وأنشطة الشباب والرياضة، من خلال تنظيم اللقاءات الاجتماعية، والندوات، والمحاضرات، ومعارض الفنون وتعزيز التراث الثقافي والأدبي بين البلدين بتنظيم الفعاليات الأدبية والثقافية، والترويج للأنشطة السياحية في البلدين.

مستقبل مشرق

وفي إطار العلاقات العمانية - البحرينية تنظم هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ومركز عيسى الثقافي بمملكة البحرين في مايو من العام القادم ندوة «العلاقات العُمانية البحرينية: تاريخ عميق ومستقبل مشرق» التي تستضيفها مملكة البحرين وكلا البلدين احتضنا حضارات كان لها أثرها على تاريخ المنطقة، فحضارتا مجان ودلمون كانتا ترتبطان مع بعضهما بعلاقات وطيدة، وقد تطورت تلك العلاقات حتى وقتنا الحالي لتشمل مختلف الجوانب، لذا ستُقدَّم في هذه الندوة موضوعات متنوعة تتناول الجوانب التاريخية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية عبر الحقب الزمنية المختلفة، يقدمها مجموعة من الباحثين والأكاديميين والكتاب والمهتمين بتاريخ البلدين والخليج العربي، وإلى جانب الندوة سيقام معرض وثائقي يحتوي على العديد من الوثائق والصور والخرائط والمخطوطات المتعلقة بالعلاقات بين البلدين الشقيقين والمنطقة.

وتمثل الندوة أهمية في دراسة العلاقات العُمانية - البحرينية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية عبر الحقب التاريخية المختلفة والآفاق المستقبلية لتلك العلاقات، وتكمن أهدافها في دراسة أبعاد العلاقات العُمانية - البحرينية في مختلف المجالات، وتسليط الضوء على المعاهدات والاتفاقيات في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وإبراز دور الربابنة والسفن والبحر وآثارها على العلاقات بين عُمان والبحرين، واستعراض وتحليل الوثائق والمخطوطات المتعلقة بتاريخ العلاقات بين عُمان والبحرين، إضافةً إلى إبراز مجالات التعاون بين سلطنة عُمان ومملكة البحرين.

وستناقش الندوة عدة محاور تشمل المحور التاريخي والسياسي، الذي من خلاله سيتم التطرق إلى الموقع الجغرافي وأهميته التاريخية ودوره في تعزيز العلاقات العُمانية - البحرينية والعلاقات السياسية والتاريخية بين عُمان والبحرين (قبل الإسلام، التاريخ الوسيط (الإسلامي)، (التاريخ الحديث والمعاصر)، والعلاقة بين حضارتي مجان ودلمون عبر التاريخ، وكذلك النشاط البحري بين عُمان والبحرين، فيما سيتطرق المحور الاقتصادي إلى العلاقات الاقتصادية بين عُمان والبحرين عبر التاريخ، والطرق والقوافل والرحلات التجارية البرية والبحرية بين البلدين، ودور التجار العُمانيين والبحرينيين في ترسيخ العلاقات بين البلدين، والأسواق والحركة التجارية بينهما، وسيتناول المحور الثقافي والاجتماعي، العادات والتقاليد المشتركة بين البلدين (المأكولات، اللباس، المناسبات)، والمواقع الأثرية (المدافن، الشواهد، اللُقي والمقتنيات) في سلطنة عُمان ومملكة البحرين وأوجه التشابه والاختلاف بينها، وأبرز الشخصيات العُمانية والبحرينية المؤثرة في مجال النشاط البحري (ربابنة، تجار، صناع، عمال)، إضافةً إلى آفاق التعاون الثقافي بين سلطنة عُمان ومملكة البحرين.

Image