التدريب العملي .. وسيلة للتوظيف وحافز للتطوير
أكد عدد من الطلبة الخريجين في مختلف التخصصات على أهمية التدريب العملي قبل الالتحاق بسوق العمل من أجل كسب الخبرات المهنية، مشيرين إلى أن أهمية التدريب تكمن في استمرار ممارسة الخريج تخصصه عمليا مما يسهم في رفع مستوى الإنتاجية وتحسين جودة العمل قبل الالتحاق بالعمل، كما يعتبر وسيلة للتوظيف وحافزا لتطوير وصقل مهارات الخريج، وعن هذا الموضوع استطلعنا عددا من الطلبة والطالبات الخريجين للحديث عن أهمية التدريب وكانت اللقاءات التالية:
اكتشاف المواهب
في البداية حدثتنا الخريجة ريان بنت سالم البلوشية تخصص اتصال جماهيري قائلة: يعد التدريب قبل الانخراط في سوق العمل وسيلة ناجحة تساعد الخريج على اكتشاف مواهب مخفية يمتلكها، كما تساعده فعلى اكتساب مهارات وخبرات جديدة لم يتم تزويده بها خلال فترة التحاقه بالدراسة في المؤسسة التعليمية، مشيرة إلى أن التدريب بات اليوم شرطًا أساسيا للتوظيف، حيث إن أغلب المؤسسات تبحث عن الأفراد أصحاب الخبرة والمؤهلات الإضافية التي تميزهم عن نظرائهم من الباحثين عن العمل، كما أن التدريب ينمي الجوانب الشخصية لدى الباحث عن عمل بالإضافة إلى الجوانب المهنية، ويقوم التدريب بتأهيل الخريجين، وإكسابهم المهارات العملية الضرورية للنجاح في مجالاتهم المهنية والخبرات المفيدة التي قد يحتاجونها لحياتهم المهنية، كما أن للتواصل مع المتخصصين في مجالات العمل المختلفة تأثيرا كبيرا على الخريجين وذلك من خلال حصولهم على آراء ونصائح حول الطرق الأفضل لتطوير مهاراتهم وتحقيق النجاح في حياتهم المهنية ونقل تجاربهم وخبراتهم إلى المتدربين حتى يكونوا ملمين بأغلب المهارات التي تحتاج لها الوظيفة.
الالتحاق بسوق العمل
وأضافت البلوشية: كما يعتبر التدريب قبل الالتحاق بسوق العمل ترجمة للمهارات العلمية التي تعلمها خلال التحاقه بالجامعة، ويعد عنصرا ضروريا للباحث عن العمل وذلك لصقل مهاراته وترجمة الدراسة العلمية والمهارات المكتسبة وحافزا لتطوير الذات، وهو فرصة للشباب لتطوير ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم، حيث يتعلمون المهارات اللازمة للنجاح في مجالاتهم المهنية ويحصلون على الخبرة اللازمة لتحقيق النجاح.
وحول تجربتها في هذا الاتجاه أوضحت: لقد قمت بالعديد من التجارب التدريبية وكان الهدف منها اكتساب الخبرة وتنمية مهاراتي في الجانب العملي وأن أطبق ميدانيا ما تم دراسته خلال دراستي في الجامعة وكان في البداية الوضع صعبا نوعا ما ولكن بالتعليم والاستمرار أصبحت الأمور سلسة جدا وأصبحت أشعر بأنني استطعت أن أنمي مهاراتي في الجانب العملي وتعلمت الكثير من أصحاب الخبرة والمعرفة حيث إنني أطمح للحصول على الكثير من الفرص التدريبية لأكون ملمة بجميع الجوانب التي أحتاجها في مجال العمل وأصقل مهاراتي وخبراتي بشكل أكبر، ثم أنخرط في سوق العمل وأكون بكامل جاهزيتي لالتحاقي في الوظيفة وأن أضع بصمة مختلفة.
