facebook twitter instagram youtube whatsapp


ركزت الجلسة الثانية على التعاملات التجارية وأهم المعثورات في المواقع الأثرية
ركزت الجلسة الثانية على التعاملات التجارية وأهم المعثورات في المواقع الأثرية
ثقافة

ندوة "محافظة جنوب الشرقية في ذاكرة التاريخ العُماني" تسلط الضوء على التراث ومسيرة التنمية والتطور ماضيًا وحاضرًا

24 مايو 2023
تختتمها "الوثائق والمحفوظات الوطنية" بـ 8 أوراق عمل.. غدا

تختتم غدا فعاليات ندوة "محافظة جنوب الشرقية في ذاكرة التاريخ العُماني" التي تنظمها هيئة الوثائق المحفوظات الوطنية في ولاية صور عبر جلستين تتناول 8 أوراق عمل، تتحدث الأولى عن الحراك العلمي والثقافي في ولاية صور خلال القرنين الـ19 والـ20م، فيما تتناول الثانية تطور مسيرة التعليم في محافظة جنوب الشرقية في عهد السلطان سعيد بن تيمور، وتعرِّف الثالثة بمدرسة الفلاح "الغزالي"، فيما تناقش الرابعة "صور في مخطوط البيان"، بينما تتناول الجلسة الثانية تاريخ الفلاحة والمهن المرتبطة بها في ولاية الكامل والوافي، وتستعرض علوم وتقنيات الملاحة البحرية عند نواخذة صور من خلال رحمانيات القرنين التاسع عشر والعشرين، إضافة إلى الحديث عن الوقف ودوره في التنمية الثقافية والعلمية في ولاية جعلان بني بوحسن، والكناية في محافظة جنوب الشرقية.

وقد شهد اليوم جلستين قُدِّم فيهما اثنتا عشرة ورقة عمل لباحثين من سلطنة عمان وخارجها، وانطلقت الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور طالب بن سيف الخضوري بورقة "صور (المدينة والميناء) في كتب الرَّحَّالة والمستكشفين والتقارير الأجنبية" قدمها الدكتور سالم بن حمد النبهاني وقال فيها: مدينة صور هي مركز ساحل الشرقية في حده الجنوبي، وتعد مركزا حضاريا قديما وحديثا، وشهرتها القديمة ارتبطت بالبحر والرحلات التجارية بين الموانئ العُمانية والموانئ المرتبطة بالمحيط الهندي، ومما لا شك أن العديد من الرَّحَّالة قصدها بالزيارة دراسةً أو كان عابرًا ليسطر مشاهداته وانطباعاته عن المدينة وسكانها ونشاطهم التجاري.

وقرأت الورقة ما كتبه الأجانب عن مدينة صور برسم صورة واضحة عن المدينة التي تعد مركزا تجاريا مهما على بحر العرب، كما تناولت الورقة محورين "الأول" حول أهم الأسماء التي زارت مدينة صور من الأجانب، والمحور الثاني: الأهمية الاقتصادية لمدينة صور ومينائها من خلال الكتابات الأجنبية.

وأكد الباحث في الورقة على أهمية ميناء صور ودوره التجاري على امتداد بحر العرب والمحيط الهندي، وربط مدينة صور بصناعة السفن والنشاط الملاحي.

ميناء صور في الوثائق

ونيابة عن الدكتور ضرار محمد فضل المولى، مدير عام بالهيئة العامة للبث الإذاعي والتلفزيوني بالسودان ألقى أحمد بن خلفان الشبلي، أخصائي تقويم مادة التاريخ بوزارة التربية والتعليم ورقة بعنوان "ميناء صور في الوثائق والسرديات الروسية للفترة من 1880م - 1910م" أشار فيها إلى الاهتمام الروسي المبكر بالمنطقة وبموانئ الساحل العُماني وعلى وجه الخصوص "ميناء صور" نظرا لما تمثله منطقة الخليج العربي في موقعها البارز والمهم في تاريخ العلاقات التجارية بين روسيا القيصرية والمنطقة.

