No Image
عمان اليوم

الحقيبة المدرسية .. بين حسن إدارة الجدول المدرسي وحوسبة المقررات

09 أكتوبر 2022
وجود تعميم منذ عام 2019 لتخفيف وزنها إلا أن المشكلة مستمرة !
09 أكتوبر 2022

  • د. عامر العيسري: ضرورة البحث عن حلول جذرية فعالة تسهم في تنظيم التعليم والجدول المدرسي والواجبات المنزلية
  • د. سالمة الفارسية: حلول مشكلة الحقيبة المدرسية كثيرة وبسيطة ولكن تحتاج إرادة حقيقية وتفاعل إنساني مع معاناة الطالب اليومية

الحديث عن ثقل الحقيبة المدرسية متكرر في ضوء استمرارها وحمل الطلبة أكواماً من الكتب المدرسية والدفاتر واللوازم المدرسية مما يؤدي إلى إرهاقهم إضافة إلى المخاطر الصحية الآنية والمستقبلية لهؤلاء الطلبة في ظل مبادرة بعض المدارس إلى استحداث الحلول بينما الغالبية العظمى من المدارس لا تزال تحمل الطالب فوق طاقته رغم إصدار وزارة التربية والتعليم تعميماً حول آلية تخفيف عبء حمل الحقيبة المدرسية على طلبة الحلقة الأولى من التعليم الأساسي في عام 2019، وتطرح "عمان" تساؤلاتها على الخبراء التربويين حول الحلول المبتكرة في تخفيف هذا العبء على الطلبة مع دخولهم الشهر الثاني من العام الدراسي الجديد.

  • الإجهاد العضلي

وقال الدكتور عامر بن محمد بن عامر العيسري، مساعد عميد شؤون الطلبة للتوجيه والأنشطة الطلابية ـ أستاذ مساعد التربية المبكرة بكلية التربية في جامعة السلطان قابوس: يؤكد علماء التربية أن مرحلة الطفولة هي مرحلة التعلم والاستمتاع، وهي مرحلة حساسة متدرجة النمو في بنية الجسم وقدراته تعتريها فترات الضعف في القدرات المختلفة، ومن الأهمية بمكان عدم إغفال جوانب الصحة البدنية، ومن بينها ما قد تسببه الحقيبة المدرسية الثقيلة من إرهاق على العمود الفقري للطفل مما يؤثر سلباً على جسده وجهازه العضلي الهيكلي، فقد أكدت الجمعية الأمريكية للعلاج الطبيعي للآباء أن حمل الأطفال الحقائب المدرسية بشكل خاطئ أو كونها ثقيلة للغاية يجعلهم عرضة بشكل متزايد لإصابات الظهر والإجهاد العضلي، وأشارت الجمعية إلى دراسة حديثة بشأن حمل التلاميذ للحقائب المدرسية على الظهر منذ ما قبل المدرسة وحتى الصف التاسع الدراسي أظهرت أن التغيرات الصحية في وضع الجسم تزيد إذا كان وزن الحقيبة يزيد على 10% من وزن جسم التلميذ، وأن الحقيبة التي يزيد وزنها عن 15% من وزن الطفل يؤدي حملها إلى مشاكل في العمود الفقري للطفل.

وأكد أن ثقل الحقيبة المدرسية يرتبط بطبيعة نظام التعليم وطبيعة مناهجه في كل بلد من البلدان، فبعض الأنظمة التربوية تحرص على تكليف الطلبة بأنشطة بيتية، فيما أخرى تفضل أن تكون تلك الأنشطة في المدرسة فقط، كما أن بعض نظم التعليم تزود الطلبة بوجبات طعام مما يعني عدم حاجة الطلبة لحمل الأطعمة في حقائبهم، كما يمكن أن تلعب بعض العوامل الثقافية الأخرى كاستخدام المواصلات وبدائل الكتب الدراسية دوراً في تحديد ثقل الحقيبة المدرسية، لذلك يعتمد ثقل الحقيبة المدرسية على هذه العوامل وما شابهها، وهناك تفاوت في المدة الزمنية التي يحمل فيها الطفل حقيبته، فبعض الطلبة خصوصاً في المدينة يوصلهم آباؤهم إلى المدرسة فيكون حملهم للحقيبة من باب المدرسة إلى داخلها بما لا يتجاوز 100 متر، في حين أن هناك بعض الطلاب يحملون حقائبهم من البيت إلى المدرسة لمدة تصل إلى 20 دقيقة اعتماداً على بعد البيت عن المدرسة، كما حال الطلبة في القرى والأرياف.

