"الشورى" يؤدي أدواره الوطنية بشراكة مجتمعية وتكامل مع مؤسسات الدولة

نعمل على تفعيل المزيد من الأدوات البرلمانية لخدمة المواطن وقضاياه الملحــة -

حظيت مسيرة الشورى في سلطنة عمان بنصيبٍ وافرٍ من الاهتمام، كغيرها من القطاعات؛ مما انعكس على تطور الأدوار المنوطة بمجلس عُمان، والتوسع في صلاحياته.

وأكد سعادة الشيخ أحمد بن محمد الندابي أمين عام مجلس الشورى أن صدور النظام الأساسي للدولة (6 /2021)، وقانون مجلس عمان (7 /2021) شكل مرحلة عمل جديدة لمجلس الشورى العُماني جاءت منسجمة مع متطلبات نهضة عمان المتجددة؛ مشيرا إلى أن قانون مجلس عمان حدد علاقة المجلس بالحكومة، وإجراءات العمل التشريعي مع مجلس الدولة إلى جانب إجراءات العمل الداخلية في آلية إدارة جلسات المجلس، ولجانه الدائمة، بما يعزز من اتخاذ الخطوات الجادة نحو ترجمة أهداف الرؤية الوطنية "عمان 2040"، والخطة الخمسية العاشرة (2021-2025م) ومتطلبات تحقيقهما.

وقال سعادته في حديث لـ(عمان) بمناسبة العيد الوطني الـ 52 المجيد: نتشرف ونحن نحتفي بمناسبة العيد الوطني الثاني والخمسين المجيد لسلطنة عُمان أن نرفع خالص التهاني مقرونة بأسمى مشاعر الشكر والولاء والعرفان إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وإلى الشعب العماني بهذه المناسبة الوطنية الغالية التي نعيش فرحتها الغامرة اليوم، وبلادنا الغالية تشهـد رصيدا واسعا من الإنجازات والمكتسبات الوطنية المتحققة على مختلف الأصعدة وفق معطيات تعكس حرص القيادة الحكيمة لجلالته -أيده الله- في السير بها نحو تحقيق نهضة تنموية شاملة مستشرفة آفاق المستقبل، منطلقة في ذلك من محاور ومرتكزات (رؤية عُمان 2040)، مستنيرة بفكر القائد ونهجه السديد لتحقيق كل ما يصبو إليه أبناء عُمان لسمو ورفعة بلدهم العزيز سلطنة عُمان، داعين المولى عزوجل أن يعيد هذه المناسبة وأمثالها على جلالته وهو ينعم بوافر السؤدد والنعيم، والعمر المديد، وعلى الشعب العماني بدوام التقدم والرخاء في ظل قيادته الحكيمة.

وأوضح أمين عام مجلس الشورى أن ممارسة العمل الوطني لا تتم إلا وفق انسجام وتوافق على تحقيق الأهداف الوطنية، والتكامل عبر شراكة واضحة مع مؤسسات الدولة الأخرى في كافة المجالات بما يعزز مسيرة العمل التنموي في سلطنة عمان ترجمة لما نص عليه النظام الأساسي للدولة وقانون مجلس عمان، وتجسد هذا المشهد عبر لقاءات واجتماعات مشتركة بين مكتب مجلس الشورى ومجلس الوزراء، وتنسيق مستمر بينهما لتحقيق الأهداف المشتركة، والتعاون المنشود في تنفيذ الخطط والبرامج الاقتصادية والاجتماعية في كل ما يهم المصلحة العليا للوطن، والتأكيد على ضرورة تعزيز الشراكة بين الحكومة والمجلس، وأهمية تضافر كافة الجهود الرامية إلى تحقيق المصلحة العامة.

وأشار سعادته إلى أن المجلس يعمل في إطار الأهداف المشتركة لمجلس عمان وفق تكاملية مع مجلس الدولة في ممارسة صلاحياتهما واختصاصاتهما بما ينعكس إيجابا على تحقيق الممارسة الشورية في سلطنة عمان من خلال التنسيق المستمر بين مكتبي المجلسين ولجانهما، واللجان التنسيقية، إضافة إلى الجلسات المشتركة بينهما التي حدد النظام الأساسي آلية عقدها في حالة وجود اختلاف بشأن مواد في مشروع قانون معروض عليهما.