وجاء في الورقة التي تناولت ثلاثة محاور وهي: الاهتمام الروسي بمنطقة الخليج، وأهمية الموانئ العُمانية لروسيا القيصرية، وميناء صور في الوثائق الروسية أن موانئ عُمان وخاصة صور مثّلت أهمية قصوى لروسيا في الخليج، وبات من الواضح البُعد الاستراتيجي للموانئ البحرية في جنوب الجزيرة العربية، وكشفت الورقة أن الموانئ العُمانية كانت بمثابة الوريد الذي تتغذى عليه مناطق الداخل سواء باستيراد بضائع العالم الخارجي أو تصدير المنتجات الداخلية. وأوضحت الورقة في جزء منها أن الرسوم الجمركية من الموانئ كانت مورد الدخل الرئيسي لإمامة عُمان، ويتم قبول هذه الرسوم إما على شكل نقد أو سلع يتم بيعها في المزاد العلني. وتبيِّن الورقة البحثية كذلك الأهمية الجيوسياسية للموانئ العُمانية والتي عبّرت عنها الوثائق والسرديات الروسية في الرحلات البحرية التجارية التي جرت ونفذها الأسطول البحري الروسي بين موانئ روسيا وميناء بندر الجصة وميناء صور.

التجارة في القرن الـ19

من جانبه، قدَّم الأستاذ الدكتور فيصل سيد طه حافظ، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الكويت نيابة عن الدكتور بدوي رياض عبدالسميع، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر المشارك بجامعة القاهرة ورقة بعنوان "النشاط التجاري لمدينة صور في النصف الثاني من القرن التاسع عشر" حيث ألقت الضوء على الأنشطة التجارية لمدينة صور خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر ميلادي، ودور نواخذة وبحّارة صور في هذا النشاط البحري، بالإضافة إلى دورها في حملات الحج اعتمادًا على المادة الوثائقية المستقاة من سجلات عُمانRecords of Oman 1867-1947م، والتي قدمت وصفًا دقيقًا لأحوال صور أواخر القرن التاسع عشر ميلادي، بالإضافة إلى كتابات الرَّحَّالة الذين زاروا المدينة في ذلك القرن وسجلوا مشاهداتهم عن أحوالها.

وأبرزت الدراسة جوانب النشاط الملاحي لصور وتأثيره على الأوضاع الاقتصادية الأخرى وعلى التنافس الدولي حول التجارة معها، وازدهار التراث البحري لأهل المدينة.

وثائق الأرشيف الفرنسي

وفي ورقة أخرى بعنوان "الاضطرابات بصور فترة حكم السلطان فيصل بن تركي من خلال وثائق الأرشيف الدبلوماسي الفرنسي" التي قدمها الدكتور محمد بن عبدالمؤمن محمد، أستاذ التعليم العالي بجامعة وهران بالجزائر استعرض من خلالها وثائق أرشيفية دبلوماسية فرنسية تطرقت لأحداث الاضطرابات التي عرفتها "صور"، كما كشف من خلال هذه الوثائق الأرشيفية عن طبيعة علاقة الشيوخ آنذاك فيما بينهم، وتجاه السلطة والحكومة، ومواقفهم من فرنسا وبريطانيا، مستعرضا محاور عدة منها "أهمية الأرشيف الدبلوماسي الفرنسي في كتابة التاريخ الحديث لعُمان، ومنها "صور"، واستعرض مراسلات القناصل الفرنسيين ووصفهم للصراعات بعُمان، وصُور خاصة، وأدوار كل من فرنسا وبريطانيا في الأحداث التي عرفتها صور، وذكر نماذج لأزمات عرفتها صور والتي أكدت على عالمية "صور" من خلال تدويل ما اصطلح عليه بأزمة الأعلام الفرنسية.

النشاط التجاري

وفي ورقته حول "النشاط التجاري في مدينة صور خلال النصف الأول من القرن الـ20م" قال الدكتور سليمان بن عمير المحذوري: منذ فترة تاريخية مبكرة جدًا ارتبطت مدينة صور بالملاحة البحرية ارتباطًا وثيقًا؛ بسبب الموقع الجغرافي للمدينة على بحر عُمان المتصل ببحر العرب جنوبًا، والخليج العربي شمالًا، وشرقًا المحيط الهندي على اتساعه؛ مما جعلها مركزًا استيطانيًّا قديمًا لشعوب متعددة خلال حقب زمنية متعاقبة.

وتتبع المحذوري في ورقته النشاط التجاري في مدينة صور خلال النصف الأول من القرن العشرين، ومدى تأثره بالظروف السياسية والاقتصادية العالمية، وبيّن أهم السلع (الصادرات والواردات)، والطرق التجارية التي اتبعتها السفن في رحلاتها الطويلة، إضافة إلى التعريف بالموانئ التي وصلت إليها السفن الصورية، وأنواع السفن المستخدمة في تلك الفترة.

