الإطار الوطني للمؤهلات.. أداة لتطوير المعارف والكفايات
انضمت سلطنة عمان إلى قائمة الـ 150 بلدا حول العالم التي تمتلك أطرا وطنية للمؤهلات، وتمت المصادقة على الإطار الوطني للمؤهلات في سلطنة عمان ليدخل مرحلة التنفيذ بعد رحلة طويلة ومضنية من التطوير، والمسح البيئي لأنواع المؤهلات المطروحة في سلطنة عمان، والاستشارة الموسعة مع جميع القطاعات التعليمية والتدريبية الواقعة في مختلف الولايات والمحافظات، وعمليات القياس المرجعي مع تجارب إقليمية ودولية في هذا المجال.
ويُعَّدُ الإطار الوطني للمؤهلات أحد أهم عناصر نظام إدارة جودة التعليم في أي بلد، ويمكن استخدامه من قبل العديد من المستفيدين، ولأهداف مختلفة، فعلى سبيل المثال، بإمكان المؤسسات التعليمية والتدريبية استخدام الإطار الوطني للمؤهلات في إعداد وتصميم مناهجها التعليمية، كما يمكن لجهات ضمان الجودة أن تستخدم الإطار الوطني للمؤهلات بوصفه أساسا تُبنى عليه عمليات ترخيص البرامج واعتمادها. وبالنسبة للطلبة، فالإطار الوطني للمؤهلات يوضح المعرفة والمهارات المرتبطة بمختلف أنواع المؤهلات، سواء أكان ذلك من ناحية مستوى المؤهلات أو من ناحية أنواع التعليم المختلفة، أما بالنسبة لأصحاب العمل، فالإطار الوطني للمؤهلات يبين بوضوح المستوى، والمعرفة، والمهارات التي اكتسبها الموظف أو طالب الوظيفة، سواء من خلال التعليم الأكاديمي أو التكنولوجي أو الاحترافي أو التعليم والتدريب المهني.
ويُوضح الدليل التعريفي للأطر الوطنية للمؤهلات الصادر عن منظمة العمل الدولية أن إطار المؤهلات هو أداة لتطوير وتصنيف المؤهلات وفقا لمجموعة من المقاييس الخاصة بمستويات التعلم الذي تم تحقيقه، وأداة لتطوير وتصنيف والاعتراف بالمهارات والمعارف والكفايات وفقاً لسلسلة (تراتبية) من المستويات المتفق عليها، وطريقة لهيكلة المؤهلات المتواجدة حالياً والجديدة، والتي تحددها مخرجات التعلم.
أما بالنسبة للإطار الوطني للمؤهلات في سلطنة عمان، أداة لوصف، ومقارنة، وتصنيف المؤهلات التي تطرحها، وتمنحها جميع القطاعات التعليمية والتدريبية في سلطنة عمان، ولأن هذا الإطار يرتكز على مجموعة واحدة من المُحددات الوصفية العامة للمستويات التي تصف المخرجات المتوقعة لكل مستوى من مستوياته العشرة، فإن هذا الإطار يوفر نقطة مرجعية للمؤهلات التي تُطرح وتُمنح في سلطنة عمان، وللمقارنة بين المؤهلات العمانية والمؤهلات الأجنبية أو الدولية، وللاعتراف بالتعلم.
الجدير بالذكر، حرصت الهيئة في هذا المشروع - كما في باقي مشاريعها - أن تراعي متطلبات المعنيين المحليين، والأهداف الوطنية، ذات الصلة من جهة، وأن تستفيد من أفضل الممارسات الدولية، من جهة أخرى.
وقامت الهيئة، فور المصادقة على الإطار الوطني للمؤهلات في سلطنة عمان، بعقد برنامج وطني مكثف لتدريب جميع القطاعات التعليمية والتدريبية على كيفية استخدامه، وبناء القدرات الوطنية في هذا المجال حيث دربت الهيئة أكثر من 100مشارك يمثلون 25 مؤسسة تعليمية مختلفة.
ونال هذا البرنامج التدريبي المكثف استحسان المشاركين فيه. وما زالت الهيئة مستمرة في تنفيذ البرنامج التدريبي حول الإطار الوطني للمؤهلات حيث دعت مجموعة من المؤسسات العسكرية، وجامعة السلطان قابوس، والمعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين، والعاملين في مشروع تطبيق التعليم المهني والتقني في التعليم ما بعد الأساسي، وممثلي الجمعيات المهنية للمشاركة في البرنامج التدريبي. ولا بد من الإشارة إليه هنا أن الهيئة تخطط لعقد البرنامج الوطني للتدريب في مجال الإطار الوطني للمؤهلات باللغة العربية، وذلك للجهات المانحة للمؤهلات، ومؤسسات التعليم والتدريب غير الناطقة باللغة الإنجليزية.
