عمان اليوم

«التربية والتعليم»: خطط استراتيجية لتشييد 251 مدرسة متكاملة وتحليل الاحتياجات للارتقاء بجودة التعليم

17 نوفمبر 2022
جهود حثيثة داعمة للقضاء على محو الأمية
17 نوفمبر 2022

- العمل على تقليل الكثافات الطلابية في الصفوف الدراسية وخفض عدد المدارس المسائية

- 3200 معلم ومعلمة يلتحقون ببرامج الإنماء المهني التي تركز على المهارات المهنية الفعلية

- تجويد عملية تأليف المناهج الدراسية ودعمها بالتقانات والوسائل التعليمية الحديثة

«عمان»: أولى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد قطاع التعليم اهتماما بالغا، إذ أكد جلالته - أعزه الله - في خطابه السامي في الثالث والعشرين من شهر فبراير 2020م بأن يكون التعليم في سلّم الأولويات الوطنية باعتباره الأساس الذي من خلاله سيتمكن الأبناء من الإسهام في بناء عمان الحاضر والمستقبل، والوفاء بمتطلبات المرحلة القادمة، وقد تجلى ذلك الاهتمام السامي من خلال التوجيهات والأوامر الكريمة التي أسداها جلالته - أبقاه الله - وخص بها قطاع التعليم للدفع بمسيرته قدمًا إلى الأمام وفق أعلى المعايير اتساقا مع «رؤية عمان 2040»، إذ تفضل جلالته وأمر باستكمال إجراءات إنشاء (76) مبنى مدرسيا كمشروعات تنموية مضافة إلى مشروعات الخطة الخمسية العاشرة (2021-2025) في مختلف محافظات سلطنة عمان، وستسهم هذه المشروعات في تقليل الكثافات الطلابية في الصفوف الدراسية وخفض عدد المدارس المسائية، وإحلال المباني المتهالكة، كما تفضل جلالته وأصدر أوامره السامية المطاعة بترميم وصيانة (105) مبانٍ مدرسية بكلفة مالية قدرها (7,073,500) سبعة ملايين وثلاثة وسبعون ألفًا وخمسمائة ريال عماني في كافة المديريات العامة للتربية والتعليم بالمحافظات.

وفي إطار اهتمام جلالته - حفظه الله ورعاه - بجودة التعليم وربطه بسوق العمل فقد تفضل وأسدى توجيهاته السامية بالمضي قدمًا في تطبيق مسارات التعليم التقني والمهني في التعليم ما بعد الأساسي للصفين الحادي عشر والثاني عشر، ووجه بقيام الوزارة بالإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحليل الاحتياجات والمتطلبات الضرورية، ووضع خطة متكاملة لآلية تطبيق ذلك بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل واحتياجاته المستقبلية والمهارات الأساسية المطلوبة في الوظائف والمهن المختلفة.

ومن منطلق حرص جلالته - أعزه الله - على تعزيز قدرات أبنائه الطلبة في مجال تقنية المعلومات والتواصل الرقمي لمواكبة أساليب وسائل التعليم الحديثة فقد أسدى توجيهاته السامية بتوفير (60) ألف جهاز حاسوب لوحي لطلبة المدارس من فئة الضمان الاجتماعي خلال العام الدراسي 2020/ 2021م، واتساقا مع خطة تنفيذ «رؤية عمان 2040» المتعلقة بقطاع التعليم وتطويره فقد وجه جلالته - حفظه الله ورعاه - بوضع سياسة واضحة لتشجيع الاستثمار في قطاع التعليم بسلطنة عمان وتشخيص التحديات التي تواجه تحقيق ذلك، ووضع الخطط والبرامج اللازمة للتغلب عليها، كما تفضل جلالته وأسدى أوامره السامية بالعمل على جدولة مراحل إحلال أجهزة الحواسيب والمكيفات بالمدارس الحكومية، إذ تم وضع خطة لإحلال (43917) جهاز حاسب آلي على مدار سنتين وفق ما تمليه مقتضيات مصلحة العمل بالمدارس بتكلفة إجمالية قدرها (11,857,590) ريالا عمانيا، واعتماد مبلغ (-/23,003,750) ثلاثة وعشرين مليونا، وثلاثة آلاف، وسبعمائة وخمسين ريالًا عمانيًا لخطة إحلال (92,000) ألف جهاز تكييف على مدار (4) سنوات تبدأ من العام الحالي 2022م، كما يعد الاهتمام السامي بتوفير التغذية اليومية والمستلزمات المدرسية للطلبة من فئتي الضمان الاجتماعي والدخل المحدود لفتة كريمة من لدن جلالته لأبنائه الطلاب والطالبات وليؤكد حرص جلالته واهتمامه ومتابعته المستمرة للمنظومة التعليمية بكافة جوانبها.