صور في التقارير البريطانية

واختتمت الباحثة في التاريخ الدكتورة هيفاء بنت أحمد المعمرية، باحثة دراسات وتطوير أول بوزارة التربية والتعليم الجلسة الأولى بورقتها التي حملت عنوان "صور العُمانية في التقارير والسجلات البريطانية: تقرير الوكيل السياسي ج.ب. ميرفي عام 1929م نموذجًا"، وقالت: تميزت مدينة صور العُمانية منذ القدم بتاريخها البحري العريق الذي جعل منها محط أنظار القوى الكبرى لا سيما بريطانيا باعتبارها أحد الموانئ البحرية المهمة التي أدّت دورا حيويا في المبادلات التجارية بين عُمان وشرق أفريقيا والهند والبصرة، وكانت مركزا مهما لصناعة السفن العُمانية، وعليه كان لها سرد وتفصيل في السجلات والتقارير البريطانية التي كانت ترصد كل الأحداث في منطقة الخليج العربي.

وتناولت الباحثة في ورقتها محورين تمثل "الأول" في استعراض التقارير والسجلات البريطانية التي ورد فيها ذكر لمدينة صور مقسم إلى ثلاث مباحث أساسية حيث تناول المبحث الأول: التقارير السياسية، بينما المبحث الثاني: التقارير الاقتصادية، والمبحث الثالث: سِّير الشخصيات الصورية العُمانية. أما المحور الثاني: فركز على تقرير الوكيل السياسي ميرفي بالتحليل والتفصيل في جميع أجزاء التقرير.

وأكدت الورقة أن مدينة صور شكّلت أهمية كبيرة لدى جميع القوى الأوروبية وخاصة بريطانيا التي جعلت وكلاءها السياسيين أداة لمراقبة الأوضاع فيها وموافاتهم بالتقارير الدورية والمستمرة عن كافة المجريات والأحداث بها.

التعاملات التجارية

وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور سليمان بن سعيد الكيومي قدم الدكتور ناصر بن سعيد العتيقي (باحث تربوي أول بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة جنوب الشرقية) ورقة بعنوان "التعاملات التجارية بين عُمان وشرق أفريقيا: مخطوطة دفتر حسابات محمد المديلوي وصالح العتيقي أنموذجًا (1350- 1361هـ/ 1932- 1942م)" أشار فيها إلى أن لعُمان من خلال موانئها المختلفة صلات حضارية متنوعة وتعاملات تجارية متواصلة مع شرق أفريقيا، ومن الموانئ العُمانية التي كان لها دور كبير في التواصل الحضاري والتجاري مع شرق أفريقيا في العصر الحديث ميناء صور من خلال أنشطة التجارة البحرية عبره، مستعرضا مخطوطة أصلية تعد مصدرا يوضح وجود وكالات تجارية عُمانية في داخل شرق أفريقيا عملت في الاستيراد والتصدير للبضائع المختلفة بين عُمان وشرق أفريقيا وغيرها من البلدان في الفترة 1932- 1942م وهذه الوكالة التجارية أنموذج لهذا الوجود التجاري العُماني، واستعرض الباحث في ورقته أربعة محاور وهي، المحور الأول: أهم المواقع الجغرافية، والمدن والقرى، التي جرت فيها التعاملات التجارية، والمحور الثاني: التعريف بأسماء الأفراد الذين تعاملت معهم الوكالة التجارية، والمحور الثالث: توضيح المقاييس والأوزان والعملات الواردة في المخطوطة، والمستخدمة في تلك الفترة، أما المحور الرابع فتناول بيان أهم السلع التي تاجرت بها الوكالة، استيرادا وتصديرا، وعرض أنواع التعاملات التجارية التي عملت بها الوكالة.

