"الاختصاصات الطبية ".. مسار نحو تعليم متقدم ورعاية صحية عالية الكفاءة
أكد أطباء أن الالتحاق ببرامج المجلس العُماني للاختصاصات الطبية بصفته جهة رائدة في التعليم الطبي المتقدم يرفع كفاءة الأطباء ويمنحهم المهارات العملية والمعرفة المتجددة والخبرات اللازمة للتعامل مع تحديات المهنة، حيث يوفر المجلس برامج متنوعة في بيئة أكاديمية متكاملة تركز على تعزيز مهارات الأطباء، كما أن البرامج التدريبية تمكنهم من تقديم رعاية صحية عالية الجودة تتنوع بين القيم والمبادئ وأخلاقيات المهنة ومهارات البحث العلمي.
وخلال العام الأكاديمي 2025 / 2026م انضم 198 طبيبًا من مختلف المؤسسات الصحية إلى البرامج التدريبية التخصصية، بينهم 72 طبيبًا من مخرجات برنامج الامتياز، وأربعة أطباء التحقوا ببرامج الزمالة محليًّا في تخصصات أمراض القلب للأطفال وأمراض الدم للكبار وطب وجراحة الأذن.
وحول هذه البرامج أوضحت الدكتورة كوثر بنت عبدالعزيز الخروصية، طبيبة مقيمة في برنامج طب الأطفال، أن المجلس يسهم بشكل بارز في الارتقاء بجودة التدريب الصحي وصقل مهارات الأطباء بما يواكب التطور الصحي في سلطنة عُمان، مبينة أنها التحقت بالمجلس سعيًا لاكتساب خبرة تخصصية تسهم في خدمة المرضى وتطوير الرعاية الصحية في سلطنة عُمان، مشيرة إلى أن اختيارها التخصص في طب الأطفال جاء لقناعتها بأن الاهتمام بصحة الطفل هو استثمار في صحة المجتمع بأكمله، إضافة إلى أثر الرعاية المبكرة في بناء مستقبل صحي، حيث يسهم تخصص الأطفال في رفع مستوى الرعاية الصحية عبر متابعة النمو السليم وتشخيص الأمراض مبكرًا لضمان جيل صحي.
وأشارت الدكتورة يقين بنت خالد الرئيسية، طبيبة مقيمة في برنامج أمراض النساء والولادة، إلى أن اختيارها للتخصص جاء إيمانًا منها بأن صحة المرأة هي الأساس في صحة الأسرة والمجتمع، فالمرأة تمر بمراحل مختلفة في حياتها، من المراهقة إلى الحمل والولادة وحتى سن ما بعد انقطاع الطمث، ولكل مرحلة احتياجاتها الخاصة.
وحول مدى مساهمة التخصص في تحسين الرعاية الصحية، أوضحت أن صحة المرأة هي المحور الأساس في صحة الأسرة والمجتمع، وأن تخصص النساء والولادة يهدف إلى الوقاية أولًا ثم العلاج، فهو يهتم بالصحة الإنجابية، ما يسهم في تقليل المضاعفات وخفض معدلات الوفيات لكل من الأم والطفل.
وأضافت: أفضّل طبيعة التخصص الذي يتنوع ما بين الطب الباطني، والجراحة، والطوارئ، والتدخل السريع، مشيرة إلى دور مجلس الاختصاصات الطبية في تطوير الممارسات الطبية من خلال تدريب الأطباء وفق معايير عالية معتمدة دوليًّا، وضمان جودة المخرجات الطبية، وهو ما انعكس بشكل واضح على تحسين مستوى الرعاية الصحية وتقليل الاعتماد على الكوادر من الخارج.
المسيرة الطبية
من جانبه وصف الدكتور بدر بن سليم الشكيلي، طبيب مقيم في برنامج طب الأسرة، لحظة القبول للتدريب في المجلس بأنها لحظة تحول في مسيرته الطبية، حيث يتيح له التخصص بناء علاقات طويلة الأمد مع المرضى والتعمق في مجال الطب، ما يمنحه مهارات علمية وعملية وفق معايير عالية تمكنه من خدمة القطاع الصحي بشكل أفضل، إضافة إلى أن هذا التخصص يتسم بالشمولية كونه يشمل الوقاية والعلاج.
