عمان اليوم

أسفار الصيف.. فرص للاستجمام وكسب المعرفة

26 مايو 2023
تعلم تقنيات تساعد على تخطي التحديات
26 مايو 2023

تتجه الأسر مع اقتراب فصل الصيف والإجازات المدرسية للتخطيط للسفر والرحلات الترفيهية الداخلية والخارجية للاستجمام وكسر روتين الحياة المعتاد، وأشار عدد من المواطنين في استطلاع لـ "عمان" إلى الآثار الإيجابية لأسفار الصيف، منها تعزيز الصحة الجسدية والنفسية، والتخفيف من عبء الحياة وضغوطها، وكسب المعرفة والتعرف على ثقافات جديدة وعلى المعالم الحضارية للدول، وتطوير قدرات الأشخاص في التعامل مع الآخرين، موضحين أن السفر يعد تجربة ثرية تجدد الطاقة وتعزز القدرات في أوقات مليئة بالسعادة والاستمتاع ويسهم في تعلم تقنيات تساعد على تخطي تحديات الحياة.

روتين الحياة

ويقول خليفة بن زايد القطيطي: يعد السفر من أفضل الوسائل للترفيه عن النفس، فهو من الأمور الممتعة وعلاج نفسي للتعب والإرهاق والتوتر، كما أنه يبعث السعادة للنفس، ويتيح لنا اكتشاف أماكن وثقافات مختلفة، فيعمل على تعزيز الصحة العقلية وزيادة القدرة على الإبداع، وكيفية الحفاظ على الصحة العقلية والنفسية أثناء السفر والحد من الاضطرابات النفسية، فيساعدنا السفر على الابتعاد عن الروتين اليومي للحياة والعمل والضغوطات اليومية التي نواجهها سواء في العمل أو الدراسة أو الحياة اليومية مع الأسرة، ويضيف القطيطي أن السفر يساعد على الاستجمام والاسترخاء، والتخلص من الضغوطات والمشكلات المتراكمة، سواء في العمل أو الحياة الأسرية، فهو بمثابة الهروب من المشكلات والتركيز على السعادة وهذا يقلل من إفراز هرمونات التوتر، ويرفع من هرمونات السعادة.

ثقافات مختلفة

أما أمل بنت عبدالله المعمري فتقول: يعدّ السفر تجربة مثيرة وممتعة، ويمكن أن تكون لها آثار إيجابية على الصحة النفسية سواء أكان السفر داخليًا أو خارجيًا، منها توسيع الآفاق والمدارك وفرصة لاكتشاف وتجربة ثقافات وعادات جديدة، من خلال التعرف على أشخاص جدد واستكشاف مناظر طبيعية ومعالم سياحية مختلفة تعظم من المعرفة الثقافية، كما أن قضاء بعض الوقت في طبيعة هادئة أو الاستمتاع بالأنشطة الترفيهية يحسن من الحالة المزاجية، والثقة بالنفس كما يمكن أن يعزز السفر الثقة بالنفس والشعور بالاستقلالية، عندما تتحدى نفسك بمواجهة التحديات والمخاطر المحتملة في بلد غريب، فإنك تطور مهارات التكيف والحل المبتكر للمشاكل، حيث يتم بناء ثقتك بنفسك وقدرتك على التعامل مع المواقف الجديدة، مما ينعكس إيجابيًا على حياتك بشكل عام.

مداواة النفس

يقول أحمد بن سعيد الحارثي: يخوض الإنسان في هذه الحياة تحديات ومتاعب كثيرة ويسمع أخبارا حزينة ويعيش أحداثا مزعجة، فتجده في كل مرة يبحث عن متنفس ليفرغ هذه المشاعر والأحاسيس والأفكار المكنونة في داخله، ولا شك أن هذه الأفكار والمشاعر لها انعكاسات في حياة الفرد والبيئة المحيطة به، ومن الأماكن الأكثر ملامسة لهذا التأثير بيئة العمل، فهو يخالط ذات الأشخاص يوميًا لأكثر من سبع ساعات، ويضخ أفكاره السلبية بقصد أو بدون قصد، ومن أجل التخلص من هذه الأفكار وتفريغ المشاعر أو الفضفضة لمواساة النفس، يجد أن السفر سبيلا لمداواة النفس، كما يساعد على تقليل الأعباء النفسية، فيبتعد عن المؤثرات السلبية ويتجنبها، مكتسبا بذلك مدخلات إيجابية.

