«الأوقاف» تطلق «الوقف الإلكتروني» لخمس خدمات توثق الأملاك

تم بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية إطلاق نظام (الأوقاف الإلكتروني) ليدخل ضمن البرامج الإلكترونية لاستراتيجية الوزارة الساعية إلى التحول الرقمي الإلكتروني المواكب لرؤية عمان 2040، وتبسيط الإجراءات وتوثيق أملاك الوقف وممتلكاتها ومعاملاتها بكافة محافظات سلطنة عمان.

ويهدف النظام الإلكتروني إلى تبسيط عدد من الخدمات التي تدخل في تسهيل وتبسيط الإجراءات المتعلقة بالأوقاف وخدمة الصالح العام، ويتضمن النظام خمس خدمات منها خدمات الأوقاف والوكلاء وتحتوي على خدمة طلبات الوكلاء وطلبات الوكالات الشرعية وطلبات الخدمات العامة، إضافة إلى خدمة المساهمات الوقفية وخدمة التقييم الخارجي، وخدمات التصرف بالأوقاف والمزايدة الإلكترونية، وخدمات الجمهور التي تتضمن مساهمتي وطلب وكالة وطلب عروض مزايدة، خدمات إدارة الأصول الوقفية وخدمة الموقوف والوكالات والوكلاء.

رعى حفل إطلاق النظام الإلكتروني سعادة الدكتور محمد بن سعيد المعمري وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وذلك بديوان عام الوزارة، بحضور رئيس فريق التحول الرقمي بالوزارة وأعضاء فريق العمل المشرف على تنفيذ المشروع.

وأكد سعادة الدكتور محمد بن سعيد المعمري وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية على أن تدشين النظام يأتي بهدف تطوير الأداء المؤسسي والخدمات وتحسين الكفاءة التشغيلية وزيادة الفاعلية والإنتاجية مما يخدم سير العمل، مبيناً أن ذلك يأتي في مجمله تحقيقا للأولويات الوطنية في رؤية عُمان ٢٠٤٠ التي أكّد عليها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-.

وأوضح سعادته في كلمة له خلال إطلاق النظام أن الاعتناء بالتحول الرقمي في الوزارة يأتي باعتباره أحد الضروريات المؤدية إلى التطوير والتحسين المستمر لوظائفها الإدارية وخدماتها التي تقدمها وتسهيل وصولها للمستفيدين في قطاعات الإفتاء الشرعي والأوقاف والمساجد والإرشاد والزكاة والحج وغيرها من الخدمات التي تقدمها الوزارة.

وقال سعادته: إن التحول الرقمي بمفهوم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لا يعني تطبيق التقنية فحسب بل هو توجه شمولي انتهجته الوزارة بدءا من إعادة هندسة إجراءات المعاملات الداخلية وصولا إلى حوكمة كيفية تقديم الخدمات للمستفيدين لتتم بشكل أسهل وأسرع، مؤكدا على أن النظام يُمثل لبنة جديدة أخرى ضمن لبنات التحول الرقمي بعد تدشين ١٢ نظاما وموقعا إلكترونيًا تعنى جميعها بتقديم الخدمات للمستفيدين بالوزارة.

وأشار سعادته إلى أنّ البرامج والأنظمة الإلكترونية التي أطلقتها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية تأتي مساهمة منها في تحقيق أولوية بناء مجتمع معرفي مستدام ورفع إنتاجية وكفاءة القطاع العام عبر بناء القدرات الوطنية وتعزيز البُنى الأساسية وتطوير صناعة تقنية المعلومات وتحسين جودة الخدمات الحكومية وطرق تقديمها وفق ضوابط ومعايير ومراحل زمنية محددة مع ضمان توافقها مع أهداف تبسيط إجراءات الخدمات للمواطنين وقطاع الأعمال والمؤسسات الحكومية.

