إدارة البيئة بظفار تتطلع إلى إعادة هندسة مشروع استقطاب الضباب لتعزيز كميات المياه
أكد محاد بن محمد العمري، رئيس قسم التصحر بالمديرية العامة للبيئة في محافظة ظفار، على أهمية مشروع استقطاب الضباب بمحافظة ظفار بكافة مواقعه في كل من أمبروف بولاية رخيوت ومدينة الحق بولاية طاقة وطيطام ومفرق زيك وموقع حجيف بولاية صلالة، في الاستفادة من مياه الضباب أو بخار الماء المحمول في تغذية المياه الجوفية، وتقليل السحب من المياه الجوفية والاستفادة منه أيضا بعد انتهاء فترة الخريف في ري المزروعات القريبة من مواقع استقطاب الضباب، واقترح العمري ضرورة أن يتم العمل على إعادة هندسة مشروع استقطاب الضباب لتقليل تكلفته في جانب صيانة الخرسانات وشبكات المياه المرتبطة بها بحيث يكون أقل تكلفة ويساهم في تغطية مساحة أكبر للحد من ظاهرة التصحر والجفاف التي تعاني منها المناطق التي تقع في ظل المطر، وأشار إلى أن أهمية المشروع تكمن في الاستفادة من المياه الناتجة عن المشروع التي تؤخذ إلى المناطق الجافة.
إدارة مستدامة
وأوضح العمري أن الفكرة مستوحاة من الطبيعة بحكم أن الأشجار تقوم باصطياد الضباب طبيعيًا وتكثفه لتغذية خزانات المياه الجوفية، وقال: إن أهمية إعادة النظر في التصاميم الهندسية للمشروع بحيث تكون تكلفته أقل والاستفادة أعم، تكمن في الاستفادة من المياه الناتجة عن استقطاب الضباب في استخدامه في التجمعات السكانية ليستفيد منه السكان المحليون في احتياجاتهم اليومية من المياه في الغسيل والشرب واستخدامه للماشية.
وأشار إلى أن هذه الطريقة تقلل الضغوط على الخزانات الجوفية فهي وبطريقة غير مباشرة تقلل سحب المياه الجوفية عند مناطق التجذير التي توجد فيها جذور النباتات، كما أوضح أن تخفيض السحب من المياه الجوفية يساهم في الحد من ظاهرة التصحر والجفاف.
وأوضح أن تخفيض التكلفة المالية لإقامة المشروع تتمثل في استخدام التقنيات الحديثة والتطبيقات التي يمكن من خلالها جمع كميات أكبر من المياه بأقل التكاليف الممكنة، ليصبح المشروع من المشروعات الرائدة في المنطقة ويستخدم كأنموذج لتطبيق الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية ومكافحة تدهور الأراضي والتصحر في المناطق الجافة وشبه الجافة.
وقال العمري: إن اختيار المواقع جاء بحسب الخصائص الجغرافية والمناخية التي تضمن تعرض الموقع للرياح الخريفية الموسمية وأيضا سهولة تنفيذ الإنشاءات في الموقع والمتابعة الدورية لها، وتم تنفيذها بالرجوع لبيانات مهمة مثل كمية الضباب المتوفر في الهواء، وسرعة واتجاه الرياح، والارتفاع عن سطح الأرض، وخصوبة التربة والبيانات الأخرى المتعلقة بالتنوع النباتي وتدهور الأراضي، وأكد أن جميع المحطات في المواقع الأربعة تعمل، وتتم صيانتها سنويا قبل بداية فصل الخريف.
تغير شدة الخريف
كما أوضح العمري أسباب تغير شدة خريف ظفار من سنة لأخرى، حيث أكد أن تلك التغيرات مرتبطة بحجم المنخفضات الجوية السنوية لموسم الخريف، ودرجة قوة الرياح، وقال: إن شدة الموسم تعتمد على كمية بخار الماء المحمول في هذه الرياح الموسمية ليتفاوت من سنة لأخرى حسب هذه العوامل، بحيث تكون كمية الأمطار على نطاق أوسع وأغزر في إحدى السنوات أو العكس في سنوات أخرى.
وقد كان بند الإدارة المتكاملة للموارد المائية وتنوع المشروعات المتعلقة بها والحفاظ على مصادرها، أهم بنود جهود السلطنة في التكيف مع تأثيرات التغيرات المناخية في السلطنة، وتتمثل تلك الجهود في وضع استراتيجية متكاملة للتكيف والتخفيف من التغيرات المناخية التي تم اعتمادها من قبل مجلس الوزراء في عام 2019م، وإعداد التقارير والدراسات العلمية التي توفر معلومات عن الآثار المتوقعة للتغيرات المناخية على السلطنة، ووضع خطة عمل لإدارة المناطق الساحلية لتخفيف الآثار المتوقعة عن التغيرات المناخية على المناطق الساحلية والمشروعات والمنشآت المقامة عليها، وتقوية وحماية مشروعات البنية الأساسية كإعادة هندسة العديد من الطرق والجسور وإنشاء سدود الحماية من الفيضانات، والاهتمام باستراتيجيات قطاع الطاقة وأمن الطاقة، والاهتمام باستراتيجيات الأمن الغذائي وتنفيذ العديد من المشروعات الخاصة بها، إضافة إلى تنويع مصادر الطاقة وتوسيع نسبة مساهمة الطاقة المتجددة.
