أخصائيون اجتماعيون يدعون لتطوير المقررات الدراسية لمواكبة المتغيرات
«عمان»: احتفل العالم باليوم العالمي للخدمة الاجتماعية في ثالث ثلاثاء من مارس في كل سنة، حيث ركز شعاره لهذا العام على «المشاركة في بناء عالم اجتماعي بيئي جديد، عدم ترك أحد خلف الركب»
وقد عبر أعضاء جمعية الاجتماعيين العُمانية عن أهمية تطوير المقررات الدراسية للخدمة الاجتماعية بما يتلاءم مع الأوضاع المجتمعية المتغيرة، مؤكدين أن الخدمة الاجتماعية متوافقة مع «رؤية عمان 2040»، وهذا ينطلق من أهداف كل منهم من خلال الخطط التنموية لبناء مجتمع قوي ومنتج ومبدع.
وقالت بسمة بنت سالم النصيبية، عضوة في جمعية الاجتماعيين العمانية: إن الشعار العام الجاري يحث جميع العاملين في الحقل الاجتماعي عامة، وخصوصا الأخصائيين الاجتماعيين على الإسهام في إيجاد ممارسات عملية تسهم في تنمية الثقة والأمن لجميع أفراد المجتمع، والعمل على تقليل الظواهر السلبية التي تأخر الأفراد والمجتمعات عن اللحاق بالركب أو بمعنى آخر التأخر عن التقدم العالمي، ومن الأمثلة على هذه الظواهر الفقر والتمييز والاستبعاد واللامساواة بكافة أشكالها.
وأكدت أنه من خلال الحرص على تطبيق ما نص عليه الشعار «عدم ترك أحد خلف الركب» يجب دعم الفئات الضعيفة والمهمشة والأخذ بأيديهم للتقدم، والحرص على تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص بين جميع الأفراد، إضافة إلى محاولة إيجاد ممارسات عمل جديدة تتناسب مع العصر الراهن ومتطلباته.
وأضافت: إن أبرز التحديات التي يواجهها الأخصائي الاجتماعي ضغط العمل وكثرة المهام والأعمال الإدارية والإشرافية التي يكلف بها إلى جانب أعماله الأخرى كأخصائي اجتماعي، كما يؤثر على قدرته على الإبداع في مجاله واختصاصه، بالإضافة إلى عدم وجود ميزانية كافية للفعاليات والمناشط التي يقوم بها الأخصائي الاجتماعي.
وأشارت أبرار بنت ناصر الحضرمية، عضوة في جمعية الاجتماعيين العُمانية إلى أن شعار هذا العام جاء بالتزامن مع اسم القمة العالمية للشعوب التي ستنعقد في شهر يونيو القادم، وذلك بواسطة الاتحاد الدولي للأخصائيين الاجتماعيين وسيسلط الضوء عليها، وأرى أن لهذا الشعار عددا من المعاني التي يرمي إليها، منها تقديم رؤية وخطة عمل تهدف بشكل أساسي إلى إعداد وإنشاء قيم وممارسات عالمية مشتركة جديدة من خلالها يتم تنمية وتعزيز سمة الشراكة والثقة والأمن الاجتماعي لجميع فئات المجتمع، وذلك من أجل إيجاد عالم اجتماعي بيئي جديد يدفع نحو مزيد من العمل الاجتماعي العالمي، كما أنه يوضح تأثر الإنسان ببيئته وفق المنظور الإيكولوجي، وبالتالي على جميع الأفراد المشاركة في صنع عالم صديق للبيئة الاجتماعية.
وأوضحت أن هناك جملة من التحديات تواجه ممارسي الخدمة الاجتماعية في المجالات المهنية المختلفة لاسيما الخلط بين مهنة العمل الاجتماعي والمهن الأخرى، وقصور السياسات والتشريعات المرتبطة بالمهنة، والفجوة العميقة بين الدراسات والتطبيق في المهنة، ناهيك عن غياب الاعتراف المجتمعي بأهمية دور ممارسي الخدمة الاجتماعية، وعدم الفهم الواعي للدور الحقيقي للأخصائي الاجتماعي الذي يتطلب توصيفًا مهنيًا ومتخصصًا حتى يتسنى للجميع فهم الدور التخصصي اللازم من قبله، إضافة إلى أن الدراسات تشير إلى عدم ملاءمة تعليم الخدمة الاجتماعية في ضوء المتغيرات المجتمعية المعاصرة بما ينعكس سلبًا على قدرة الممارس للمهنة للقيام بدوره على أكمل وجه في بيئة العمل، لذلك كان لابد من تطوير المقررات الدراسية للخدمة الاجتماعية بما يتلاءم مع الأوضاع المجتمعية المتغيرة.
واستعانت هنية بنت سعيد الصبحية، عضوة جمعية الاجتماعيين العمانية بمقولة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش القائلة: إن «كوفيد -19 مأساة إنسانية، لكنها أوجدت فرصة للأجيال، لإعادة بناء عالم أكثر مساواة واستدامة»، موضحة أن الشعار عبر عن مدى استجابتنا كأخصائيين اجتماعيين في كيفية التعامل وممارسة المهنة في ظل الأزمة الوبائية، الذي قد أعاد لنا التفكير في بناء قيم العمل الاجتماعي وأخلاقياته، بحيث تتناسب مع مختلف الأجيال، لكي نستطيع من خلاله بناء مجتمع إيكولوجي سليم ومواكب للعصرنة التكنولوجية وللظروف الوبائية.
وأوضحت حليمة بنت عوض بن حمود المعنية عضوة جمعية الاجتماعيين العُمانية: يرتبط الشعار المخصص للاحتفاء باليوم العالمي للخدمة الاجتماعية لهذا العام 2022م بشبكة القيم والمبادئ الإنسانية والحضارية التي تؤصل عمل الأخصائي الاجتماعي، خدمة لمجتمعه لاسيما تلك المتعلقة بالمساواة وصون كرامة الإنسان بإعطائه كافة حقوقه التي تكفل له حياة اجتماعية مستقرة، كما أنه مرتبط بقيم العمل التطوعي والتنمية المستدامة ومبدأ المشاركة في تحقيق كل ما يصبو إليه البشر.
وأشارت إلى أن مهنة الخدمة الاجتماعية هي من أنبل المهن التي يسعى فيها الأخصائي الاجتماعي لتحقيق تغييرات جوهرية تطال مجالات شتى، منها المجال المدرسي، فمن خلال متابعة الطلبة ومستوياتهم الأكاديمية وتقديم النصح والتوجيه لهم يثمر عنه فكر نير متقد، وهمم متزنة تسهم في رقي قطاع التعليم وبالتالي نهضة المجتمع ككل.
وحول الثابت والمتحول في أدوار ممارسي الخدمة الاجتماعية وفق «رؤية عمان 2040» قالت: وفق رؤيتي المستقبلية وإيمانًا بتطلعات خريجي تخصص الخدمة الاجتماعية وجميع الممارسين لها، أستطيع القول: إنها متوافقة مع «رؤية عمان 2040» وهذا ينطلق من أهداف كل منهما من خلال الخطط التنموية لبناء مجتمع قوي ومنتج ومبدع، وأعضاؤه يؤمنون بالحقوق والشراكة والعدالة والمساواة والتسامح مع الآخر.