النهضة الاقتصادية
وقالت الخريجة فاطمة بنت يوسف السنانية خريجة جامعة التقنية والعلوم التطبيقية: نرى في وقتنا الحالي تطورا ونموا هائلا في النهضة الاقتصادية في العالم الذي يتطلب من أي دولة مواكبة هذا التطور السريع ومن ضمنها سلطنة عمان، وهنا يكمن مدى أهمية موضوعنا هذا (التدريب ما قبل التوظيف) لما له من أهمية بالغة لدى الباحث عن العمل في إبراز أهم نقاط القوة لديه والتي سوف تمكنه من العمل تحت جميع الضغوط التي قد يواجها في سوق العمل لاحقا، كما يمكنه هذا التدريب من فهم سوق العمل والإجراءات العلمية والعملية المطلوبة، مشيرة إلى أن من أهم فوائده إتاحة فرصة للتفاعل والتعامل مع مختلف الإداريين والمدربين ذوي الخبرة في مجال العمل، وصقل واكتشاف القدرات والمواهب العملية لدى أي متدرب، كما يعمل التدريب في يومنا هذا على تطوير المهارات والقدرات في استخدام الأساليب الحديثة المستخدمة في مجال التطوير والتحسين من المنشأة وزيادة كفاءتها.
العلوم النظرية
وأضافت: كما أن التدريب على رأس العمل يسهم في تأهيل المتدرب لاكتساب مختلف الخبرات والمهارات، كما أنه يساعد على فهم العلوم النظرية التي تلقوها في مجال تخصصاتهم وربطها بالواقع العملي. بالإضافة إلى أنه يؤهل المتدرب للتعامل مع مختلف فئات المجتمع وتنمية مهارات الاتصالات مع الآخرين، مما يشكل سلوكيات شخصية قادرة على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية. بالإضافة إلى غرس أخلاقيات العمل والالتزام بالمواعيد والسلوكيات الواجب مراعاتها في بيئة العمل ويعزز الثقة بالنفس لدى المتدرب. وإن استمرارية التدريب والالتزام بالحضور يؤدي إلى ارتقاء أداء المتدرب ويساعد على السرعة والدقة وقلة الأخطاء في العمل وهو الوسيلة لتحسين وصقل وزيادة المهارات والقدرات لدى المتدرب.
تجارب الموظفين
من جانبها قالت خلود بنت منصور الناعبية: من واقع تجربتي ساعدني التدريب على تطوير الأداء العملي واستقبال المادة العلمية وتطبيقها بصورة مُتقنة أكثر والاستفادة من تجارب الموظفين والزملاء المتدربين أيضا وتبادل الخبرات والإمكانيات المكتسبة في مجال التخصص، فالاختلاط مع الموظفين ذوي الخبرة في مجال العمل أتاح لي فرصة تعزيز إمكانياتي وقدراتي للوصول لمستويات أعلى وتفادي الأخطاء المتوقعة قبل مواجهتها.
أما بالنسبة للفائدة المكتسبة في شخصيتي كمتدربة فهو ارتفاع مستوى الثقة بالنفس والشعور بالمسؤولية تجاه بيئة العمل والقدرة على اتخاذ القرار، مؤكدة أن التدريب على رأس العمل مهم جدا فهو يساعد على جاهزية المتدرب لدخوله في سوق العمل ويصبح مؤهلا لبدء مزاولة عمله كموظف يمتلك كافة الخبرات الأساسية اللازمة ومعرفته لطبيعة العمل والسلوكيات التي يجب الاتصاف بها داخل بيئة العمل في مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة.
الوظائف المستقبلية
وأضافت الناعبية: يلعب التدريب دورًا حاسمًا في عالم سوق العمل المتنافس اليوم. فهو يتيح الفرصة للأفراد لاكتساب المهارات والمعرفة اللازمة للنجاح في وظائفهم المستقبلية، ويساعد على تطوير مهاراتهم الفنية والمهنية. ويتلقى المتدربون التوجيه والتعليم اللازمين لفهم العمليات والأساليب الحديثة في المجال، ما يجعلهم مستعدين للتحديات التي قد تواجههم في المستقبل، مما يسهم في تعزيز ثقة الأفراد وتحفيزهم لتحقيق أهدافهم المهنية. وعندما يتعلمون المهارات الجديدة ويكتسبون المعرفة اللازمة، ويشعرون بالاطمئنان بشأن قدرتهم على أداء المهام المطلوبة بفعالية، وهذا التحسين في الثقة الذاتية يسهم في تعزيز رغبتهم في تحقيق النجاح والتفاني في العمل.