  • خطر صحي

وأوضح أن أطباء يرون ن حمل ثقل زائد في الحقيبة المدرسية يعرض الأطفال لآلالم في الرقبة والذراعين والكتفين والظهر وحتى القدمين، وقد تسبب الحقيبة المدرسية أحياناً ضغطاً على القلب والرئتين نتيجة تشوه الهيكل العظمي والعمود الفقري الذي يصبح على شكل الحرف "c"، مما يستلزم عملاً جراحياً، ولذلك يحذر الأطباء من حمل الحقائب الثقيلة وبخاصة على أحد الكتفين إذ إن احتمال إصابتهم بأمراض الظهر يصل إلى 30% في حين أن الاحتمال يتناقص إلى 7% فقط في حال حملها على كلا الكتفين، كما أن حمل الحقيبة على كتف واحد يسبب انحناء جانبيا وقد يؤدي إلى سير الطفل بطريقة غير طبيعية ومختلة، ومن نتائج الثقل الزائد في الحقيبة المدرسية أنه يؤدي إلى استدارة الظهر إلى الامام أو تحدبه مما يؤثر على شكل الجسم بصفة عامة وعلى العظام والحركة بصفة خاصة، وقد لا تظهر مضاعفات المرض بشكل آني في مرحلة الطفولة، وإنما قد تتطور مع مرور الأيام لتظهر في المستقبل على شكل تحدب في الظهر أو ميل لأحد جوانب الجسم، موضحاً: إن مسؤولية وزن الحقيبة تشترك فيها الأسرة والمدرسة والأنظمة التعليمية، وإذا بدأنا بمسؤولية الأسرة كونها نقطة الانطلاق التي يبدأ بها الطالب يومه وحياته العلمية، فعلى الأسرة أن تختار لابنها حقيبة مناسبة ذات وزن خفيف حيث تتراوح الحقائب وهي خاوية بين 300 جرام و2 كيلوجرام تقريباً إذا عددنا منها الحقائب ذات العجلات، وقطعاً نتوقع أن ولي الامر الذي يتحدث عن وزن حقيبة ابنه التي تعدت 6 كيلوجرامات، لو وزن الحقيبة خاوية لوجدها تصل إلى قرابة الكيلو وربما الكيلو والنصف، كما يوجد داخل الحقيبة مكونات أخرى تزيد من وزنها يمكن أن يتحكم في اختيارها ولي الأمر مثل المقلمة وحافظة الطعام وحافظة الماء "المطارة"، وحافظة الأشكال الهندسية في مستويات الصفوف العليا، فكل هذه المكونات تتعدد وتختلف في أوزانها وأحجامها والمواد المصنوعة منها ومحتواها وأهمية وجودها داخل الحقيبة المدرسية، وعلى ولي الأمر أن يعين ابنه على اختيار الجيد مما خف وزنه من هذه المكونات، كما أن الدفاتر أيضاً من المكونات التي يمكن ان تتدخل الأسرة في اختيارها خفيفة ومناسبة فقد لوحظ عدد كثير من الطلاب يحملون دفاتر ذات أغلفة ثقيلة وعدد أوراق كثير ليس لها داع ولا يتطلبها محتوى المادة، والدليل وجود كثير من الدفاتر لدى الطلاب تبقى في نهاية الفصل الدراسي محملة بأوراق بيضاء لم يكتب فيها شيء، وهنا تكون المسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة في تحديد نوعية وحجم وعدد الدفاتر والكراسات ليتعاون الجميع في اختيار الأنسب والأخف.

