غزوة بدر الكبرى

غزوة بدر الكبرى هي غزوةٌ وقعت بين المسلمين وكفّار قريش، في السابع عشر من شهر رمضان المبارك في العام الثاني للهجرة. وكانت هذه الغزوة المعركة الفاصلة في تاريخ الدولة الإسلاميّة، حيث انتصر فيها المسلمون رغم الفرق في القوّة العسكريّة بين المسلمين وكفّار قريش، إذ كان عدد المسلمين حوالي ثلاثُمائةٍ مقاتل في حين كان عدد المقاتلين كفّار قريش حوالي ألف مقاتل. تولّى قيادة المعركة في صفوف المسلمين الرسول محمّد صلى الله عليه وسلم وحمزة بن عبد المطّلب وعلي بن أبي طالب، وتولّى قيادة صفوف المشركين أبو جهل وعتبة بن ربيعة وأميّة بن خلف.

وقد وقعت غزوة بدر وقعت غزوة بدر في منطقة بدر التي تشتهر بوجود الآبار، حيث تقع جنوب غرب المدينة المنوّرة، وتقدّر المسافة الّتي تبعدها عن مكّة المكرّمة 343 كيلومترا، في حين تبعد عن المدينة المنوّرة حوالي 153 كيلومترا. وسُمّيت هذه الغزوة باسم غزوة بدر نسبة إلى مكان وقوعها. ولها عدّة أسماء مثل غزوة بدر الكبرى، وغزوة بدر القتال، وغزوة يوم الفرقان.

ومجريات أحداث غزوة بدر في السنة الثانية من الهجرة هاجر المسلمون من مكة إلى المدينة، وتركوا أموالهم في مكة، فاستولى عليها كفّار قريش، وعندما علم المسلمون بقدوم قافلة من الشّام لتجارة قريش بقيادة أبي سفيان قبل إسلامه، قرّر الرسول عليه الصلاة السلام ملاقاة هذه القافلة لاسترجاع أموال المسلمين التي أخذتها قريش من المسلمين قبل الهجرة. ووصل خبر نيّة المسلمين بملاقاة القافلة لأبي سفيان فسلك طريقاً آخر ووصل إلى قريش وأخبر أهل قريش، فعزموا على قتال المسلمين والقضاء على الدولة الإسلاميّة نهائيّاً.

فلما علم المسلمون باستعداد كفّار قريش لمحاربتهم، جمع الرسول عليه الصلاة والسلام المسلمين لأخذ مشورتهم فأيّدوا جميعهم ملاقاة كفّار قريش. واستعدّ المسلمون للحرب نفسيّاً ومادّيّاً وتكتيكيّاً، وأنزل الله سبحانه وتعالى السكينة والهدوء عليهم قبل المعركة، لقوله تعالى: (إذ يُغشّيكمُ النّعاسَ أمنةً مِنهُ ويُنَزّلُ عليكُم منَ السّماءِ ماءً لِيُطهّرَكُم بهِ ويُذهِبَ عَنكم رِجزَ الشّيطانِ ولِيَربِطَ على قُلوبِكُم ويُثَبّتَ بِهِ الأقدامَ) وخطّط الرسول عليه الصلاة والسلام للمعركةِ، حيث جعل صفوف المسلمين تقابل المغرب بمعنى أنّ الشمس في ظهر المقاتلين المسلمين، وقام الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بترتيب وتسوية صفوف المسلمين لتكون مستقيمة ومتراصّة. أنزل الله ملائكته لمؤازرة المسلمين وتثبيتهم لقوله تعالى: (وأَعِدّوا لَهم ما استَطَعتُم مِن قُوّةٍ وَ مِن رِباطِ الخَــــيلِ تُرهِـــــــــــبونَ بِهِ عَدُوّ اللهِ وَعَدُوّكُم وآخرين مِن دونِهِم لا تَعلَمونَهُم الله يَعلَمُهم وما تُنفِقوا مِن شَيءٍ في سبيلِ الله يُوَفّ إليكُم وأنتُم لا تُظلمون).