من جانبه استعرض الشيخ سلطان بن سعيد الهنائي المدير العام للوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية ورئيس فريق التحول الرقمي آلية عمل النظام والجهود التي قام بها فريق العمل لإنجاز النظام، وأوضح تفاصيل المشروع والنظام الجديد، مشيرا إلى أن النظام سوف يختصر الكثير من المعاملات ويبني مزيدا من التنسيق الإلكتروني مع الكثير من المؤسسات الحكومية في إطار التحول الرقمي الذي تشهده سلطنة عمان.

وأوضح الهنائي أن المشروع يرتبط بنظام الأحول المدنية بشرطة عمان السلطانية، وسيعمل على إيجاد تكاملية مع وزارة الإسكان والتخطيط العُمراني ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار والعديد من المؤسسات التي تتعامل مع الوزارة خصوصا في مجال الأوقاف.

وأكد الهنائي على أن المشروع سوف يساهم في إنجاز المعاملات إلكترونيا ويوفر قاعدة بيانات موثقة يسهل فيها الحصول على المعلومات، وأرشفة الوثائق الخاصة بكل أموال الوقف.

وأشار الهنائي على أن الوزارة بصدد التوجه بأن يكون لكل ممتلكات الوقف وثائق (ملكيات) رسمية من وزارة الإسكان والتخطيط العمراني لتوثيق هذه الممتلكات بشكل رسمي.

وبين المدير العام للوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية أن المشروع يُعدُّ قبل الأخير فيما يتعلق بإطلاق الأنظمة الخدمية التي تُقدم للجمهور المُستفيدين سواءً كانت مؤسسات أو وكلاء للأوقاف أو مستفيدين من الواقفين أو غيرهم، موضحا أنّ النظام يُعدُّ من أعقد الأنظمة لما يحويه من التفاصيل وآليات العمل المختلفة التي تتطلب جهد في هندسة الإجراءات والتحليل الفني المرتبط بالنظام وعمليات البرمجة ومدى تطابقها مع ما تم التخطيط له في هندسة الإجراءات والتحليل.

وقال الهنائي: إن النظام الإلكتروني الجديد يشكل نقلة نوعية فيما يتعلق بهذا القطاع ولبنة تُساعد المديرية المختصّة والشركاء الفاعلين من الواقفين ووكلاء الأوقاف والمؤسسات والصناديق الوقفية على إدارة الأوقاف وفق قواعد الحوكمة ووفق اللوائح والأنظمة المعمول بها في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لافتًا إلى أنّ بنية النظام وتفاصيله فيه الكثير من الخدمات التفصيلية ويمكن الاِطّلاع عليه، مشيرا إلى انه تم الاعتماد المالي لاستكمال هذا المشروع من قبل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات لمدة السنوات الأربع المُتبقية بحيث تكون كفاءة البنية الرقمية في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية مُتكاملة لا توجد فيها إشكالات في الاستخدام والتعامل.

وأضاف الهنائي: إن الحزمة الثالثة من النظام المتعلقة بالمؤسسات والصناديق الوقفية تمت برمجتها وإجازتها من قِبل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات وسيتم رفعها لاحقًا في النظام حتى إطلاق الحُزم الأساسية في النظام كما سيتم تطوير هوية النظام لاحقًا.

ويُقدم النظام الإلكتروني خدماته بشكل خاص لموظفي وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وللمتبرعين (الواقفين) وللوكلاء والمفتشين والعدادين وللمؤسسات الوقفية (مع إمكانية توسعة نطاق المستخدمين مُستقبلا حسب الحاجة)، من خلال إنشاء حسابات على النظام وإدارتها بما يخدم احتياجاتهم.

يمكن للمتبرعين والوكلاء إنشاء حسابات بصلاحيات محددة يعطيها لهم النظام تلقائيا، كما يمكن للمؤسسات الوقفية سواءً كانت خاصة أو عامة أو تابعة لولاية امتلاك حساب خاص بالمؤسسة يُنشئُ من قبل موظفي الوزارة الذين يملكون الصلاحيات لذلك.

الجدير بالذكر أن سلطنة عمان تمتلك أموالا للوقف داخل وخارج السلطنة، وتسعى وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إلى أن يعمل النظام الإلكتروني على توثيق كل مسارات الأوقاف ويوجد لها قاعدة بيانات رسمية.