عُمان قوية بشبابها الطموح والمبتكر
03 أغسطس 2025
03 أغسطس 2025
ليس من المبالغة إذا أكدنا حقيقة أن الشباب هم ثروة الأمم ووقود نهضتها وتجددها، فبسواعدهم وأفكارهم وتطلعاتهم يسهمون في بناء الحاضر ويرسمون ملامح المستقبل.
ولا شك أن الطاقات الشبابية قوة محركة لمختلف قطاعات التنمية ومجالات العمل والإنتاج، ولذلك من الأهمية أن يفسح لها المجال الأوسع لتكون شريكا فاعلا في رسم الخطط والسياسات التنموية، خاصة في هذه المرحلة التي تتطلب التجديد في الأفكار والرؤى ووسائل العمل وصولا لتحقيق متطلبات الاستقرار والاستدامة والرفاه الاقتصادي.
والتمكين الحقيقي للشباب يتمثل في احترام أفكارهم وتصوراتهم غير النمطية التي يقدمونها والإنصات الجاد لوجهات نظرهم حول تحديات الواقع وإشراكهم بشكل فعلي في تحليل المشكلات ووضع الحلول برؤية جديدة ومسارات غير تقليدية تستوعب روح العصر ومتغيراته وتواكب في الوقت ذاته طموحاتهم.
وقد أدركت سلطنة عمان هذه الحقيقة، فكان نهجها الاستراتيجي بناء شراكة راسخة الجذور مع الشباب، تقوم على الحوار البناء المثمر والتكامل في صياغة الخطط والأهداف.
وقد تجلّى هذا التوجه الحكيم، في أبلغ صوره، في مساهمة الشباب العماني في صياغة «رؤية عمان 2040»، الأمر الذي يعكس الاهتمام الكبير الذي يوليه جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ للشباب وإيمانه العميق بأن الأجيال الشابة هي الأقدر على استشراف المستقبل، ولذا كانت مشاركتهم فاعلة في تحديد محاور الرؤية كما أن إسهامهم متواصل ومؤثر في تحقيق مستهدفاتها.
كما يمثل ملتقى «معًا نتقدم» نموذجا عمليا لهذا النهج العماني الرشيد، حيث يفتح مساحات للحوار الشفاف والمباشر بين مسؤولي الحكومة والشباب، بما يرسّخ ثقافة المشاركة المجتمعية في برامج وخطط التنمية ويكرّس الشفافية والمساءلة البناءة ويفتح آفاقا جديدة لفكر الشباب وتطلعاتهم.
ولم تقف مساعي سلطنة عمان الحثيثة لتمكين الشباب عند هذا الحد.. فالحكومة ماضية في تنفيذ برامج مدروسة لصقل الشباب معرفيًا ومهاريًا، وأسست لذلك بإنشاء مراكز وحاضنات للفكر والمواهب، وإطلاق برنامج الشركات الناشئة الذي يشجع على ريادة الأعمال، ويقود المشروعات المحلية المبتكرة لدخول الأسواق العالمية، كما تتنوع برامج التدريب والتأهيل المهني والتقني التي تُعِدّ الشباب لقطاعات العمل المستقبلية إلى جانب الدعم المستمر للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وهو ما يشكّل حافزًا مهما للطاقات العمانية الشابة نحو التمكين الاقتصادي.
إن هذه التسهيلات والمبادرات الحكومية تفتح أمام الشباب فرصًا كبيرة لتطوير قدراتهم وتحويل أفكارهم إلى مشروعات وتتطلب في المقابل وعيًا حقيقيًا لاستثمارها والاستفادة منها في تطوير مشروعات قابلة للاستدامة.
وهنا.. من الأهمية بمكان أن يدرك الشباب أن الاقتصاد العماني مقبل على تطورات نوعية تواكب المتغيرات العالمية، كما أن سوق العمل لم يعد تقليديًا وهذا ما يتطلب منهم أن يكونوا مستعدين لابتكار أفكار متقدمة، وقبل ذلك أن يختاروا مسارات علمية ومهنية جديدة تواكب التقنيات الحديثة، وعلى رأسها التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.
وتبعا لذلك فإن المشروعات القائمة على الإبداع والابتكار هي الأكثر قدرة على الوفاء باحتياجات السوق وتحقيق النمو والتنافسية وهي الأكثر فاعلية في رفد الاقتصاد الوطني..
وتقدم المشروعات الشبابية في محافظة ظفار ومحافظة الداخلية نماذج عملية لنجاح هذا التوجه الذي يمكن أن يبنى عليه ويتم تطويره في باقي المحافظات.
إن تحفيز الشباب يجب أن ينطلق من حقيقة مؤكدة ما أن نؤمن بها حتى ينبعث فينا الشعور بالتفاؤل والرغبة القوية في السير على طريق الإنجاز.. تلك الحقيقة هي أن عُمان غنية بالفرص والموارد والإمكانات وأن ثروتها الحقيقية شبابها المتوثب الطموح.. وأن الطريق نحو المستقبل المزدهر يمكن تمهيده بالإرادة، والعمل، وفتح الأبواب أمام الأجيال الشابة لتتقدم بجرأة وثقة، وتشارك في بناء وطنها بما توفر لها من معارف وما تملكه من طموحات.
