عام آخر من الفضول العلمي المتجدد

لم يكن عام 2023 اعتياديًا على الإطلاق، وكيف يكون وقد سُجلت خلاله أعلى درجة حرارة في التاريخ الإنساني المكتوب كله، وهو العام الذي اطلع فيه الإنسان على أكثر الصور دقة للفضاء بفضل التقنيات المتقدمة التي يحملها تلسكوب «جيمس ويب» – والتي ستتطلعون على بعضها خلال الصفحات المقبلة - ، كما أنه العام الذي طور فيه الذكاء الاصطناعي بحق لدرجة أنه أصبح يخاطبنا، ويرسم أفكارنا مصورة، بل ويساعد أمهر الأطباء في التشخيص والكشف عن المؤشرات الأولى للأمراض.

ومع استمرار البحث العلمي، يمكن توقع أن يحمل عامنا الجديد هذا منجزات واكتشافات علمية وتقنية أكبر، خاصة فيما يتعلق بسبر أبعاد جديدة من الفضاء، والكيمياء الخضراء وإزالة الكربون من الهواء، والمواد الحيوية، والتوصل لعقارات جديدة للأمراض المستعصية وهو ما بدأنا رؤية دلائله بالفعل.

وفي هذا العدد من ملحق جريدة عمان العلمي ستدخلون معنا إلى عصر جديد، ومستقبل تقني مليئ بالدلال حيث تقلق فيه ثلاجتك على صحتك، ويقوم منزلك بضبط الإضاءة المناسبة لك لتسترخي بعد يوم عمل طويل بفضل تقنيات إنترنت الأشياء، كما تقرأون حول الأمية الجديدة والاتجاهات المتوقعة للذكاء الاصطناعي والتنافس المحموم لريادته من قبل الدول والشركات.

نبحث في العدد الثامن كذلك في أدمغتكم حول الأسباب التي قد تشتتكم أثناء قراءة موضوعاتنا المتنوعة والآليات التي تتبناها خلايانا العصبية لمواجهة «أزمة الإنتباه»، كما نستعرض تطبيقا عمانيا ذكيا جديدا يتنبأ إذا ما كنت على وشك أن تصاب بالخرف أو الزهايمر.

ونرجع بكم في هذا العدد أيضًا إلى آلاف السنين، حيث اكتشف البغداديون أول شكل للبطارية، ومن ثم نسافر بالزمن مرة أخرى لقبل ملايين السنين، حين كانت الأرض عبارة عن «كرة جليد» بالاستناد إلى معلومات جيولوجية وآثار تم الحصول عليها في سلطنة عمان، ومواضيع أخرى منوعة في الفلك والفيزياء والتقنيات والصحة وغيرها. متمنين لكم عاما مليئًا بالسلام والفضول العلمي.