استشاري أطفال: اللقاحات الموسمية تخفف من الالتهابات الفيروسية
كتبت - نورة العبرية
قال الدكتور وليد بن حمود الرزيقي طبيب استشاري أطفال: مع تغير الفصول في كل عام، يبدأ الحديث في البيوت والمدارس وأماكن العمل عن نزلات البرد والإنفلونزا والسعال الذي لا ينتهي، محذرا من الالتهابات الفيروسية الموسمية التي ما زالت ترهق أجسادنا وتسبب القلق للكثير من الأسر والمجتمعات.
وأوضح أن الفيروسات تنتشر بسهولة وسرعة، خصوصا في الأماكن المزدحمة مثل الفصول الدراسية والمساجد وأماكن العمل والمجمعات التجارية وغيرها، التي تنتقل بكل سهولة من شخص لآخر، ولهذا السبب، نلاحظ أن بيتا واحدا قد يصاب به عدة أشخاص خلال أيام معدودة، مشيرا إلى أن معظم هذه الأعراض التي تسببها الفيروسات تكون خفيفة وتتحسن مع الراحة والعناية المنزلية، لكنها قد تصبح كابوسا يدق جرسه على كثير من الفئات، ومنها الأطفال الصغار وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة مثل الربو والسكري وأمراض القلب، ولهذا من المهم أن نعلم كيف نتعامل مع هذه الفيروسات بوعي وإدراك ومسؤولية.
وأضاف الدكتور الرزيقي: هناك سلوكيات تحتاج إلى وقفة وإعادة النظر فيها أثناء التعامل مع أعراض الفيروسات، ومن الأخطاء الشائعة أن يذهب الطفل المريض إلى المدرسة أو أن يصر الموظف المرهق للذهاب إلى العمل، ومن السلوكيات الأخرى الخاطئة هي استخدام المضادات الحيوية بشكل عشوائي عند الشعور بالمرض، والحقيقة أن هذه الأدوية لا تعالج الفيروسات، بل قد تسبب تأثيرات مستقبلية مثل مقاومة البكتيريا للعلاج، إلى جانب التأثيرات الجانبية والعبء المالي الذي يترتب على هذا الاستخدام الخاطئ.
ولفت إلى أن الكثير من الآباء والأمهات ينزعجون لعدم علاج أطفالهم بالمضادات الحيوية للشفاء من الالتهابات المصاحبة لقناعاتهم المترسخة أن المضاد الحيوي هو العلاج السحري لكل الالتهابات، مما يمثل تحديا كبيرا في تغيير هذا السلوك الخاطئ في مجتمعنا، ومن الملاحظ أن الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية في القطاعين الصحيين الحكومي والخاص هو تحد عالمي وهاجس لكثير من المنظمات الصحية، موضحا أن العلاج يعتمد على التعامل مع الأعراض حتى تنتهي موجة أعراض الفيروس، مثل أخذ مخففات الحرارة كالأدول أو البروفين، واستخدام مضادات الاحتقان والحساسية والمحلول الملحي للأنف في بعض الحالات، مشيرا إلى أن الإكثار من السوائل وتناول العسل والليمون والزنجبيل من أكثر طرق العلاج المنزلية الفعّالة.
وقال: رغم أن معظم أعراض الالتهابات الفيروسية تتحسن مع الراحة والعناية البسيطة، إلا أن هناك علامات تستدعي مراجعة المؤسسة الصحية ومنها استمرار ارتفاع الحرارة لأكثر من 5 أيام، وصعوبة التنفس، وخمول شديد أو فقدان شهية واضح خاصة عند الأطفال، وآلام شديدة في الأذن أو الصدر، وعند كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة إذا ظهرت مضاعفات مثل ضيق التنفس أو تفاقم الحالة الصحية.
وتابع الدكتور وليد الرزيقي بقوله: "درهم وقاية خير من قنطار علاج" شعار نردده كثيرا منذ كنا صغارا، فالوقاية تبدأ بخطوات صغيرة لكنها فعّالة، منها غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، وتعليم الأطفال والكبار تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، وتهوية المنازل والفصول الدراسية جيدا، وتجنب الاختلاط بالأشخاص المصابين، وعدم إرسال الطفل المريض للمدرسة حتى يتعافى، وأخذ اللقاحات الموسمية مثل لقاح الإنفلونزا خصوصا للفئات الأكثر عرضة للمضاعفات.
وختم حديثه قائلا: التعامل مع الالتهابات الفيروسية الموسمية ليس مسؤولية الأطباء أو الطاقم الطبي وحدهم، بل هو مسؤولية كل فرد في المجتمع، والأسرة، والمدرسة، جمعيهم شركاء في حماية الصحة العامة بالوعي والالتزام، ونصح أولياء الأمور بعدم التهاون عند إصابة أطفالهم بمثل هذا الفيروسات التي قد تضعف مناعتهم مستقبلا، وضرورة الوقوف على المسببات والأخذ بالأسباب من أجل الشفاء السريع.
