أقسام الطوارئ والحوادث بمحافظة ظفار.. كفاءة وتعامل فعال مع الحالات الطارئة
كتبت - عهود الجيلانية -
تفاصيل وقصص ووقائع مثيرة خلف أروقة أقسام الحوادث والطوارئ؛ حيث يسعى العاملون الصحيون إلى تقديم رعاية صحية بأفضل الطرق منهم من يخلق مشاهدٌ عابرة، وأخرى ترفض أن تفارق الذاكرة، ومع قدوم موسم الخريف، وتزايد عدد السياح والزوار للمحافظة، تتضاعف الجهود، وتُعزز الإمكانيات والخدمات الصحية، وتصبح قيد التأهب لضمان استجابة عالية الجودة في المؤسسات الصحية بمحافظة ظفار.
وأوضح الدكتور عامر بن سالم الحمر رئيس قسم الطوارئ والأزمات بالمديرية العامة للخدمات الصحية في محافظة ظفار أن الاستعدادات تبدأ قبل موسم الخريف، بتزويد المؤسسات الصحية بالمحافظة بفريق إسناد متكامل، من باقي محافظات سلطنة عمان عبر زيادة عدد الكوادر الطبية، والطبية المساعدة، وتوفير المعدات الطبية اللازمة للتعامل مع مختلف الحالات الطارئة؛ حيث يعمل قسم الطوارئ والحوادث بمستشفى السلطان قابوس بصلالة، وفي غيره من المستشفيات والمجمعات الصحية في المحافظة، على استقبال الحالات المرضية الطارئة، من خلال العامليين من أبطال الصحة، الذين بذلوا أسمى صور التعاون والتكامل والتضحيات؛ ليكونوا في ميدان العطاء، ساعيين بكل ما أُوتوا من علم وخبرة وإمكانيات مهنية إلى أنقاذ الأرواح، وتقليل المضاعفات الصحية عن المرضى والمصابين.
وقال: إن قسم الطوارئ هو خط الدفاع الأول في المستشفى، يستقبل المرضى في الحالات العاجلة وغير المتوقعة، ويعمل على التقييم السريع، والتدخل الفوري، وتحديد مستوى الرعاية المناسب، كما يعمل على فرز المرضى حسب شدة الحالة (من حرجة جدًا تحتاج تدخلا فوريا، إلى بسيطة يمكن انتظارها)، إضافة إلى إنعاش حالات توقف القلب والتنفس، والسيطرة على النزيف، وعلاج الصدمات، التدخل في التسمم، الحوادث، الحروق، مشيرًا إلى أن وحدات وأقسام الطوارئ مزودة بكوادر مختصة للتعامل مع الحالات الطارئة، لضمان الجاهزية وسرعة الاستجابة، وقادرة على تقييم الوضع الصحي، وتحديد احتياجات المرضى، وفرز الحالات، والتنسيق مع غرف العمليات، أو العناية المركزة، وإحالة الحالات إلى المؤسسات الصحية الأخرى وفق متطلبات الحالة ودرجة خطورتها.
كما يقوم فريق الإسناد الطبي كداعم رئيسي للمستشفيات والمراكز الصحية في محافظة ظفار خلال فترة الموسم؛ حيث يقدم الدعم للمستشفيات والمراكز الصحية في صلالة والمناطق السياحية المحيطة. كما يعمل على تعزيز قدرة قسم الطوارئ والإسعاف على التعامل مع الزيادة في أعداد الحالات و المساهمة في الاستجابة للحوادث الكبرى أو الكوارث الطبيعية المحتملة خلال الموسم.
وأشار الدكتور إلى "إصابة الحشود" وهو ما يستدعي تفعيل غرف الحالات الطارئة عند وقوع الحوادث والإصابات الجماعية، التي تتطلب تفعيل خلية طوارئ من مختلف التخصصات تحت إدارة المدير العام للصحة في المحافظة، ومدير المستشفى، لضمان التعامل التام مع الحالات.
مثال حي ...
وتطرق رئيس قسم الطوارئ والأزمات إلى ذكر أحد القصص المؤثرة عن حالة طارئة تطلبت جهودا كبيرة إثر حادث اصطدام بين ثلاث مركبات بتاريخ 11 /7/ 2025 في الساعة 7 صباحا، حيث تم تلقي اتصال من مركز الدفاع المدني والإسعاف بوقوع حادث في طريق سيح الخيرات بولايه مقشن، وقد تم تفعيل غرفة الطوارئ والأزمات، واستقبال 16 شخصًا، من بينهم 11 مصابًا و5 متوفين.
