عمان اليوم

"الصحة" : كفاءات مؤهلة وموازنة تشغيلية وأجهزة متطورة للارتقاء بالخدمات الصحية

16 نوفمبر 2022
تراجع ملحوظ في إصابات ووفيات كوفيد منذ منتصف يوليو 2021م
16 نوفمبر 2022

- اعتراف منظمات دولية بالتقدم الذي حققته سلطنة عمان من أجل بقاء الطفل والحفاظ على نموه بشكل صحي

- أكثر من (12.5) مليون زيارة للعيادات الخارجية بمؤسسات وزارة الصحة

- 56119 موظفا إجمالي العاملين في القطاع الصحي في سلطنة عمان

- لم يتم تسجيل أي حالة تيتانوس لحديثي الولادة منذ عام 1995م ومرض الدفتيريا أو الخناق منذ عام 1992م

- استحداث طرق تسهل تمويل الابتكارات والبحوث في المجال الصحي ووجود شركاء في كافة القطاعات

- خلو سلطنة عمان من بعض الأمراض المعدية الخطيرة مثل شلل الأطفال والطاعون والدفتيريا والحمى الصفراء

- ارتفاع نسب التعمين في الفئات الطبية والطبية المساعدة بوزارة الصحة إلى 73%

«عمان» تتبع وزارة الصحة المنهاج التخطيطي في تطوير النظام الصحي في سلطنة عمان الذي يعتبر من أهم الممكنات التي أدت إلى استمرار الإنجازات في تقديم الرعاية والخدمات، وتستند الوزارة في خططها الخمسية على «رؤية عمان 2040» وعلى اللبنات الست في النظرة المستقبلية للنظام الصحي 2050 التي تهدف إلى تطوير النظام الصحي على مدى السنوات الأربعين المقبلة، ويتمثل الهدف الأسمى الذي تسعى إليه سلطنة عمان تحقيقه في أن يعيش المجتمع العُماني حياة صحية راقية وصحة مستدامة، وذلك من خلال تطوير النظام الصحي ليكون متوازيا مع النظم الصحية المتقدمة.

يعد عام 2021م هو العام الأول من تنفيذ الخطة الخمسية العاشرة للتنمية الصحية «2021-2025م» حيث قامت هذه الخطة بعد عمل تحليل للنظام الصحي الحالي والخروج بعدد من الرؤى والأهداف والمؤشرات وأنشطة بما يتناسب مع «رؤية عمان 2040» وبما يتناسب أيضا مع أهداف التنمية المستدامة وذلك لضمان تمتّع جميع أفراد المجتمع بعناية راقية وصحة مستدامة، وتعمل الوزارة جاهدة على إنجاح جميع أهدافها وذلك لتحقيق الهدف الأسمى وهو تحقيق الرفاهية الصحية للمجتمع العماني مع التركيز على التشارك في عملية التنفيذ ومشاركة القطاعات الصحية الأخرى والجهات ذات العلاقة.

كما ترتكز الخطة العاشرة للتنمية الصحية على مجموعة من المرتكزات أهمها «رؤية عمان 2040» والنظرة المستقبلية للصحة 2050 وأهداف التنمية المستدامة «2030-2016»، حيث يعتبر الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة مرتبط بشكل مباشر بالصحة حيث يتضمن هذا الهدف 13 غاية تمت ترجمتها إلى مؤشرات وذلك لمتابعة وتقييم الغايات بشكل دقيق، وينص الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة على ضمان تمتّع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار.

خطة التنمية الصحية

وكما تستند الخطة العاشرة للتنمية الصحية 2021-2025 على مجموعة من الممكنات التي تدعم عملية التنفيذ أولها الهيكل التنظيمي للوزارة والتزام المديريات العامة بعملية التنفيذ للحصول على أفضل المؤشرات محليًا وعالميًا تسهم في ارتقاء الخدمات الصحية في سلطنة عمان وأيضًا وجود قدرات وكفاءات وطنية مؤهلة لتقديم خدمات صحية بجودة عالية ووجود نظام معلوماتي متقدم ووجود أنظمة وأجهزة متطورة ووجود موازنة تشغيلية وطرق استخدام الموارد بطريقة ممنهجة، واستحداث طرق تسهل تمويل الابتكارات والبحوث في المجال الصحي ووجود شركاء في كافة القطاعات وغيرها الكثير من الممكنات التي ستسهم في نجاح هذه الخطة.