العلاقة مع الكويت

وفي الورقة الثانية التي حملت عنوان "علاقة محافظة جنوب الشرقية بسلطنة عُمان مع دولة الكويت خلال النصف الأول من القرن العشرين" قال الدكتور حسام السيد شلبي، أستاذ مساعد بكلية اللغة العربية - جامعة الأزهر بالمنصورة: أدّت صور دورا مهما في تجارة الكويت البحرية، وقد أسهم ذلك في تعزيز التعاون التجاري بين المحافظة ودولة الكويت خلال النصف الأول من القرن العشرين، واتضح ذلك جليا في الوثائق الأهلية الكويتية، وتهدف هذه الدراسة إلى التعرف على دور محافظة جنوب الشرقية في تعزيز التعاون التجاري بين سلطنة عُمان ودولة الكويت، وإظهار الدور الحيوي لصور في تجارة الكويت البحرية، بالإضافة إلى توضيح دور تجّار ونواخذة الكويت وصور في تعزيز التعاون الاقتصادي بين دولة الكويت وسلطنة عُمان.

واستعرضت الورقة طبيعة العلاقات بين محافظة جنوب الشرقية ودولة الكويت، والقواسم المشتركة التي دفعت العلاقات التجارية بينهما إلى الأمام، فضلا عن مكانة صور في عالم الخليج العربي والمحيط الهندي، ودورها في تجارة الكويت، وأشكال العلاقات التي تمت بين نواخذة صور ونواخذة الكويت، وقد اعتمد الباحث في دراسته على الوثائق الأهلية الكويتية، والتي من أبرزها: الروزنامات البحرية، ودفاتر حسابات ومراسلات العائلات التجارية، بالإضافة إلى المصادر العربية والأجنبية.

مصيرة وتأثيرها

في حين قالت الدكتورة بهية بنت سعيد العذوبية، الحاصلة على شهادة الدكتوراة في التاريخ الحديث والمعاصر في ورقتها حول "جزيرة مصيرة وتأثيرها الجيوستراتيجي في أربعينيات القرن العشرين": تقع جزيرة مصيرة في الجنوبي الشرقي من سلطنة عُمان، وتعد جزيرة مصيرة من أكبر الجزر التي تطل على بحر العرب، إذ وجّهت القوى الاستعمارية أنظارها إليها بسبب موقعها الاستراتيجي ومميزاتها الطبيعية، وبالتالي أدّت دورا استراتيجيا مهما في فترة ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين كمحطة قدمت تسهيلات عديدة للطيران البريطاني والأمريكي في أربعينيات القرن العشرين.

وتطرقت العذوبية في ورقتها لأهمية جزيرة مصيرة من الناحية الجغرافية والاستراتيجية أثناء الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى الاتفاقيات التي وقعها السلطان سعيد بن تيمور للاستفادة من خدمات الجزيرة.

وتتبّعت الباحثة في ورقتها الأوضاع السياسية والعسكرية التي سادت عُمان والعالم في فترة الأربعينيات من القرن العشرين، كما حللت الاتفاقيات العسكرية بين السلطان سعيد بن تيمور والقوى الكبرى للاستفادة من خدمات جزيرة مصيرة، ودراسة وتحليل التأثير الجيوستراتيجي لجزيرة مصيرة في فترة الأربعينيات.

المواقع الأثرية المكتشفة

فيما تناول الباحث سلطان بن سيف البكري، مستشار وزير التراث والسياحة للتراث بوزارة التراث والسياحة "تاريخ البحث الأثري في محافظة جنوب الشرقية وأبرز المواقع الأثرية المكتشفة"، مشيرا إلى أن محافظة جنوب الشرقية تعد من أكثر المحافظات التي حظيت بمسوحات وتنقيبات أثرية، وقال: تعود الدراسات إلى بداية الثمانينيات من القرن الماضي حتى وقتنا الحاضر، حيث إنها محل اهتمام كبير من قبل علماء الآثار والأنثروبولوجيا لكون المحافظة تضم عددا كبيرا من المواقع الأثرية التي يمتد الاستيطان البشري فيها لأكثر من 10 آلاف عام.