وأوضح الندابي أن الفترة التاسعة شهدت مزيدا من تفعيل أدوات المتابعة سعيا لخدمة المواطن وملامسة قضاياه الملحــة، بما يحقق متطلبات التنمية الشاملة في البلاد، مشيرا إلى أن دور الانعقاد السنوي الرابع من الفترة التاسعة سيشهد تحقيق مزيد من الإنجازات التي تضاف لإنجازات الأدوار الثلاثة الماضية ليقف بها على أعتاب فترة قادمة تواكب المستجدات التي تشهدها سلطنة عمان في مختلف المجالات من خلال نشاط واضح في العمل التشريعي، وتفعيل أدوات المتابعة، وتعزيز الشراكة مع الحكومة من أجل تحقيق المصلحة الوطنية.

وأشار إلى أن المجلس استطاع تحقيق العديد من الإنجازات في إطار صلاحياته التشريعية، حيث أجاز (13) من مشروعات القوانين المحالة من الحكومة، كما تقدم المجلس بـ(18) مقترحا لمشروعات قوانين، وفي جانب أدوات المتابعة قدم أعضاء المجلس خلال الفترة التاسعة أكثر من (429) سؤالًا في مختلف القطاعات الخدمية والصحية والتعليمية والاجتماعية، بالإضافة إلى (299) طلب إحاطة، كما تمت الموافقة على (27) من طلبات المناقشة، وألقى أعضاء المجلس (25) بيانا عاجلا حول عدد من القضايا التي تشغل المواطن، وعقدت لجان المجلس خلال الفترة التاسعة (255) اجتماعًا، إلى جانب (132) استضافة للمعنيين من مختلف جهات الاختصاص للاستئناس بمرئياتهم في موضوعات دراسات اللجان، كما تم تشكيل بعض فرق العمل التي من شأنها الوقوف على التحديات والإشكالات التي تواجه مختلف قطاعات التنمية في البلاد.

وأكد سعادة الشيخ أحمد بن محمد الندابي أمين عام مجلس الشورى على أن المجلس يحرص على السير في نهـج سلطنة عُمان لتعزيز علاقاتها الخارجية، وتأكيد موقفها الثابت حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية عبر مسار واضح للدبلوماسية البرلمانية التي شهدت حضورا واضحا لمجلس عُمان في مختلف الأحداث والمحافل البرلمانية على المستويين الإقليمي والدولي للمجالس والمنظمات والاتحادات البرلمانية، وأسهمت تلك المشاركة في تعزيز التعاون بين المجالس التشريعية، والمنظمات والاتحادات البرلمانية، كما عملت على فتح مجالات التعاون لتبادل الخبرات والرؤى الداعمة لتعزيز العمل المشترك بين سلطنة عمان عبر مجلس الشورى، وغيرها من الدول الشقيقة والصديقة.

وفي ختام حديثه، أكد سعادة الشيخ أحمد بن محمد الندابي الأمين العام لمجلس الشورى أن مسيرة الشورى في سلطنة عُمان تمضي بثبات وفق النهج الوطني الراسخ، والرؤية السديدة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -أبقاه الله- في تحقيق أهدافها الوطنية التي تأسست من أجلها منـذ (52) عاما من عمر النهضة الخالدة، ونهضة عمان المتجددة، وسيستمر المجلس في أداء أدواره بشراكة فاعلة وأدوار تكاملية مع مؤسسات الدولة، وتفعيل المشاركة المجتمعية في صنع القرار الوطني من خلال ما يقدمه من عملٍ تشريعي، وممارسة لصلاحياته بتفعيل أدوات المتابعة مواكبا لمختلف المستجدات، مستحضرا مختلف الممكنات الداعمة لتعزيز تلك المسيرة وبلوغ غاياتها.