وتتألف الخطة من خمسة أهداف استراتيجية وهي (مجتمع يتمتع بصحة مستدامة تترسخ فيه ثقافة «الصحة مسئولية الجميع» ومصان من الأخطار ومهددات الصحة-نظام صحي يتسم باللامركزية، والجودة والشفافية، والعدالة، والمساءلة، ومصادر تمويل متنوعة ومستدامة للنظام الصحي، وكوادر وقدرات وطنية مؤهلة ورائدة في البحث العلمي والابتكار الصحي، وأنظمة وخدمات طبية تقنية ورعاية صحية وقائية وعلاجية ذات جودة عالية بجميع مستوياتها.

ومبادرات أساسية ذات أولوية و(44) نتيجة متوقعة تشترك فيها الوازرة بما فيها المديريات المركزية والمحافظات حسب مستويات التنفيذ، ونظام إلكتروني للمتابعة والرصد والتقييم.

وصل عدد المستشفيات بسلطنة عمان لعام 2021م (88) مستشفى منها (51) مستشفى تابعُا لوزارة الصحة، كما بلغ عدد أسرة المستشفيات في السلطنة 7096 سريرا منها 5166 سريرا تابعا لمستشفيات وزارة الصحة.

وبلغ إجمالي المؤسسات التابعة لوزارة الصحة في نهاية عام 2021م 263 مؤسسة صحية منها 51 مستشفى و21 مجمعا صحيا و191 مركزا صحيا، أما بالنسبة للقطاع الصحي الخاص، فقد توزعت المؤسسات الصحية الخاصة حتى نهاية عام 2021م إلى 31 مستشفى، 498 مجمعًا وعيادة تخصصية و365 عيادة أسنان و640 عيادة عامة ومراكز تشخيصية، بالإضافة إلى 883 صيدلية خاصة متوزعة في جميع محافظات سلطنة عمان.

تعتبر القوى العاملة في المجال الصحي العمود الفقري لأي نظام صحي، ويشير التقرير الصحي السنوي لعام 2021م إلى أن إجمالي العاملين في القطاع الصحي في سلطنة عمان بلغ في نهاية عام 2021م 56119 موظفا منهم 37732 في وزارة الصحة (بنسبة تعمين تصل إلى 73%)، كما يوضح التقرير أيضًا أنه في نهاية عام 2021م، يوجد في وزارة الصحة 5807 أطباء، و14361 ممرضا وممرضة و782 صيدلانيا وصيدلانية، كما بلغت نسبة التعمين في هذه الفئات 36.7% و65% و96% على التوالي، كما يوجد حوالي 11,000 عامل في الفئات الطبية المساعدة الأخرى.

تتكون منظومة الرعاية الصحية من ثلاثة مستويات متكاملة هي الرعاية الصحية الأولية الفعالة وعالية الجودة التي تقدمها المراكز والمجمعات الصحية والمستشفيات المحلية التي تغطي كافة محافظات سلطنة عمان، ثم المستوى الثاني وهو الرعاية الصحية الثانوية التي تقدمها المستشفيات المرجعية الموجودة في كل محافظات سلطنة عمان ومستشفيات الولايات الموجودة في بعض الولايات الرئيسية التي تقدم رعاية طبية للمشاكل الصحية التخصصية، وتوفر رعاية أكثر مهارة وتخصصا، ثم المستوى الثالث وهو الرعاية الصحية التخصصية عالية التقنية، التي توفرها المستشفيات التخصصية في محافظة مسقط وهي المستشفى السلطاني ومستشفى خولة ومستشفى النهضة ومستشفى المسرة، وهي جميعها مستشفيات ذات طبيعة شاملة تعمل كمستشفيات مرجعية لكافة أنحاء سلطنة عمان، كما يعتبر مستشفى المسرة بمحافظة مسقط المستشفى التخصصي على المستوى الثالث للأمراض النفسية والعقلية.

جائحة كوفيد

اهتم النظام الصحي في سلطنة عمان خلال مراحل تطوره بالحد من انتشار الأمراض المعدية، واعتمد في ذلك على عدد من الاستراتيجيات من أهمها إنشاء نظام لترصد الأمراض المعدية، وقد أدت هذه الاستراتيجيات إلى التحكم في الأمراض المعدية لتصبح في مستوياتها المتوطنة.

