روضة الصائم

القول الحسن «5»

09 يونيو 2017
09 يونيو 2017

د.يوسف بن إبراهيم السرحني -

خبير بوزارة التعليم العالي -

يقول الله تعالى في شان النبي صلى الله عليه وسلم: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ» سورة آل عمران الآية «159»، ويقول تعالى آمرا موسى وهارون: «اذهبا إلى فرعون إنه طغى* فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى» سورة طه الآيتان«43-44».

والآن نطرح هذه التساؤلات، ونترك الإجابة لكم:

*- هل يطبق المسلمون في واقعهم قول الله تعالى: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنا» وقوله تعالى: «وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوّا مُّبِينا» سورة الإسراء الآية«53»

*- هل يطبق العلماء الذين هم ورثة الأنبياء هذا الأمر القرآني فيما بينهم، ومع الناس؟

*- هل يطبق الدعاة هذا الأمر الإلهي فيما بينهم، ومع الناس؟ للأسف الشديد هناك من المسلمين من يعامل الناس بغلظة وشدة، وبفحش في القول والفعل، لا يعترف بالآخر، ولا يقبل الغير، ثقافته الإقصاء، والتعالي على الآخرين. أقول: علينا أن نعلم أن الإسلام كرم الإنسان بغض النظر عن أي اعتبار، بغض النظر عن دينه، أو جنسه أو لغته أو لونه، أو حرفته وصنعته، فالإنسان مخلوق مكرم في ذاته ولذاته من قبل خالقه العظيم سبحانه وتعالى، يقول الله تعالى: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا» سورة الإسراء الآية «70»

وعلينا أن نعلم أن الإنسان ليس ملكا مقربا، ولا نبيا معصوما، إنما هو بشر يخطئ ويصيب؛ تتقاذفه نوازع الخير، ونوازع الشر، وكثيرا ما يضعف الإنسان أمام نوازع الشر، وأمام دواعي الشهوات، فيستجيب لها، فيقع في المحظور، يقول صلى الله عليه وسلم: «حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات» وعليه فإن وقوع الإنسان في خطأ، أو تقصير، أو مخالفة شرعية، أو تهاون في حكم من الأحكام الشرعية جهلا أو نسيانا أو تعمدا، فهذا أمر وارد واقع، فبني آدم كما قال صلى الله عليه وسلم: «كل بني آدم خطأ وخير الخطائين التوابون».