تحسين النوم

وتقول سرى رياض المسقطية أخصائية الإرشاد النفسي ومعالجة نفسية في مركز واحة الأمل للإرشاد النفسي: هناك علاقة وطيدة ما بين السفر والسعادة، حيث أظهرت نتائج دراسة نفسية أُجريت في عام 2020م أن بعض الأفراد عندما تتغير حياتهم من يوم إلى يوم يشعرون بالسعادة، كما أن بعض المسافرين قد يتحسن مزاجهم نتيجة مرورهم بتجارب جديدة أو متنوعة، كما أن مرور الفرد بتجارب سفر إيجابية ليوم أو أسبوع أو أكثر لمكان يعرفه أو لا يعرفه تحّسن من صحتهم الجسدية وتقوي العلاقات وتحسن من النفسية بشكل عام، وللسفر فوائد كثيرة منها أنه يعمل على تحسين النوم خصوصا لمن يعاني من اضطرابات النوم، حيث تشير الدراسات إلى أن نوم الفرد يتحسن حتى من مجرد تغيير المكان في عطلة نهاية الأسبوع، لأنها تجعل الفرد يبتعد عن روتين الحياة اليومية ويشعر بالاسترخاء فيتحسن نومه، مضيفة: إذا كان الفرد يعاني من عدم التركيز في العمل والتكاسل في الذهاب إلى العمل فقد يكون يعاني من الاحتراق، حيث تشير الدراسات النفسية أن 52% من عينة الدراسة كانوا يشعرون بالاحتراق النفسي، ويفيد السفر في الاسترخاء وإعادة شحن الطاقة النفسية.

وتضيف المسقطية: أن السفر يحّسن المزاج فبمجرد التحضير للرحلة القادمة يتحّسن مزاج الفرد ويشعره ذلك بالسعادة سواء كانت الرحلة بعد أسبوع أو شهر وربما أكثر من القيام بالرحلة نفسها، فعندما تشعر بالملل في حياتك الشخصية أو العملية فمرورك بتجربة جديدة أو رؤيتك لمناظر جديدة وسماعك لأصوات جديدة يصير كل ذلك مثيرات جديدة في دماغك ويحّسن من مزاجك.

وتشير إلى أن الدراسات أثبتت أن المرأة التي تسافر مرتين في السنة يقل عندها احتمال ظهور الاكتئاب والضغط المزمن؛ عن المرأة التي تسافر مرة كل سنتين، وهنا نقصد السفر الداخلي والخارجي بوسائل التنقل المختلفة لمكان نعرفه أو لا نعرفه قريبا أو بعيدا، فالتخطيط للسفر يرفع من الروح المعنوية ويخفف من الضغوطات، وهناك نوع جديد من أنواع السفر يسمى بالسفر لغرض التشافي الجسدي والنفسي، حيث تقوم مراكز متخصصة بتنظيم رحلات سياحية جماعية يصاحبها دورات في مجالات الصحة العامة أو النفسية مما يضاعف من فوائد السفر بشكل كبير ويتعلم المشاركين في هذه الرحلات مهارات ومعارف جديدة تساعدهم على الصعيد الجسدي والنفسي، ويلاحظ أن غالبية مرتادي هذه الرحلات هم ممن يعانون من ظاهرة الاحتراق الوظيفي أو يعانون من تحديات حياتية تتطلب الابتعاد عن بيئتهم الأصلية لفترة وجيزة وتعلم تقنيات تساعدهم على تخطي هذه التحديات.