ومع انتشار جائحة كورونا في نهاية عام 2019م على المستوى العالمي، تم تسجيل أكثر من 291 مليون حالة على المستوى العالمي، في حين بلغ عدد الوفيات أكثر من 5 ملايين وفاة، خلال الفترة من بداية الجائحة حتى تاريخ 31 ديسمبر 2021م ، أما بالنسبة لسلطنة عمان فقد بلغ عدد حالات الإصابة بمرض «كوفيد-19» المثبتة مخبريًا أكثر من 305 آلاف حالات مؤكدة لـ«كوفيد-19»، منها: 27745 حالة استدعت التنويم، و7142 استدعت الرعاية في العناية المركزة، فيما سجلت 4100 وفاة، هذا وقد أشار التحديث الأخير للبيانات إلى تراجع ملحوظ في عدد الإصابات والوفيات ونسبة إيجابية الفحوصات منذ منتصف شهر يوليو 2021م.

لقد أثرت جائحة كورونا على جميع الخدمات الصحية المقدمة في عام 2021م، حيث بلغت أعداد الزيارات للعيادات الخارجية بمؤسسات وزارة الصحة أكثر من (12.5) مليون زيارة خلال عام 2021م وذلك بانخفاض كبير مقارنة بعام 2019م (15.7 مليون زيارة)، كما أن أعداد الزيارات للعيادات الخارجية تتركز في المؤسسات الصحية التي تقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية حوالي 79% (42.8% في المراكز الصحية و25.7% في المجمعات الصحية و 10.8% في المستشفيات المحلية).

كما انخفض إجمالي المنومين في مستشفيات وزارة الصحة من 331 ألفًا في عام 2019م إلى حوالي 226 ألفًا في عام 2021م، مما أدى كل ذلك إلى انخفاض في العمليات الجراحية والخدمات الأخرى كخدمات المختبرات الطبية والأشعة.

وكانت سلطنة عمان بالمقاييس العالمية وما زالت من الدول المتقدمة في مجال تحسين جودة حياة سكانها، حيث احتلت سلطنة عمان مركزا متقدما في الحفاظ على حياة الأطفال، فعلى الرغم من تأثير جائحة كورونا في ارتفاع معدل الوفيات الخام للعمانيين ليصل إلى 3.6 لكل 1000 من السكان في عام 2021م، كما أن وفيات الأطفال الأقل من سنة والأطفال الأقل من خمس سنوات قد ارتفعت إلى 8.1 و10.1 لكل 1000 مولود حي على التوالي.

إشادة دولية

اعترفت المنظمات العالمية بالتقدم الذي حققته سلطنة عمان من أجل بقاء الطفل والحفاظ على نموه بشكل صحي، ويعزى التحسن في هذه المؤشرات إلى اهتمام السلطنة بمكافحة أمراض الطفولة الخطرة عن طريق تطبيق برنامج التحصين الموسع الذي استهدف الأمراض الآتية: الدرن (السل الرئوي) والتهاب سنجابية النخاع الحاد (شلل الأطفال) والدفتيريا والسعال الديكي والتيتانوس والحصبة.

هذا وتمت أيضًا إضافة لقاحات ضد التهاب الكبد الفيروسي والحصبة الألمانية والغدة النكافية وطعم المستدمية النزلية النوع بـ(هيموفيلس إنفلونزا)، ومنذ يوليو 2003م تم استخدام الطعم الخماسي تماشيا مع التطور الدولي في تطوير إجراءات التحصين ضد الأمراض الخطرة، وفي عام 2008م تمت إضافة طعم ضد المكورات الرئوية وكذلك طعم ضد شلل الأطفال بالحقن كإضافة للطعوم الأخرى، وبسبب ارتفاع معدلات التحصين بنسب تقارب من 100%.

وتجدر الإشارة إلى أنه لم يتم تسجيل أي حالة تيتانوس (كزاز) حديثي الولادة منذ عام 1995م، ومرض الدفتيريا (أو الخناق) منذ عام 1992م.

وبالنسبة لأمراض الجهاز التنفسي لدى الأطفال فقد انخفض معدل الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الحادة لدى الأطفال الأقل من خمس سنوات من 1394 في عام 2015م إلى 1366 لكل ألف طفل أقل من 5 سنوات في عام 2021، وفي المقابل فقد ارتفعت معدلات الإصابة بالإسهال لدى الأطفال الأقل من خمس سنوات خلال عام من 214 في عام 2015م إلى 116 لكل ألف طفل أقل من 5 سنوات في عام 2021م. كما انخفضت أعداد الحالات المؤكـدة المصابة بالملاريا من 32 ألف حالة عام 1990م إلى 822 لعام 2015م واستمر هذا الانخفاض في عام 2021م ليصل إلى 172 علمًا أن أغلبها حالات وافدة.