  • حلول متبكرة

وأشار إلى أن المؤسسات التربوية والمدارس تحمل على عاتقها المسؤولية الأكبر في هذا الشأن ويتوقع منها الكثير، كما تفعل دول عديدة من أساليب البحث عن حلول ناجعة ومفيدة وممكنة التطبيق علمياً على أرض الواقع، ومن نافلة القول إن نشير إلى أن على المعنيين بوزارة التربية والتعليم أن يستمروا في البحث عن حلول جذرية فعالة تسهم في تنظيم التعليم والجدول المدرسي والواجبات المنزلية التي من شأنها كلها أن تسهم بفاعلية في تقليل وزن الحقيبة المدرسية، مشيراً إلى أن العديد من الدول قد عانت من قضية زيادة وزن الحقيبة المدرسية، ويمكننا على سبيل المثال نستعرض ما قام به المسؤولون في وزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية من إطلاق حملة إعلامية وفتح المجال للجميع لتقديم المقترحات والمرئيات والحلول المناسبة لهذه القضية، حيث تم تقديم عدد من المقترحات منها فكرة حوسبة المقررات واستخدام أجهزة الايباد والحواسيب بدلاً عن الكتب الدراسية، وبالرغم من أهمية كتابة الطالب بيده والتعود على قراءة الكتب، إلا أن مواكبة العصر والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة مهم جداً من حيث التفكير في حوسبة بعض المقررات وتحويلها إلى اسطوانات وبرامج وتخزينها بشكل منظم في مواقع الكترونية ليسهل للطالب التعامل معها في المدرسة والبيت، وتوجد تجارب ودراسات عديدة قدمت من خلالها مقترحات وحلول وتوصيات من شأنها تخفيف عبء الطلاب من خلال تخفيف وزن الحقيبة المدرسية، فقامت وزارة التربية والتعليم في سلطنة عمان بتجزئة الكتاب المدرسي لبعض المواد، وهي بادرة جيدة برغم كلفتها الطباعية وتعد حلاً جيداً لتخفيف وزن الحقيبة المدرسية فيتم طباعة الكتاب في جزأين أو أكثر، بحيث لا يتكلف الطالب بحمل كتاب كبير وإنما جزء من كل كتاب، كما أن اختيار الوزارة لنوعية الأغلفة والاوراق الخفيفة المناسبة بالتأكيد سيسهم أيضا في تقليل وزن الحقيبة، بالإضافة إلى ذلك قامت عدد من إدارات المدارس بتنظيم الجدول المدرسي اليومي وتنظيم الواجبات المنزلية، وهذا أمر مهم جداً وينبغي أن تتأكد الوزارة من فاعلية تطبيقه وتوعية المعلمين بأهميته، مع استخدام الآليات التي تساعد في تخفيف وزن الحقيبة، حيث قامت بعض إدارات المدارس بتوزيع الجدول المدرسي على الصفوف بحيث يخصص للصف الواحد يوم للمواد الإنسانية ويوم للمواد العلمية مما ينظم عملية التعلم والواجبات المنزلية لدى الطالب في كل يوم، كما أن هناك إدارات مدارس أخرى حددت لكل صف واجباته بحيث يأخذ الطالب دفترا أو اثنين فقط لمادتين كل يوم لكتابة الواجب في المنزل وذلك بالتنسيق بين معلمي الصف وتناوبهم في طلب الواجبات بشكل منظم وهذا من شأنه تقليل عدد المواد والدفاتر التي يحملها الطالب في حقيبته، وهناك مدارس أخرى قررت أن يكتب الطلاب واجباتهم في المدرسة فقط ولا يأخذ الطالب دفاتره للمنزل إلا في إجازة نهاية الأسبوع او فترة الاختبارات للمذاكرة وهذا ساعد بشكل واضح في تقليل وزن الحقيبة المدرسية، كما قامت مدرسة أخرى بتنفيذ تجربة حصلت عليها من إحدى الدول المتقدمة بتوفير دواليب مخصصة لكل طالب بكل صف دراسي يضع فيها الطلبة كتبهم بشكل منظم ويتم ترتيبها يوميا في نهاية اليوم الدراسي وفق الجدول المدرسي لليوم التالي، ومن هنا على وزارة التربية والتعليم أن تعزز مثل هذه المبادرات وتشجع القائمين عليها، وتضعها موضع التنفيذ الإلزامي من خلال المتابعة الإشرافية على المدارس والإداء التعليمي فيها، وتنفذ الزيارات المتبادلة بين المدارس للاستفادة من التجارب والمبادرات الناجحة، كما أن من الأهمية بمكان التفكير في حوسبة المناهج الدراسية وإتاحتها إلكترونيا لجميع الطلاب، والتفكير أيضاً في دمج بعض المواد الدارسية في الصفوف التعليمية الاولى لتقليل العبء التعليمي، ووضع خطة تعليمية ملزمة التنفيذ تشمل ساعات التدريس لكل مادة وساعات الواجبات المدرسية داخل المدرسة، وتنفيذ حلقات تدريبية لمجتمع المدرسة حول كل ما يخص تنظيم الجدول المدرسي وتقليل وزن الحقيبة المدرسية.

