آلاف الطلبة يشاركون في برامج صيفية تعزز الهوية وتنمّي المهارات بمختلف المحافظات
تشهد البرامج الصيفية بمختلف محافظات سلطنة عُمان إقبالًا واسعًا من طلبة المدارس، حيث توفّر هذه البرامج بيئة تربوية متكاملة لاستثمار العطلة الصيفية في اكتشاف المواهب، وتنمية المهارات العلمية والتقنية، وتعزيز القيم الوطنية والدينية.
وتتواصل فعاليات المراكز الصيفية في مختلف المحافظات وسط تفاعل لافت من الطلبة والطالبات، ضمن رؤية شاملة تسعى إلى ترسيخ الهوية الوطنية، وتنمية الشخصية المتكاملة، وتوجيه طاقات الشباب نحو الإبداع والتميّز، بما يسهم في إعداد جيل واعٍ بمسؤوليته تجاه ذاته ومجتمعه ووطنه.
محافظة مسقط
ففي محافظة مسقط، نظّم مكتب والي مطرح منتدى توعويًا بعنوان "معًا في مطرح لأجل شراكة مستدامة"، يستمر حتى 17 يوليو الجاري في كلية مجان الجامعية، ويستهدف طلبة مدارس محافظة مسقط، بهدف ترسيخ مفاهيم الوقاية الصحية وغرس السلوكيات الإيجابية لدى النشء.
ويأتي المنتدى ضمن جهود تعزيز التكامل المؤسسي والمجتمعي لنشر الوعي الصحي، بمشاركة مؤسسات صحية وهيئات مجتمعية وفرق تطوعية، عبر ورش تدريبية ومحاضرات توعوية على مدى خمسة أيام.
وتضمّن اليوم الأول ورشة للإسعافات الأولية قدّمها فريق من مستشفى خولة وهيئة الدفاع المدني والإسعاف، وتواصلت الفعاليات في الأيام التالية بحلقات حول الأمراض المزمنة والوراثية، صحة الفم، وسلامة الغذاء، بمشاركة مختصين من مستشفى النهضة ومركز حي الميناء الصحي.
كما نُظّمت حلقة نقاشية حول حماية الطفل بالتعاون مع جمعية المرأة العمانية بمطرح، ومحاضرة عن فحص ما قبل الزواج لتعزيز ثقافة الوقاية والتخطيط الأسري، إلى جانب ورش مهارية مخصصة لطلبة الحلقة الأولى.
ويهدف المنتدى إلى تعزيز وعي الطلبة الصحي وتمكينهم من تبنّي أنماط حياة سليمة، وبناء جيل واعٍ ومحصّن صحيًا وسلوكيًا.
محافظة مسندم
وشهدت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسندم انطلاقة فاعلة للبرنامج الصيفي لطلبة المدارس للعام الدراسي 2024/2025م تحت شعار "صيفي تواصل ونماء"، بمشاركة أكثر من 120 طالبًا وطالبة موزعين على ثلاثة مراكز مركز حمزة بن عبد المطلب بنيابة ليما، مركز عمرو بن العاص بولاية دبا، ومركز جوهرة عمان بولاية خصب.
وتنوّعت الفعاليات المقدمة خلال الأسبوع الأول بين أنشطة وطنية، تطوعية، علمية، فنية، رياضية، وثقافية، حيث نُظمت ورش في الإسعافات الأولية، الفنون التشكيلية، المناظرات، أساسيات السباكة والكهرباء، والتصوير والتعديل الرقمي، إلى جانب أنشطة مثل المزارع الصغير، الطباعة بالإستنسل، وفن الريزن، وزيارات ميدانية كمحطة التحلية.
وأكد محمد بن عبدالله الشحي رئيس اللجنة المحلية للبرنامج، أن الطلبة أبدوا تفاعلًا كبيرًا وحماسًا ملحوظًا في جميع الأنشطة، مما يعكس أهمية هذه البرامج في تنمية المهارات، وتوجيه الطاقات الإبداعية، وتعزيز العمل الجماعي.
وأشار إلى أن تنوع البرامج يلبي اهتمامات الطلبة المختلفة، ويُسهم في استثمار العطلة الصيفية بطريقة تربوية وممتعة، مؤكدًا أن المؤشرات الأولية تدل على نجاح البرنامج في تحقيق أهدافه التعليمية والاجتماعية.