تحسن المؤشرات

وحول عدد الطلبة الملتحقين بالمدارس الحكومية تشير الإحصاءات إلى ارتفاع أعدادهم في العام الدراسي (2022/ 2023) بزيادة مقدارها (35810) طلاب وطالبات عن العام الدراسي المنصرم، إذ بلغ عددهم (742875) طالبًا وطالبة، ينتظمون للدراسة في (1241) مدرسة، كما ارتفعت نسبة أعداد المدارس النظامية بزيادة مقدارها (38) مدرسة عن العام الدراسي المنصرم، ووصل عدد المدارس التي تعمل بالفترة الصباحية إلى (1132) مدرسة تمثل ما نسبته (91%) من مجمل المدارس، في حين وصل عدد المدارس التي تعمل بالفترة المسائية إلى (109) مدارس تمثل ما نسبته (8.6%)، فيما بلغ إجمالي عدد الطلبة في المدارس التي تعمل في الفترة الصباحية (678866) طالبًا وطالبة وبلغ عدد الطلبة الذين يتلقون تعليمهم في الفترة المسائية (64009) طلاب وطالبات.

وأحرزت الوزارة تقدما ملحوظا في تعيين المعلمين، إذ وصل عدد المعلمين في العام الدراسي الحالي (2022/ 2023م ) إلى (58347) معلمًا ومعلمة، ووصل عدد الإداريين والفنيين بالمدارس إلى (10612) إداريًا وفنيًا، واستمرت الوزارة في سد احتياجاتها من الخريجين العمانيين من الجنسين في مختلف التخصصات، فبلغ إجمالي من تم تعيينهم تعيينًا دائمًا أو بعقود (3207) خريجين وخريجات منهم (526) معلمًا، و(2681) معلمة، ووصلت نسبة التعمين في بعض التخصصات 100%.

الخطة الخمسية العاشرة

وتأتي تلك التوجيهات والأوامر السامية التي تفضل بها جلالته - أبقاه الله - بالتوازي مع قيام وزارة التربية والتعليم بتنفيذ البرامج والمشروعات المعتمدة لها في الخطة الخمسية العاشرة 2021/ 2025 موزعة على أربعة محاور أساسية هي: محور «جودة التعليم ورفع كفاءة الأداء»، ومحور «حوكمة وتطوير هيكل النظام التعليمي»، ومحور «البنية الأساسية وحماية الأصول المادية»، ومحور «اقتصاديات التعليم والاستدامة المالية».

وتتضمن الخطة الخمسية العاشرة أبرز مشروعات البنية الأساسية التي أقرت ومنها تشييد (251) مبنى مدرسيا متكاملا، وتوسعة (300) مبنى مدرسي قائم واستكمال مرافقها، وترميم وصيانة ما يقارب (650) مبنى مدرسيا، وإعادة تأهيل (200) مختبر علوم، ومن المخطط له -في حال توفر الاعتمادات المالية- تأهيل (500) ملعب قديم، وتوسعة (400) مقصف مدرسي، وتجهيز (5000) غرفة دراسية بسبورات تفاعلية، وإعادة تأهيل (5000) غرفة دراسية بسبورات تفاعلية، وإعادة تأثيث (1000) غرفة للهيئة التدريسية بالمباني القديمة، وإحلال (100,000) درج وكرسي وطاولة بالمباني القديمة، وتأتي هذه المشروعات في إطار جهود الوزارة للارتقاء بجودة التعليم وحرصها على مقابلة النمو المتزايد في أعداد الطلبة الملتحقين بالنظام التعليمي.