وأضاف: أن معظم الحلول الحقيقية تنطلق من الميدان التعليمي، والمدرسة هي البداية الحقيقية لوضع الحلول من خلال عقد اجتماعات مشتركة للوزارة والهيئة التعليمية وأولياء الأمور ونخبة من الطلبة المجيدين، من أجل وضع حلول ممكنة تسهم في تخفيف وزن الحقيبة التعليمية لكي يقوم كل فرد بالدور المطلوب منه من إدارة مدرسية ومعلمين وأسرة وطلبة، ووضع تلك الحلول موضع التنفيذ ومن هذه الحلول على سبيل المثال لا الحصر تنظيم الجدول المدرسي وجدول الواجبات المنزلية لكل فصل وثباته واستقراره منذ بداية العام الدراسي ومعرفة أولياء الأمور والطلبة بالجدول المدرسي وجدول الواجبات، والتعاون بين المعلمين في تنظيم وتقسيم الواجبات المدرسية على الأسبوع الدراسي بحيث لا تتراكم الواجبات اليومية على الطلبة من عدة مواد دراسية، واستخدام المناهج والأنشطة والمنصات الإلكترونية عوضا عن الورقية بحيث يكتفى بقيام الطالب بأداء معظم تلك الواجبات إلكترونيا عدا الواجبات التي تتطلب إكساب الطالب مهارات الكتابة اليدوية، يضاف إلى كل ذلك اعتماد طرائق تدريس حديثة تحول العملية التعلُّمية من عملية تلقينية إلى عملية تكوينية تهدف إلى تكوين شخصية التلميذ، والسعي إلى أن يكتسب هذا التلميذ المعرفة في المدرسة (الصف، المختبرات، الأنشطة، الخ...) والعمل على تطبيقها، ليعود إلى البيت مرتاحاً إلى حد بعيد من هموم الدرس والحفظ، حيث من المفترض أن يحمل التلميذ من وإلى البيت ما قلّ من الكتب ودلَّ، إلى أن تنتهي العملية التعلّمُية بحسب ما هو مخطط لها، من دون الاتكال على الأهل والدروس الخصوصية، والكل يعلم المعاناة النفسية والاجتماعية والمادية التي تتكبدها العائلة مجتمعة في مثل هذه الحالة.

ونوه إلى إن البيئة المدرسية والصفية تلعب دوراً كبيراً في نجاح العملية التعليمية ومعالجة الظواهر السلبية المؤثرة على سير التعليم ومنها بلا شك ظاهرة قصور تنظيم الجدول المدرسي والواجبات المدرسية ووزن الحقيبة التعليمية، لهذا ينبغي أن يتم تجهيز القاعات المدرسية بتوفير أماكن مخصصة لحفظ الكتب والأدوات المدرسية الخاصة بالطلبة، ومن هنا ينبغي التعاون بين إدارة المدرسة والأسر ومؤسسات القطاع الخاص لتجهيز المدارس لاستيعاب جزء من مكونات حقيبة الطلبة بتوفير دواليب مناسبة في الفصول ورفوف مخصصة لوضع حقائب الطلبة بها.

