أطباء يحذرون من "ضربة" الشمس والإجهاد الحراري بالصيف
- تأثر 70% من أصحاب البشرة الدهنية بحرارة الجو
- تناول كمية كافية من المياه للحفاظ على رطوبة الجسم وتجنب الجفاف
- الإغماء أو الخمول أبرز أعراض الإجهاد الحراري
- الأطفال والمسنون الأكثر عرضة لمخاطر أشعة الشمس
حذر أطباء من خطورة التعرض لأشعة الشمس ولفترة طويلة وخاصة في أوقات الذروة، مشيرين إلى أن ارتفاع درجات الحرارة في الصيف تؤدي إلى الإجهاد الحراري والعديد من المشاكل الصحية التي تؤثر على وظائف الجسم الأساسية.
وقال الدكتور صالح بن سيف الهنائي، طبيب استشاري أول طب الأسرة بوزارة الصحة:" إن الحرارة الشديدة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحة الفرد والطفل وقد تسبب مشاكل صحية خطيرة، وتؤدي درجات الحرارة المرتفعة الى الجفاف الذي سببه زيادة التعرق وفقدان السوائل من الجسم، كما يمكن أن يكون الجفاف خطيرًا يؤثر على وظائف الجسم الأساسية، ويعاني الأطفال وكبار السن بشكل خاص من خطر الجفاف نظرًا لأنهم يتعرضون لفقدان الماء بشكل أسرع من البالغين".
الإجهاد الحراري
وأوضح الدكتور صالح، أن جسم الإنسان يصاب بضربة شمس عندما يتعرض الجسم لدرجات حرارة مرتفعة جدًا لفترة طويلة، ويمكن أن يفقد القدرة على التبريد بشكل فعال، يحدث ذلك عندما تفشل آلية التبريد الطبيعية للجسم، ويزداد الإجهاد الحراري، الذي يتسبب في الصداع الحاد، والدوار، والغثيان، والقيء، والتعرق الزائد، والتعب الشديد، و يحدث ذلك عندما يتعرض الجسم للحرارة الشديدة لفترة طويلة دون أن يكون هناك تبريد كافٍ، ويمكن أن يؤدي الإجهاد الحراري إلى تعب شديد وضعف عام وعدم قدرة على الأداء البدني والعقلي بشكل طبيعي. قد يتطور الإجهاد الحراري إلى حالة أكثر خطورة مثل الإغماء أو الخمول الشديد.
وحث على أهمية ارتداء الملابس الفضفاضة وذات الأكمام الطويلة والقبعات ذات أغطية واسعة ونظارات شمسية للحماية من أشعة الشمس الضارة، وتجنب أوقات الذروة التي يكون فيها التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال فترة الظهيرة، عندما تكون الشمس في أعلى مستوياتها وأكثر قوة، والبقاء في الأماكن المظللة قدر الإمكان أثناء فترات التعرض الطويلة للشمس، والتأكد من شرب الكمية الكافية من الماء للحفاظ على الترطيب ومنع الجفاف، ومن المهم جدًا العناية بالأطفال وكبار السن لحمايتهم من ضربة الشمس، حيث أن بشرتهم أكثر حساسية وعرضة للأضرار الناجمة عن أشعة الشمس.
طفح
وقال الدكتور أحمد بن محمد الهنائي، طبيب مقيم تخصص الأمراض الجلدية لدى المجلس العماني للاختصاصات الطبية:" تتزايد التحذيرات من أن ارتفاع درجات الحرارة خلال فترة الصيف وتأثيرها على صحة الجسم، ففي مثل هذا الطقس ومع ارتفاع درجة حرارة الجسم، تتفتح الأوعية الدموية السطحية وذلك في محاولة جاهدة من الجسم للحفاظ على درجة الحرارة ثابتة عند حوالي 37.5 درجة مئوية،، ولكن مع ارتفاع درجة حرارة الطقس، يتعين على الجسم أن يعمل بجهد أكبر للحفاظ على درجة حرارته الأساسية منخفضة، فيفتح المزيد من الأوعية الدموية بالقرب من الجلد للتخلص من الحرارة ويبدأ التعرق، وعندما يتبخر العرق، فإنه يزيد بشكل كبير من الحرارة المفقودة من الجلد، وبالتالي انخفاض الحرارة الداخلية للجسم، ولكن ذلك عكسيا إلى انخفاض ضغط الدم الذي يجعل القلب يعمل بجهد أكبر لدفع الدم في جميع أنحاء الجسم، ويمكن أن يسبب هذا أعراضا خفيفة مثل الطفح الجلدي الناتج عن الحرارة، أو تورم القدمين نتيجة حدوث تسرب في الأوعية الدموية، في الوقت نفسه، يؤدي التعرق إلى فقدان السوائل والأملاح، والأهم من ذلك أن هذا يؤدي إلى تغير في التوازن بينهما".