إطار وطني لتجويد التعليم المدرسي

قامت الوزارة ببناء إطار وطني لتجويد التعليم المدرسي (2016-2040) ليكون بمثابة خارطة طريق لتطوير التعليم المدرسي في سلطنة عمان وتجويده، ووضع «رؤية عمان 2040» موضع التنفيذ خلال السنوات القادمة، ويتضمن هذا الإطار برامج وإجراءات وخطط واضحة مقرونة بمؤشرات قياس دقيقة ستعطى الأولوية في الخطة الخمسية العاشرة الحالية وقد حددت الوزارة أحد عشر مجالًا للتحول لإحداث التغييرات المطلوبة في المخرجات التعليمية، هي: إحداث نقلة نوعية في مهنة التدريس، وتعزيز أداء القيادات التربوية المدرسية والمشرفين، وتطوير المناهج لتجويد التعليم، وتعزيز المساواة والالتحاق، وتحسين مخرجات التعلم، ومراجعة نظام التقويم التربوي، ووضع نظام فعال لإدارة البيانات وتطوير البحث، وتعزيز الحوكمة والإدارة، وتحسين الكفاءة وضمان استدامة الموارد المالية، والتحول الرقمي في التعليم، وتفعيل الشراكة بين الأطراف المعنية.

المناهج الدراسية

وانطلاقا من «رؤية عمان 2040» فقد أدرجت الوزارة ضمن خطتها الخمسية العاشرة هدف تطوير المناهج وتحديث الخطة الدراسية لتتناسب مع الاتجاهات العالمية وتطوير قدرات ومهارات الطالب ليصبح مؤهلًا للتنافس إقليميًا وعالميًا وذلك من خلال عدد من البرامج والمشروعات ومن أهمها استكمال السلاسل العالمية في مادتي العلوم والرياضيات وتطبيق السلاسل العالمية في مادتي اللغة الإنجليزية وتقنية المعلومات واستكمال تكييف مناهج التربية الخاصة، كما سعت الوزارة إلى تحقيق الأهداف التربوية من خلال تجويد عملية تأليف المناهج الدراسية لتنمية قدرة المتعلم على التواصل، وإكسابه مهارات البحث والاستقصاء، وتشجعيه على التعلم الذاتي، إلى جانب دعم هذه المناهج بالتقانات والوسائل التعليمية الحديثة، ولعل من أهم المنجزات التي تحققت في هذا الجانب تطوير الوثائق والأطر العامة لتأليف المناهج الدراسية ويشمل ذلك وثيقة الإطار العام للمناهج الدراسية، ودليل تأليف الكتاب المدرسي، ووثيقة المفاهيم العامة في المناهج الدراسية.

كما يعتبر مشروع معايير المناهج الدراسية الذي تبنته الوزارة أحد المشروعات المهمة لضمان الجودة في جوانب العملية التعليمية المختلفة ومن بينها الوصول إلى أعلى مستويات الأداء، وذلك من خلال توجيه طرائق التدريس وأدوات التقويم لدعم تحصيل المتعلمين.

وفي ضوء ذلك تم إعداد وثائق المعايير التعليمية لجميع المناهج الدراسية للصفوف (1-9) وتعميمها لجميع العاملين في القطاع التربوي.

برامج التربية الخاصة

وتسعى الوزارة إلى تجويد خدماتها التعليمية والتربوية لفئات التربية الخاصة بمدارس وبرامج التربية الخاصة بالمديريات العامة للتربية والتعليم بالمحافظات، إذ فعّلت الوزارة التعليم الإلكتروني والمنصات التعليمية في تعليم طلبة التربية الخاصة بمدارس وبرامج التربية الخاصة.

وبلغ عدد طلبة ذوي الإعاقة بمدارس التربية الخاصة للعام الدراسي الحالي ( 2022/ 2023م ) (544) طالبًا وطالبة، بواقع (153) طالبًا وطالبة بمدرسة التربية الفكرية و(169) طالبًا وطالبة بمدرسة الأمل للصم، و(222) طالبًا وطالبة بمعهد عمر بن الخطاب للمكفوفين.