  • ليست مستحيلة

وقالت الخبيرة التربوية، الدكتورة سالمة بنت نصيب الفارسية: مع كل بداية عام جديد وأفواج جديدة من طلاب الصف الأول يعود موضوع الحقيبة المدرسية ليطفو على السطح كأولوية من أولويات المشاكل التي تحتاج إلى حل في المدارس رغم انها نوقشت لعقود طويلة ورغم أن تخفيف الحقيبة المدرسية صدر حولها تعاميم ونشرات حول آليات تخفيف عبء حمل الحقيبة المدرسية على طلبة الحلقة الأولى من التعليم الأساسي، إذ الحلول ليست مستحيلة ولا تحتاج إلى ابتكارات أو افكار لم يأتي بها أحد من قبل، بل تجارب دول ومدارس عالمية موجودة وبالإمكان تطبيقها لو كانت هناك إرادة حقيقية لعلاج هذه المشكلة، إذ قبل الوزارة فمن السهولة دمج المناهج واستبدال الكتب الورقية بوسائط إلكترونية وستكون أسهل للحمل وأقل من تكلفة طباعة كتب يتم إتلاف المئات منها في حال تغيير ولو صفحة في المنهج، كما أن الأطفال الآن هم أطفال التقنية واستخدام أجهزة تقنية ووسائط تقنية أسهل وأكثر قابلية وجاذبية لهم، كما أن متابعة الطلبة وتقييمهم في حال وجود ملف للطالب في البوابة به مناهجه وواجباته ودرجاته سيكون أسهل لأولياء أمورهم ومعلميهم وستكون طريقة فعالة في ظل الحياة الذكية واستخدام النت، أما الحل من قبل المدرسة فإنه يكون بالإسراع في عمل جدول الحصص الدراسية والالتزام به وعدم تغييره حتى تتقلص عدد الكتب التي يحملها الطالب مع مراعاة عدم تكدس الحصص المختلفة في يوم واحد، وانتهاج فكرة الأنشطة الورقية الصفية واللاصفية عوضًا عن حمل الكتاب المدرسي، كما بالإمكان أن تعمل المدارس أرففاً أو دواليب ليظل كتاب الطالب في الصف وعدم إعطاء واجب في الكتاب ليتمكن الطالب من ترك الكتب في المدرسة.

وأشارت إلى أن الحلول كثيرة وبسيطة ولكن تحتاج إرادة حقيقية من قبل الوزارة والمدرسة وإحساس حقيقي بمعاناة الطالب وتفاعل انساني مع هذا المشهد الصباحي البائس، إذ المجتمع طفح به الكيل من إعادة طرح هذا الموضوع، وهناك مشاكل كثيرة في المدارس تحتاج إلى حلول، ونحن مازلنا نناقش قضية الحقيبة المدرسية منذ أكثر من 30 عاماً، واعتقد أننا يجب أن نناقش مواضيع أعمق وأهم من موضوع الجدول المدرسي والحقيبة المدرسية الذي يتم مناقشته بشكل دائم من غير أن نرى أية حلول تُذكر لهذا الموضوع، لدينا مشكلة أكبر وهي تكدس الطلاب في صفوف الحلقة الأولى، كل صف يحتوي على 30 طالبا وطالبة وأحيانا يصل إلى 35 طالبا وطالبة، مع العلم أن التعليم الأساسي من اشتراطاته أن يكون عدد الطلاب في الشعبة الواحدة لا يتعدى الـ 20 طالب كحد أقصى، وتكدس أعداد الطلاب وعودتنا للوراء بوجود مدارس مسائية بعد ان انتهينا في فترة من الفترات من المدارس المسائية، كما لابد ان نناقش أيضاً مشكلة الساعات الطويلة التي يقضيها الطالب في الحلقة الأولى، ونحتاج كذلك لحلول للواجبات والأنشطة التي يقضي الطالب الفترة المسائية في حلها مع والدته بعد عودتها من دوام متعب وعودته من دوام طويل ليقضوا فترة العصر وحتى موعد النوم في أداء واجبات وهو طفل يحتاج للعب أكثر من حاجته لتكرار وتحفيظ الأنشطة فهذه أساليب غير تربوية ولا تتناسب مع التعليم الحديث بتاتاً، وكل هذه المواضيع هي مشاكل في القطاع التربوي تحتاج لعلاجات سريعة حتى لا نضيع الموجود ونحن نبحث عن المفقود فاهتمامنا بمواضيع ثانوية أفقدت التعليم جوهره خاصة للطلاب الحلقة الاولى فما يحدث معهم بعيد تماما عن التربية والتعليم.