وأضاف، "يعد موسم الصيف من أكثر المواسم التي تنتشر فيها الأمراض الجلدية بسبب حرارة الجو المرتفعة والرطوبة الشديدة، ومن أبرز أجزاء الجسم التي تتأثر سريعا بالحرارة هي الوجه والكفين، نظرا لتعرضهم المباشر لأشعة الشمس على مدار اليوم، بخلاف باقي الجسم الذي يتعرض للالتهاب والاحمرار بسبب حرارة الجو والاحتكاك."
أمراض جلدية
وأوضح الدكتور أحمد أن مرض النخالة الملونة من أمراض الصيف الشائعة وتظهر مع العرق والحر، وهو عبارة عن إصابات فطرية تظهر مع العرق والحر في صورة بقع صغيرة لونها أبيض أو بنى أو وردي، وعلاجها يكون باستخدام كريمات (مثل Clotrimazole) أو شامبوهات ضد الفطريات (مثل Ketoconazole)، وبالنسبة لمرض الفطريات ما بين الفخذين الذي سببه نمو وتكاثر الفطريات، كما أن المشي الحافي حول حمامات السباحة يسبب فطريات القدمين وبين الأصابع، ويمكن علاجها بالكريمات والشامبوهات ضد الفطريات، وأيضا تفادي حدوثها عن طريق المحافظة على لبس الملابس القطنية الداخلية، وتجفيف المنطقة وما بين الأصابع بعد الوضوء مثلا. مؤكدا أن الكثير من الشباب أصحاب البشرة الدهنية يعانون من مرض الحب الشائع "حب الشباب" في فصل الصيف بسبب الحرارة المرتفعة، ويتأثر 70% من أصحاب البشرة الدهنية بحرارة الجو ما يترتب عليه ظهور الحبوب، ويمكن تفادي ذلك باستخدام غسول خاص للبشرة الدهنية المعرضة للحب الشائع، كما أن هنالك العديد من الأمراض الأخرى مثل: "فطريات ما بين الفخذين الذي سببه نمو وتكاثر الفطريات، و"التهابات فروة الرأس وبصيلات الشعر" الذي سببه زيادة العرق الذي يؤدي الى التهابات في فروة الرأس و "التصبغات وحروق الشمس" الذي غالبا ما يكون في المناطق المكشوفة والمعرضة مباشرة لأشعة الشمس.
ودعا الى أهمية الحفاظ على البرودة داخل المنازل، وذلك بإغلاق الستائر في الغرف التي تتعرض لأشعة الشمس المباشرة، إضافة إلى ذلك يجب شرب كميات كافية من السوائل ٢-٣ لتر يوميا، للبقاء مترطبًا، كما يجب تجنب ترك أي شخص، خاصة الأطفال الصغار، في سيارة مغلقة أثناء النهار، و يُنصح أيضًا بتجنب أشعة الشمس القوية بين الساعة الحادية عشرة صباحا والثالثة مساء، والبقاء في الظل قدر الإمكان، وعند الخروج إلى الشمس، يجب ارتداء ملابس فضفاضة ذات ألوان بيضاء أو فاتحة واستخدام واقي الشمس ذو درجة عالية من عامل الحماية من الشمس والأشعة فوق البنفسجية (SPF ٥٠ أو أكثر) على الجسم والوجه والرقبة قبل الخروج بـ٢٠ دقيقة على الأقل، مع وضعه مرة أخرى كل ساعتين. وأخيرًا، يجب تجنب ممارسة الرياضة البدنية في أوقات الحرارة الأعلى.
واختتم الدكتور أحمد حديثه قائلا:" إذا كان من الممكن تقليل درجة حرارة جسد الشخص في غضون نصف ساعة، فإن الإنهاك الحراري غالبًا لا يكون خطيرًا، لتحقيق ذلك، يجب اتباع مجموعة من الإجراءات المتمثلة في نقل الشخص إلى مكان بارد أو تحت الظل وجعله يستلقي ويرفع قدميه قليلا، كما يجب تشجيعه على شرب الكثير من الماء، بما في ذلك المشروبات الرياضية أو مشروبات معالجة الجفاف، يمكن تبريد بشرته عن طريق رشها بالماء البارد وتهويتها، بالإضافة إلى وضع كمادات باردة حول الإبطين أو الرقبة، ومع ذلك إذا لم يتعاف الشخص في غضون 30 دقيقة، فهذا يشير إلى إصابته بضربة شمس، وهي حالة طبية طارئة يجب الاتصال بالطوارئ فيها كما يجب الانتباه إلى أن الأشخاص المصابين بضربة الشمس قد يتوقفون عن التعرق، على الرغم من ارتفاع درجة حرارة أجسادهم، قد تصل درجة حرارتهم إلى أكثر من 40 درجة مئوية، وقد يصابون بنوبات صرع أو فقدان الوعي.