وبلغ عدد الطلبة الملتحقين ببرنامجي الدمج السمعي والعقلي (1744) طالبًا وطالبة، بواقع (486) طالبًا وطالبة ببرنامج الدمج السمعي، و(1258) طالبًا وطالبة ببرنامج الدمج العقلي، وبلغ عدد الطلبة الملتحقين ببرنامج صعوبات التعلم (9990) طالبًا وطالبة، و(412) طالبًا وطالبة ممن التحقوا ببرنامج النطق والتخاطب بمدارس وبرامج التربية الخاصة.

وقد تم مؤخرا تنفيذ برنامجين لتدريب (30) متدربا من المختصين في التربية الخاصة على توظيف بعض المقاييس التشخيصية منها مقياس فاينلاند للسلوك التكيفي، وتدريب (30) مشاركا من الفئة ذاتها على كيفية إعداد برامج الموهوبين وآليات تقييمها.

برامج محو الأمية

وفي مجال محو الأمية أشارت أحدث الإحصاءات الصادرة من المركز الوطني للإحصاء والمعلومات لعام (2021 ) إلى ارتفاع نسبة القادرين على القراءة والكتابة من إجمالي عدد سكان سلطنة عمان من مختلف الفئات العمرية، وانخفاض نسبة الأمية، كما أشارت الإحصاءات إلى تركز النسبة القرائية الأعلى في الفئة العمرية (15-44) سنة بنسبة (99.54%)، وانخفاض نسبة الأمية في الفئة العمرية نفسها إلى (0.46%)، وانخفاضها كذلك بالنسبة للفئة العمرية (15 فما فوق) لتكون بنسبة (3.00%)، وارتفاع القرائية فيها لتصل (97.00%)، كما انخفضت نسبة الأمية في الفئة العمرية (10سنوات فما فوق) إلى (2.74%)، بينما ارتفعت النسبة القرائية في الفئة العمرية نفسها إلى (97.26%)، وتبرز جهود الوزارة في القضاء على الأمية والتشجيع على التعليم المستمر من خلال ابتكار المشروعات الداعمة لبرامج محو الأمية، ومن أبرزها: «القرية المتعلمة، و«المدرسة المتعاونة»، و«محو أمية الأميين في الجزر والقرى البحرية»، و«محو أمية الأميين العاملين في القطاع الخاص»، و«محو أمية الأميين من ذوي الإعاقة»، و«إعادة بناء وتصميم مناهج محو الأمية الحالية»، و«استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في برامج محو الأمية وتعليم الكبار(تسجيل الدارسين بنظام محو الأمية وتعليم الكبار إلكترونيًا)» والمشاركة في الفعاليات والندوات والمؤتمرات وحلقات العمل على الأصعدة المحلية والإقليمية والعربية والعالمية، إلى جانب تمثيل سلطنة عمان في المشاركة في الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية في الثامن من سبتمبر من كل عام، واليوم العربي لمحو الأمية في الثامن من يناير، هذا فضلًا عن تنفيذ عدد من الملتقيات مع رؤساء الأقسام ومشرفي التعليم المستمر بالمديريات التعليمية، وحلقات عمل تدريبية للعاملين في مجال التعلم مدى الحياة.

التعليم المدرسي الخاص ومؤشراته

وشهد التعليم المدرسي الخاص في سلطنة عمان تطورًا ملحوظًا وتوسعًا كميًا ونوعيًا خلال العقدين الماضيين، إذ تشير الإحصاءات التعليمية إلى زيادة أعداد المدارس الخاصة في العام الدراسي الحالي 2022/ 2023م بمقدار (268) مدرسة عن العام الدراسي المنصرم، بنسبة نمو (38%)، وقد صاحبت هذه الزيادة ارتفاعا في أعداد الطلبة، فقد بلغ عدد الطلبة في هذه المدارس المسجلين في العام الدراسي الحالي (122942) طالبًا وطالبة، وارتفع عدد الهيئات الإدارية والتدريسية في العام الدراسي الحالي (2022/ 2023م ) ليصل عدد الهيئة الإدارية (2885) إداريًا وإدارية، كما بلغ عدد الهيئة التدريسية (12543) معلمًا ومعلمة.