محافظة الداخلية
ويشارك في محافظة الداخلية 400 طالب وطالبة في أربعة مراكز موزعة على ولايات نزوى وبهلاء وبدبد ومنح، حيث تنوعت الأنشطة بين الورش التقنية والفنية والعلمية والثقافية والرياضية، إلى جانب محاضرات توعوية وزيارات ميدانية. وشهد مركز الشهامة بمنح حضورًا بارزًا للطلبة الموهوبين الذين استفادوا من برامج في الذكاء الاصطناعي، برمجة الطائرات، التشكيل الخزفي، الإسعافات الأولية، الحرف التقليدية، فن الريزن، والصوت الإعلامي، إضافة إلى محاضرات في حقوق الإنسان، والبيئة، والتسويق الذكي.
وأكدت الغالية بنت محمد الشريانية مساعدة رئيسة مركز الشهامة، أن المراكز الصيفية تمثل فضاءً تربويًا متكاملًا يوازن بين المتعة والفائدة، ويسهم في بناء جيل واعٍ ومتمكن من أدوات العصر. فيما عبّر الطلبة عن فخرهم بالمشاركة، مشيرين إلى أن البرنامج ساعدهم على **اكتشاف المهارات، وتنمية الشخصية، والتعرف على الموروث الثقافي بطريقة عملية وممتعة.
محافظة شمال الشرقية
أما في محافظة شمال الشرقية، فتتواصل فعاليات البرنامج بمشاركة 400 طالب وطالبة في أربعة مراكز، ضمن خطة تنموية تسعى إلى تنمية المهارات وتعزيز القيم الوطنية والولاء والانتماء، في بيئة تعليمية محفزة تواكب تطلعات الطلبة.
وقال محسن بن حمد البراشدي رئيس اللجنة المحلية للبرنامج بالمحافظة، إن الأنشطة تنفذ بالشراكة مع جهات حكومية ومجتمعية، وتشمل محطات علمية، وورشًا مهارية، وأنشطة رياضية وثقافية وترفيهية، مضيفًا أن البرنامج يُعد منصة للابتكار والتعبير عن الذات، ويعكس التزام الوزارة بتحقيق مستهدفات رؤية عُمان 2040 في بناء الإنسان وتنمية المجتمع.
ويستمر البرنامج حتى 17 يوليو، ضمن منظومة وطنية تهدف إلى استثمار أوقات الطلبة، وتمكينهم معرفيًا ومهاريًا، وبناء جيل مساهم في نهضة عُمان المتجددة.
محافظة الظاهرة
وتتواصل فعاليات البرنامج الصيفي (صيفي تواصل ونماء) بمحافظة الظاهرة، بمشاركة أكثر من 400 طالب وطالبة موزعين على عدد من المراكز الصيفية في ولايات عبري وينقل وضنك، وسط تفاعل كبير من الطلبة والكوادر التربوية، بهدف تنمية المهارات، واستثمار الإجازة الصيفية في أنشطة تعليمية وترفيهية هادفة.
في ولاية عبري، شهد مركز حذيفة بن اليمان ببلدة بات تقديم ورش تخصصية في أساسيات البرمجة بلوحة الأردوينو، ولغة الإشارة، بالإضافة إلى مهارات كشفية كأنواع النيران وتحديد الاتجاهات. ونفذت طالبات مركز طلائع العلم زيارة توعوية إلى معهد السلامة المرورية تلقين خلالها محاضرة حول السلامة أثناء استخدام الحافلات. أما مركز حمود بن أحمد في ينقل، فقد احتضن ورشًا علمية مثل "الغازات العجيبة" و"الحاسب الذهني".
وفي مركز الأنوار بولاية ضنك، تنوعت الأنشطة بين الذكاء الاصطناعي، وتنسيق الزهور، والفنون التشكيلية، إلى جانب زيارات ميدانية إلى معالم تاريخية منها حصن المنيخ الأثري وآثار حصن الشكور، اللذين يعودان إلى الألفين الأول والثالث قبل الميلاد. كما نفذت الطالبات ورشًا في الفوتوشوب، الطباعة الحرارية، الطبخ، تنسيق الزهور، وصناعة الشموع العطرية.