لقد رصدت الوزارة وجود انخفاض شديد حمى الضنك لتصل عدد الحالات إلى 24 حالة في عام 2021م مقابل 309 حالات في عام 2020م، كما لا توجد حالات للحصبة المتوطنة لعام 2021 وفي المقابل فإن هناك انخفاضا في عدد من الأمراض المعدية مثل الطفح الجلدي والتسمم الغذائي وحالات التهاب الكبد الفيروسي، كما تعتبر سلطنة عمان خالية من بعض الأمراض المعدية الخطيرة مثل شلل الأطفال والطاعون والدفتيريا والحمى الصفراء.

القوى العاملة

ونظرًا لإدراك وزارة الصحة بأن نوعية الرعاية الصحية المقدمة تعتمد بشكل كبير على توفر العدد المناسب من القوى العاملـة المؤهلـة بفئاتهـا وتخصصاتها المختلفة، فقـد أولت الوزارة اهتمامـا بالغا باستراتيجيات دعم وتنمية القوى العاملة بهدف النهوض بمستوى الخدمات الصحيـة في سلطنة عمان، وقد صدر المرسوم السلطاني (18/ 2018) بإنشاء كلية عمان للعلوم الصحية والمعهد العالي للتخصصات الصحية بتاريخ 6 يونيو 2018م، لتحل محل المعاهد الصحية بمختلف تخصصاتها.

وقد تخرج في عام 2021م 581 خريجا وخريجة من الفئات الطبية المساعدة من كلية عمان للعلوم الصحية، وساهم تخريج أفواج متتابعة من الأطباء العمانيين الأكفاء من جامعة السلطان قابوس بالإضافة إلى مؤسسات التعليم العالي في تأهيل وإعداد الممرضين والممرضات وبعض الفئات الطبية المساعدة الأخرى، كما ساهم أيضا في رفع نسب التعمين في الفئات الطبية والطبية المساعدة، حيث وصلت نسبة التعمين في وزارة الصحة 73% (الأطباء 39%، أطباء الأسنان 97%، التمريض 65%، الصيادلة 96%).

وتواصل وزارة الصحة اهتمامها وحرصها على تطوير سياسات ومتطلبات الإدارة الصحية من أجل الارتقاء بالعملية الإدارية حتى تكون قادرة على الاستجابة للتحديات التي تواجه طبيعة النظام الصحي وما تتسم به من تغييرات متلاحقة.

وقد تمثل هذا الاهتمام في عدة مجالات رئيسية، أهمها الاستمرار في دعم نظام المعلومات في كافة محافظات سلطنة عمان كأساس لعملية التخطيط وإدارة الخدمات الصحية.

وفي مجال ضمان جودة الخدمات الصحية تم تنفيذ برنامج لإعداد وتأهيل كوادر وطنية متخصصة في مجال ضمان وتحسين الجودة في الخدمات الصحية بما في ذلك ابتعاث بعض الموظفين لنيل درجة الماجستير والدكتوراه في إدارة الجودة.

القطاعات الأخرى

وتعمل وزارة الصحة جنبًا إلى جنب مع المؤسسات الحكومية الأخرى التي تقدم الرعاية الصحية ومع القطاع الصحي الخاص لتقديم رعاية صحية شاملة لجميع سكان سلطنة عمان، كما تعتبر وزارة الصحة الجهة المسؤولة عن توفير الجزء الأكبر من الخدمات الصحية في البلاد.

تعتبر وزارة الصحة الجهة الرئيسية المسؤولة عن توفير الخدمات الصحية بالبلاد، وبالإضافة إلى ذلك نجد أن ديوان البلاط السلطاني ووزارة الدفاع وشرطة عمان السلطانية وشركة تنمية نفط عمان وجامعة السلطان قابوس تقدم خدمات صحية لموظفيها وذويهم، كما يقدم مستشفى جامعة السلطان قابوس خدمات الرعاية الصحية الثانوية والثالثية لجميع المواطنين.

يعتبر القطاع الصحي الخاص رافدًا إضافيًا للخدمات الصحية بسلطنة عمان وينمو باطراد، حيث بلغ عدد المستشفيات الخاصة 31 مستشفى بعدد أسرة 1117 سريرا، وعدد العيادات العامة 528 عيادة عامة، و178 عيادة تخصصية و320 مجمعا صحيا، وكذلك 365 عيادة أسنان، إضافة إلى 62 عيادة متخصصة في الطب الصيني والهندي، و13 مركزًا للمختبرات الطبية، و5 مراكز للتشخيص بالرنين المغناطيسي، كما بلغ عدد الصيدليات الخاصة 883 صيدلية في عام 2021م.