كما تعمل الوزارة على تفعيل دور القطاع الخاص في دعم قطاع التعليم المدرسي الخاص والاستثمار فيه وفق «رؤية عمان 2040» بالتعاون مع الجهات الحكومية المختلفة لتقديم العديد من الحوافز والضوابط من خلال تصميم دليل للحوافز، وتوفير حزم استثمارية في مختلف المحافظات بشكل عام، والمناطق الحدودية والاقتصادية بشكل خاص، كما تعمل الوزارة بالتنسيق مع الجهة المعنية على الانضمام إلى نافذة «استثمر بسهولة»، وحوسبة جميع العمليات الداخلية والخارجية بالمديرية العامة للمدارس الخاصة لتوفير الوقت والجهد عند تقديم المستثمر طلب إنشاء مدرسة خاصة.

مرتكزات الرياضة المدرسية

وتولي وزارة التربية والتعليم الأنشطة اللاصفية بمختلف أنواعها اهتماما كبيرا باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من المنظومة التعليمية، وأهمية الارتقاء بالرياضة المدرسية وتوسيع نطاقها، واكتشاف المواهب الفردية وصقلها من خلال تضافر الجهود والعمل المتكامل من قبل الجهات ذات العلاقة؛ يبرز الاتحاد العماني للرياضة المدرسية كمظلة مهمة لتنفيذ الأنشطة الرياضية جنبًا إلى جنب مع ما يقوم به مركز التوجيه المهني والإرشاد الطلابي ممثلًا في دائرة الأنشطة التربوية من جهود لتفعيل النشاط الرياضي داخل المدارس، وفي هذا الإطار تم خلال العام الجاري 2022 تدشين استراتيجية الاتحاد العماني للرياضة المدرسية (2022-2027) وذلك بما يتوافق مع توجهاته المستقبلية، مستفيدا مما تحقق خلال خمس سنوات من العمل، ومستشرفا المستقبل وفق أسس منهجية قوامها الإدراك الدقيق للواقع ومؤثراته، ومسترشدا بأفضل الممارسات في هذا الجانب. وتتضمن الاستراتيجية ستة مرتكزات أساسية هي: اتحاد متمكن إداريًا وماليًا ومتمكن فنيًا، منظومة متكاملة ومتسقة للرياضة المدرسية، إطار مؤسس لاكتشاف الموهوبين رياضيًا ورعايتهم وتسويقهم، كوادر تربوية رياضية ذات كفاءة عالية، شراكات مؤسسية ذات قيمة مضافة، منظومة متقدمة للاتصال والتسويق الرياضي.

برامج الإنماء المهني للمعلمين

وفي إطار حرص الوزارة على الارتقاء بأداء المعلمين ومهاراتهم التدريسية، ينفذ المعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين عددا من البرامج المتنوعة ومنها: برامج استراتيجية للمعلمين ذوي الخبرة، والبرنامج الاستراتيجي للمعلمين الجدد، وبرامج القيادات المدرسية، وبرامج الوظائف الإشرافية، وتقدم برامج الإنماء المهني للمعلمين الاستراتيجية أو القصيرة بصورة منهجية وعلمية وفقًا لاحتياجات الفئة المستهدفة في كل برنامج تدريبي، إذ يبدأ تصميم أي برنامج تدريبي بدراسة الاحتياجات التدريبية الفعلية للفئة المستهدفة، وتركز البرامج المنفذة على المهارات المهنية الفعلية للمعلم أكثر من الجوانب النظرية والأكاديمية.

واستقبل المعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين في 6 نوفمبر 2022م الدفعة التاسعة من متدربي برنامج المعلمين الجدد ويبلغ عددهم ما يقارب (3200) معلم ومعلمة، يتم تقسيمهم على (140) مجموعة تدريبية، ويتم تدريبهم خلال الأسابيع الستة القادمة على التزود بمهارات القرن الحادي والعشرين ومسارات المعلم المهنية، بجانب موضوعات تتعلق بالتخطيط الجيد، والإدارة الصفية الفاعلة، والتعليم المتمايز والتقويم وطرح الأسئلة والموضوعات المرتبطة بكفاءة المعلم الجديد.