شبكة علاقات
واختتمت حديثها قائلة: التدريب كذلك يوفر فرصة للأفراد لبناء شبكة علاقات احترافية، ويتعامل المتدربون مع مدربين وزملاء محتملين في المجال الذي يهتمون به. ويمكن أن تنشأ فرص التواصل والتعاون المستقبلية من خلال هذه العلاقات، ومما يفتح الأبواب للفرص الوظيفية والتعاون في المستقبل. أخيرًا، يسهم التدريب في التقليل من وقت التأقلم في الوظيفة التي تم التقدم إليها فهو يجعلك متمكنا منها خلال فترة التدريب إلى أن تكون على رأس الوظيفة.
التدريب قبل التوظيف
وقال الخريج قصي بن جمعة العبري: عن تجربتي الشخصية في التدريب الميداني هي أن أول فرصة عملية لي في مجال التدريب ساهمت في تطبيق كل ما تعلمته في البيئة الحقيقية التي من خلالها تغلبت على الكثير من الضغوط المحتمل مواجهتها في بيئات العمل. وساعدتني هذه الفرصة على تعزيز مهارات البحث والتعلم الذاتي وفق منظور العلم تحت أيادٍ علمية ذات خبرة وكفاءة في مجال العمل. ولا أخفي عنكم مدى السعادة التي كنت أشعر بها والشعور الإيجابي والرضا نحو ذاك التدريب الذي من خلاله اكتسبت مهارات وقدرات جديدة لم أمتلكها أو لم أكتشفها مسبقا، كما توسعت لدي المفاهيم والأفكار المرتبطة بين الجانب النظري والجانب العملي وأنه من الممكن الاستفادة مما تعلمناه في الجانب النظري في الإبداع والتطوير في الجانب العلمي. وتمكنت من خلال هذه الفرصة من الانتقال من المستوى المحدود من الفهم والإدراك إلى مستوى عالٍ يساعدني مستقبلا للعمل مباشرة وبشكل مستقل تحت أي ظرف وبجانب تطوير سمات فنية عندي وزاد من مستوى الثقة لدي. كما أن التدريب الميداني فكرة مصغرة من التدريب الفعلي بعد التخرج المقرون بالتوظيف وهو العمل مباشرة في البيئة الحقيقية تحت إشراف مختصين في مجال العمل حتى يتم التأكد من تحقيق الأهداف المطلوبة واستيعابه لفكرة العمل والقيام به على أفضل وجه.
الغايات والأهداف
وقال محمد بن ناصر العوفي تخصص إعلام رقمي: التدريب قبل التوظيف هو ذلك النشاط المدروس الذي يضم عددا من الخطوات المنتظمة، والتي تهدف بشكل رئيس إلى تحقيق الغايات والأهداف من خلال حشد الجهود ذات القيمة وتنمية وتطوير الجوانب المعرفية، والعلمية، والمعلوماتية، وطرق التفكير لدى المتدرب أو مجموعة المتدربين، وتسعى إلى إحداث تغيير سلوكي إيجابي في جانب المهارات والقدرات المختلفة وتطوير الأداء وبالتالي إحداث تغيرا إيجابيا في آلية العمل من خلال تغيير اتجاهاته العامة وكافة أنماطه السلوكية، مشيرا إلى أنه يعمل على تنمية وتطوير وتوسيع آفاق السلوكيات الإدارية ذات العلاقة بالمرونة في العمل، والتفكير المنظم والتعامل والقدرة على حل المشكلات المختلفة والتعامل معها، والقدرة على التأقلم مع التغيرات وظروف سوق العمل الحديث، وتنمية مهارات الاستماع والابتكار والاتصال والتواصل والعلاقات والإشراف، وتحفيز المتدربين واستثمار قدراتهم.
