سياست روز: إيران والمواقف الأوروبية
تحت هذا العنوان نشرت صحيفة «سياست روز» مقالاً فقالت: بعد المحاولات التي بذلتها أوروبا لإنقاذ الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية من الانهيار والتي لم تحقق النتيجة المرضية بسبب اعتقاد طهران بأن الاقتراحات التي تقدمت بها العواصم الأوروبية في هذا المجال لم تكن بالمستوى المطلوب، فضلاً عن عدم تحقق أيّ شيء على أرض الواقع من هذه الاقتراحات.
وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن تعامل إيران مع أوروبا يختلف تماماً عن تعاملها مع أمريكا لأن الأخيرة خرجت من الاتفاق النووي بينما حرصت الدول الأوروبية على البقاء فيه ولهذا لا بدّ من التفريق بين ما هو مطلوب اتخاذه تجاه واشنطن وما هو مطلوب تجاه الأوروبيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الدول الأوروبية تربطها علاقات دبلوماسية واقتصادية وتجارية مع إيران في حين أن العلاقات بين إيران وأمريكا قد انقطعت منذ أربعة عقود بسبب الخلافات الأيديولوجية والمواقف المتباينة بين الطرفين إزاء قضايا كثيرة في مختلف المجالات السياسية والأمنية والعسكرية.
ولفتت الصحيفة إلى أن التقارب الأوروبي - الأمريكي في شتى الميادين وعلى الرغم من التباين في المواقف بين الجانبين حيال كثير من القضايا لايمكن مقارنته مع ما هو موجود من علاقات بين أوروبا وإيران التي تعرضت لهزّات في فترات مختلفة والتي لا يمكن تلافي نتائجها السلبية بسهولة، الأمر الذي يجعل الاستنتاج بأن العلاقات الأوروبية - الأمريكية هي في الحقيقة أقوى من العلاقات الأوروبية - الإيرانية، وتبعاً لذلك تكون المواقف الأوروبية أقرب إلى المواقف الأمريكية في حال تعلق الأمر بإيران لاسيّما فيما يرتبط بالاتفاق النووي.
وتابعت الصحيفة مقالها بالقول: إن المؤتمر المزمع عقده في العاصمة البولندية «وارسو» الشهر القادم والذي سترعاه واشنطن للبحث بشأن أوضاع الشرق الأوسط وإيران سيضع الدول الأوروبية في اختبار حقيقي يتطلب منها حسم أمرها إزاء ما سيؤول له المؤتمر، وهل أن قراراته ستستهدف إضعاف إيران أم أنها تهدف إلى إيجاد حلول واقعية من شأنها أن تسهم في إنهاء أزمات المنطقة طبقاً للقوانين والقرارات الدولية دون تحيّز لطرف على حساب طرف آخر.