المؤشرات التربوية والدراسات الدولية

وفيما يتعلق بالمؤشرات التربوية لتقرير التنافسية العالمي فقد أوضح المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2019م أن سلطنة عمان احتلت المرتبة السادسة عربيًا و(53) عالميًا، من أصل (141) دولة شاركت في التقرير، كما حصلت على الترتيب (38) في مؤشر الركيزة السادسة للتقرير والذي يتضمن (5) مؤشرات للتعليم تتمثل في: متوسط سنوات الدراسة، وسنوات الدراسة المرتقبة، والتفكير النقدي في التدريس، ونسبة التلاميذ إلى المدرسين في التعليم الابتدائي (التعليم الأساسي)، ومهارات الخريجين.

كما أوضح تقرير لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (ESCWA) الصادر في عام 2021م إلى تقدم النظام التعليمي في سلطنة عمان في العديد من المؤشرات مثل: مؤشر جودة التعليم، ومؤشر درجات الاختبارات التي تم تكييفها، محتلة بذلك المرتبة الرابعة عربيًا وخليجيًا، والمرتبة الـ(76) عالميا من بين (164) دولة، كذلك أوضحت الدراستين الدوليتين اللتين شاركت فيهما الوزارة (TIMSS2019)، و(PIRLS2016) إلى تحقيق الطلبة زيادة إجمالية أعلى من نتائجها في الدورات السابقة في معدل أدائهم في الصفين الرابع والثامن في مادتي العلوم والرياضيات، وفي قياس مهارات القراءة.

إنجازات محلية ودولية

تلبية لمتطلبات التنمية المستدامة وتحقيقًا للأهداف المتوخاة من إنشائها، حرصت أمانة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم وفقًا لاختصاصاتها التي حددتها لها المراسيم السلطانية السامية على تحقيق الاستفادة القصوى من المنظمات الدولية المعنية بالتربية والثقافة والعلوم والاتصال والمعلومات كبيوت خبرة، سعيًا للتطور والتطوير في مختلف المجالات التربوية والثقافية والعلمية، وإبراز ما تشهده سلطنة عمان من تطور في هذه المجالات في المحافل الدولية، وتنظيم البرامج والأنشطة والفعاليات التي من شأنها أن تدعم القدرات الوطنية فكريا في ظل مجتمع دولي يسعى إلى إثراء ونشر ثقافة الحوار والتواصل الإنساني، وثقافة السلام، والقيم الإنسانية النبيلة، حيث نظمت أمانة اللجنة العديد من البرامج والفعاليات بدعم من المنظمات الدولية والإقليمية، واستفادت منها الجهات الحكومية ذات العلاقة.

ففي مجال التربية، دعمًا للتوجهات الاستراتيجية المرتبطة بالتعليم والقدرات الوطنية في «رؤية عُمان 2040»، والأهداف العالمية للتنمية المستدامة 2030، فقد تم تنظيم ندوة التعليم في شهر يونيو 2022 بمشاركة واسعة من كل أطياف المجتمع للخروج برؤية وطنية واضحة وتوافق مجتمعي، انسجاما مع التوجهات العالمية الرامية إلى تحويل التعليم ومواكبة متطلبات التنمية المستدامة والتي خرجت ببيان وطني للالتزام بتعزيز تطوير التعليم.

وساهم قطاع التربية بالعمل على بناء قدرات عدد من المختصين بقطاعات التعليم المختلفة من خلال مشاركتهم في المؤتمرات والندوات وحلقات العمل المحلية والإقليمية والدولية، مما أسهم في رفع قدراتهم الفنية ومعرفتهم بأحدث القضايا العالمية وتبادل أفضل الممارسات والتجارب مع عدد من نظرائهم في الدول الأخرى.