وعبر الدكتور عمر بن علي الطائي، طبيب مقيم في برنامج الطب الباطني، عن طموحه في الحصول على شهادة الاختصاص المعتمدة دوليًّا، مؤكدًا أهمية التدريب في توسيع نطاق المعرفة الطبية والمشاركة في نشر التعليم الطبي في سلطنة عُمان، وضرورة تدريب وتخصص الأطباء في تحسين الرعاية الصحية من خلال تأهيل كوادر طبية قادرة على تقديم خدمات تشخيصية وعلاجية ذات كفاءة عالية مبنية على أسس علمية ومهارات سريرية دقيقة.
وقال الطائي: يسهم المجلس العُماني في تطوير المهارات من خلال إشرافه على البرامج التخصصية المعتمدة دوليًّا وتوفير بيئة تعليمية متطورة مثل مركز المحاكاة والتعلم الإلكتروني، كما يسهم في رفع كفاءة الكوادر الطبية عبر برامج التطوير المهني المستمر، ويواكب التوجهات الوطنية من خلال مشاريع تواكب "رؤية عُمان 2040".
وأوضح أن اختياره لتخصص الطب الباطني خطوة لاستكمال التخصص في قسطرة القلب، حيث تعد لحظة القبول للتدريب تحت مظلة المجلس العُماني للاختصاصات الطبية لحظة تحقيق الحلم مع قليل من التوتر نحو مسؤوليات جديدة.
البحث العلمي
وأوضح الدكتور أدهم بن عامر الرحبي، طبيب مقيم في برنامج أمراض الأنسجة، أن التحاقه بالمجلس لدراسة التخصص هو لحظة تحقيق الحلم الذي طالما سعى للوصول إليه. وهي لحظة رؤية بالوضوح، لحظة تتشابه مع ظهور نتائج دبلوم التعليم العام ولحظة القبول في مرحلة البكالوريوس في الطب، لكنها تختلف هذه المرة كونها مرحلة يقترن فيها العمل مع الدراسة، ومتميزة لكونها مرحلة البحث العلمي المتعمق، وهي مرحلة نخدم فيها سلطنة عُمان برعاية المرضى وطلب العلم، وإجراء البحوث العلمية وتمثيل عُمان في المؤتمرات الطبية.
وحول استعداده لبدء التدريب في الاختصاص، ذكر أن الاستعداد للتخصص بدأ بالاندماج مع الزملاء المتدربين لمعرفة مصادر المعرفة والكتب الأنسب للتخصص، والاستفادة من خبراتهم في الموازنة بين العمل والمذاكرة والحياة الاجتماعية، وشحذ الهمم للبدء بهمة عالية.
وتابع: يوفر المجلس بيئة تعليمية وبحثية تمكن المتدرب من إجراء البحوث الطبية وإيجاد حلول للتحديات التي تواجه القطاع الصحي، كما يساعد المجلس المتدربين على الموازنة بين العمل وطلب العلم والحياة الاجتماعية وذلك من خلال الفعاليات الإرشادية والخبراء الموجودين فيه.
وأشار إلى أن تخصص أمراض الأنسجة يخدم الرعاية الصحية في الوصول إلى التخصص الدقيق خلال فترة وجيزة، حيث يسهم في توجيه الزملاء من التخصصات الجراحية والباطنية في بناء خطة علاجية تلائم نوع المرض الذي يعاني منه المريض، كما يسهم في التأكد من دقة المرحلة المرضية بما يتلاءم مع المعايير الدولية.
تعزيز الوقاية
وقالت الدكتورة أسماء بنت علي الوائلية، طبيبة مقيمة في برنامج طب الأسرة: جاء اختياري تخصص طب الأسرة لأنه يتيح لي أن أكون قريبة من المريض وعائلته مع متابعة حالتهم بشكل مستمر وشامل، حيث إن دور طبيب الأسرة لا يقتصر على العلاج وإنما يشمل تعزيز الوقاية قبل العلاج، وأؤمن أنه الركيزة والأساس في الرعاية الصحية الأولية للمجتمع.
وأضافت: أشعر بأني مستعدة للبدء في التدريب في التخصص بحماس ورغبة في التعلم وتطوير مهاراتي لخدمة المرضى والمجتمع.
وأفادت الدكتورة بأن تخصص طب الأسرة يسهم في تحسين الرعاية الصحية عن طريق التركيز على الوقاية، والكشف المبكر عن الأمراض، والمتابعة الدورية للمريض، مما يسهم في تقليل المضاعفات ويخفف الضغط على المستشفيات. كما أن طب الأسرة يشمل شرائح مختلفة من المجتمع من خلال العيادات المتنوعة: الأمراض المزمنة، وتطعيمات الأطفال، والحوامل، مما يتيح الشمولية في العلاج والوقاية وتجويد حياة الفرد النفسية والجسدية والعقلية.