وأعرب عن حزنه البالغ وأسفه العميق على ضحايا الحادث، والذي استنفرت كل الجهود من أجل إنقاذ المصابين والتعامل مع الحالات ومن بينها أُسر وأطفال، وقد استقبل قسم الطوارئ في ذات اللحظة ثلاث حالات طوارئ مرضية مصابة، توزعت بين الإصابة بالجلطات الدماغية، والقلبية، والذبحات الصدرية، وتم التعامل مع جميع الحالات بجاهزية تامة، وبرغم وجود الحادث والإصابات المتعددة، إلا أن ذلك لم يعطل سير عمل الطوارئ في تقديم العناية والرعاية الصحية للمرضى الآخرين.
خدمات الإسعاف..
وأوضح الدكتور عامر بأنه لم يغب عن سياق الجهود الصحية المبذولة للحفاظ على أقصى فاعلية وتعامل من أجل تقديم خدمات طبية للمرضى مركز خدمات الإسعاف بمدينة صلالة الذي تم إطلاق خدماته في شهر يوليو من هذا العام الذي شكل خطوةً نوعيةً تنصب ضمن جهود وزارة الصحة الرامية إلى تعزيز منظومة الاستجابة الطارئة، ورفع كفاءة الخدمات الإسعافية، وتقديم رعاية متكاملة وسريعة تغطي جميع أحياء مدينة صلالة بنظامٍ منسق وفعّال، مع ضمان سرعة التدخل للحالات الحرجة.
ويهدف المركز إلى توفير منظومة إسعاف فعالة وآمنة لنقل المرضى، بما يضمن الاستجابة السريعة وضمان سلامة المرضى أثناء النقل وتحسين جودة الخدمات الإسعافية والتنسيق الكامل مع مستشفى السلطان قابوس والمراكز الصحية على مدار الساعة، بما يعكس التوجه الوطني نحو الارتقاء بجودة الرعاية الصحية وخدمة المجتمع.
ويقع المركز داخل حرم مستشفى السلطان قابوس، وهو مُجهز بأحدث البنى التحتية، التي تشمل: مكاتب إدارية ونظام اتصالات مركزي، ومواقف مُخصصة لسيارات الإسعاف، غرف استراحة وتجهيزات لفرق الطوارئ. كما يتولى المركز مهام النقل داخل أروقة المستشفى بدءًا من قسم الطوارئ ووصولًا إلى مركز القلب، مرورًا بمجمعي العيادات التخصصية (أ) و (ب)، الأمر الذي يسهل وصول المرضى إلى التخصصات الطبية بسرعة وكفاءة، كما لا تقتصر مهام المركز على النقل الإسعافي المعتاد، بل تشمل كذلك نقل الحالات المرضية المحولة من وإلى مستشفى السلطان قابوس والمستشفيات المرجعية بمحافظة مسقط عن طريق المطار المدني والعسكري والإخلاء الطبي. كما يقوم المركز بدعم خدمات الرعاية المجتمعية من نقل مرضى غسيل الكلى طريحي الفراش بشكل دوري إلى منازلهم أو وحدات العلاج.
وتابع: شمل المشروع توحيد إدارة وتشغيل سيارات الإسعاف والسائقين التابعين للمؤسسات الصحية في صلالة تحت مظلة إدارية واحدة لتحقيق التكامل التشغيلي حيث يضم المركز 27 سائق إسعاف يعملون بنظام المناوبات على مدار الساعة، مدعومين بـ 10 سيارات إسعاف مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية، ويتولى الإشراف على سير العمل مسؤول المركز، فيما يقوم المنسق الإداري بإعداد جداول المناوبات وتسجيل الأعمال اليومية وإعداد الإحصائيات الشهرية، كما يوجد خمسة مراقبين لإدارة حركة السائقين والإسعافات في كل مناوبة، إضافة إلى موظفين صحيين لتوفير المعدات الطبية ومتابعة صلاحياتها بالتعاون مع قسم المعدات الطبية للإسعافات.
كما يعمل القائمون على المركز على تنظيم جداول المناوبات لتغطية خدمات الطوارئ على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، مع توثيق كافة عمليات نقل الحالات المرضية عبر سجل إلكتروني يُدرج تفاصيل البلاغات، مثل: التاريخ، ووقت الاستجابة، وبيانات الفرق المعنية. بالإضافة إلى ذلك، تم تفعيل نظام إلكتروني متطور لتتبع سيارات الإسعاف وتوجيهها آليًا بناءً على البلاغات الواردة، مما يُسهم في تحسين سرعة وكفاءة الخدمة.
وفي الختام، يشكل مركز خدمات الإسعاف بصلالة نقلة نوعية في تقديم الخدمات الصحية، ليس لكونه الأول من نوعه في السلطنة فحسب، بل لأنه يمثل نموذجاً متكاملاً للاستجابة السريعة والنقل الطبي الفعال، بما يعكس التوجه الوطني نحو الارتقاء بجودة الرعاية الصحية وخدمة المجتمع.