كما تم التوقيع مع منظمة اليونسكو لتنفيذ المبادرة القطرية للتعليم من أجل التنمية المستدامة للتوعية بمفاهيم وركائز وأهداف التعليم من أجل التنمية المستدامة.

وفي مجال أهداف التنمية المستدامة 2030، فإن اللجنة تتولى عملية التنسيق الوطني لمتابعة تحقيق الهدف الرابع المعني بالتعليم، وستشارك أمانة اللجنة من خلال عضويتها في الفريق الوطني الفني في إعداد التقرير الطوعي لأهداف التنمية المستدامة 2030 الذي تترأسه وزارة الاقتصاد.

أما في المجال الثقافي، فعلى سبيل المثال لا الحصر نظمت أمانة اللجنة ندوة الاقتصاد البنفسجي في مايو 2022م التي هدفت إلى التعريف بالاقتصاد البنفسجي، ومجالات عمله، وعرض بعض النماذج والتجارب العُمانية الرائدة التي تبنت الاقتصاد البنفسجي لدعم التنمية المستدامة، واستشراف مستقبل الاقتصاد البنفسجي في ضوء «رؤية عُمان 2040»، وإلى الاستفادة من البرامج التي تقدمها المنظمات الدولية والإقليمية في نشر الوعي بالاقتصاد البنفسجي، بالإضافة إلى المشاركة في إعداد ملف سفينة شباب عمان للتراث الثقافي غير المادي، وكذلك المشاركة في تنظيم الندوة العلمية «التراث الوثائقي العماني في سجل ذاكرة العالم -قيم حضارية وتنوع علمي-» التي أقيمت بجامعة الشرقية في أكتوبر 2022م.

وفي المجال العلمي، نفذت أمانة اللجنة العديد من الأنشطة منها جلسة حوارية حول «مضامين كتاب جائزة اليونسكو- السلطان قابوس لصون البيئة 2021» وذلك على هامش معرض الكتاب في مارس 2022م، كما شاركت في فعاليات مهرجان عمان للعلوم ٢٠٢٢، وقامت بتنظيم الندوة الوطنية حول أخلاقيات البحث العلمي والتكنولوجيا والابتكار، في نوفمبر 2022، بمشاركة واسعة من مختلف المؤسسات والحكومية والأكاديمية المعنية بقطاع البحث العلمي والابتكار.

وفي مجال الاتصال والمعلومات، قامت أمانة اللجنة بتنظيم أعمال المنتدى العربي الثاني للموارد التعليمية المفتوحة ببعديه النظري والتطبيقي، خلال شهر مارس 2022م والذي هدف إلى تبادل التجارب والخبرات حول الموارد التعليمية المفتوحة إنتاجًا وتعميمًا، لدعم التعليم وتحسين نواتجه.

وكذلك نفذّت أمانة اللجنة خلال شهر مايو٢٠٢٢م برنامجًا تدريبيًا لتطوير كفايات الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية العمانية، الذي هدف إلى رفع قدرات مطوري المناهج الوطنية لدمج كفاءات الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية الوطنية، من أجل تطوير منهج الذكاء الاصطناعي بشكلٍ أكبر، كما نظمت أمانة اللجنة ندوة خاصة بتقنية البلوكشين في التعليم.

وفي مجال المدارس المنتسبة لليونسكو وأندية الشباب وبرامج اليونسكو نظمت أمانة اللجنة خلال شهر مارس 2022م ملتقى المنسقين المحليين لشبكة المدارس العُمانية المنتسبة لليونسكو، الذي استهدف الطلبة والمنسقين وأخصائي أنشطة المدارس المنتسبة لليونسكو، بمشاركة موظفي عدد من اللجان الوطنية للتربية والثقافة والعلوم من دولة قطر والمملكة الأردنية والجمهورية اللبنانية.

وهدف الملتقى إلى تحفيز نقاش وطني لوضع خطة عمل للمدارس وفق الاستراتيجية الجديدة للمدارس المنتسبة لليونسكو والتوجهات الاستراتيجية لوزارة التربية والتعليم، وتفعيل أهداف التنمية المستدامة والتربية على المواطنة العالمية.