من جانبها، أكدت عائشة بنت عمير الوحشية رئيسة مركز ضنك الصيفي، أن البرنامج يسعى إلى رعاية الطلبة وتنمية شخصياتهم وصقل مهاراتهم الحياتية والفكرية والإبداعية، وتعزيز القيم الوطنية والاجتماعية، وتفعيل الشراكة بين المؤسسات المختلفة.
وأضافت أن الورش المتخصصة تتنوع بين التقنية، والفنية، والدينية، والتوعوية، والتطوعية، مثل دورة الإسعافات الأولية، وزيارة معهد السلامة المرورية، إلى جانب ورش تعليمية في اللغة الإنجليزية والتجويد، ومبادرات بيئية لتشجير أحواض المدرسة، وتنظيف مصلى النساء، بالشراكة مع فريق ضنك التطوعي.
ويختتم البرنامج بزيارة إلى **مصنع مزون للألبان بولاية السنينة**، ضمن خطة لتعريف الطلبة بالمؤسسات الإنتاجية الوطنية، وتعزيز روح الانتماء والإبداع من خلال تجارب تعليمية عملية.
ويواصل البرنامج الصيفي بمحافظة الظاهرة فعالياته حتى منتصف يوليو، ليُشكّل منصة فاعلة لصقل جيل واعٍ ومبادر ومحبّ لوطنه وموروثه الحضاري.
محافظة شمال الباطنة
ففي شمال الباطنة، وتحت شعار "صيفنا ريادة وإبداع"، استضافت الكلية المهنية بولاية الخابورة مجموعة من طلبة الصفوف (10–12) للمشاركة في برامج تدريبية تخصصية شملت: السلامة البحرية، أساسيات اللغة الإنجليزية، استخدامات الذكاء الاصطناعي، وبرنامج الأوتوكاد، بهدف تعزيز الثقافة المهنية واستكشاف التخصصات الأكاديمية التي توفرها الكلية.
وأكدت مريم البريكية، أخصائية الموارد البشرية بالكلية، أن البرنامج يمثل جسرًا بين التعليم المدرسي والتعليم المهني، وقالت: "نحرص على تقديم محتوى تدريبي يُلهم الطلبة ويُوجّههم نحو مستقبل مهني واعد". وقد لقيت الورش تفاعلاً لافتًا من الطلبة، حيث وصفت فاطمة اللواتية البرنامج بـ"المفيد والمحفّز"، فيما أشار محمد القاسمي إلى أن تجربة السلامة البحرية عززت ثقته في التعامل مع الحالات الطارئة.
محافظة البريمي
وفي محافظة البريمي، تتواصل فعاليات البرنامج الصيفي تحت شعار "صيفي تواصل ونماء"، بمشاركة واسعة من الطلبة وأولياء الأمور، ويُنفذ في أربعة مراكز بولايات البريمي ومحضة، ضمن بيئة تعليمية آمنة ومحفّزة.
ويهدف البرنامج، الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم، إلى تنمية المهارات الثقافية والتقنية والفنية، وترسيخ قيم الهوية العُمانية والعمل الجماعي والتطوع. وشهدت المراكز تنظيم ورش في الرسم والتصوير والابتكار، إلى جانب مسابقات وأنشطة رياضية وزيارات ميدانية.
وشارك الطلبة في ورش تقنية حول الروبوتات والطائرات المسيرة والذكاء الاصطناعي، كما نظّمت لقاءات بيئية بالتعاون مع إدارة البيئة بالبريمي، ركزت على أهمية زراعة الأشجار وتقليل استخدام البلاستيك.
كما شملت الفعاليات زيارات تعليمية إلى مؤسسات حكومية كمعهد السلامة المرورية، والدفاع المدني، والكلية المهنية، للتعرّف على أدوار هذه الجهات ومجالات عملها، ضمن سعي البرنامج لتوسيع أفق الطلبة وتعزيز وعيهم المؤسسي والمدني.
ويختتم البرنامج فعالياته هذا الشهر، وسط إشادة من أولياء الأمور والمجتمع بدوره في بناء جيل طموح ومبدع ومواطن مسؤول.