وأضاف البكري: كشفت الدراسات الأثرية عن وجود مستوطنات تعود للعصر الحجري الحديث في منطقة السويح والخبة اعتمدت حياة سكانها على صيد الأسماك في مياه الأخوار التي تنمو بها أشجار القرم وتكثر بها الأسماك. ومع بداية العصر البرونزي شهدت المناطق الساحلية نقلة ثقافية واقتصادية كبيرة ناتجة عن التجارة مع الحضارات والدول المجاورة كبلاد السند ودلمون وبلاد فارس وبلاد الرافدين. ويرجع هذا إلى اكتشاف النحاس في عُمان وحاجة هذه الدول وخاصة حضارات ما بين النهرين لهذا المعدن. وبدأ يبرز اسم مجان في الكتابات المسمارية الأكادية في نهاية الألفية الثالثة قبل الميلاد كمورد أساسي لمعدن النحاس. ومن أبرز الموانئ الساحلية من هذه الحقبة هي رأس الجنز ورأس الحد. واستمرت هذه التجارة مزدهرة حتى نهاية الألفية الثانية قبل الميلاد. ونشطت التجارة في محافظة جنوب الشرقية مجددا في العصر الإسلامي وبلغت أوجها في القرون الوسطى وتحديدا في القرن الثالث عشر الميلادي، حيث برزت مدينة قلهات كميناء تجاري ارتبط مع بلاد الهند واليمن وفارس ودول جنوب شرق آسيا وكانت تجارة الخيول من أبرز ما كان يصدر من هذه المدينة.

العمارة والتأهيل

وحول العمارة والتأهيل للتحصينات الدفاعية بمدينة صور قال الدكتور زكريا طعمة قضاة خبير هندسة ومحاضر غير متفرغ بقسم الهندسة، بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمسقط: اشتهر أهل عُمان ببناء القلاع والحصون والأبراج والأسوار المنتشرة في كافة مناطقها والتي تعد شاهدا حيّا على الرقي الحضاري الذي وصلت إليه خلال مختلف العصور التاريخية. وتمثل القلاع والحصون العُمانية المنتشرة في مختلف مناطق وولايات سلطنة عمان براعة فن وهندسة البناء العُمانية وتفاعلها التام مع احتياجات الإنسان العُماني. ومحافظة جنوب الشرقية كغيرها من محافظات السلطنة غنية بهذه المعالم التاريخية. ومركزا على دراسة حصون "العيجة، بلاد صور، رأس الحد والسنيسلة" في ولاية صور عرّف الباحث بمباني الحصون التراثية في محافظة جنوب الشرقية من حيث أنواعها وأشكالها ووصف وحلل عناصرها المعمارية ومواد البناء المستخدمة.

واستعرض الباحث خرائط هندسية متكاملة تبعها وصف تحليلي هندسي سعى إلى استقصاء السمات المعمارية للمباني في محورين: ميداني توثيقي هندسي لكامل مباني الدراسة، ومحور تحليلي للمباني لننتهي برسومات هندسية شاملة.

المعثورات الأثرية

واختتمت الباحثة في مجال الآثار وضحة بنت محمد الشكيلية، رئيسة قسم الجرد والتوثيق بالمتحف الوطني جلسات اليوم الثاني بورقة حملت عنوان "أهمّ معثورات المواقع الأثريّة ودلالاتها بمحافظة جنوب الشّرقيّة" وقالت: تعد سلطنة عُمان من أهم المراكز الحضارية التي تميزت بمقومات بيئية وثروات طبيعية سهَّلت الاستيطان البشري ومكنته من التفاعل المباشر مع محيطه المجاور. وقد كشفت بدايات العمل الأثري في عام 1952م عن عدة مواقع أثرية شهدت أعمالا ميدانية عديدة تمثلت في المسوحات، والتنقيبات، والدراسات والبحوث من قبل بعثات وجامعات دولية بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة (وزارة التراث والثقافة سابقا). وقد كانت هذه المواقع عبارة عن مستوطنات، وأسوار، وأبراج أو مبان دفاعية ومدافن متضمنة رسوما ونقوشا صخرية وعددا من اللقى الحجرية، والفخارية، والمعدنية. ويعد موقع HD-6 في رأس الحد بولاية صور، وSWY-1 وSWY-11 في السويح بولاية جعلان بني بوعلي من أقدم المواقع المعروفة على ساحل بحر العرب، فهي تعود إلى نهاية الألف السادس قبل الميلاد، وكان ارتفاع مياه البحر، آنذاك، قد بلغ المنسوب الحالي.

أعمدة
No Image
كلام فنون: موشحات البلد في ليون الفرنسية
في النصف الأول من شهر مايو الماضي، تشرفنا أنا وأعضاء فرقة البلد الموسيقية الغنائية بدعوة كريمة من إدارة المتحف الوطني العُماني لإحياء حفلتين في متحف الفنون الجميلة بمدينة ليون الفرنسية بمناسبة الاحتفال بيوم عُمان «رحلة إلى أرض اللبان».كانت هذه تجربتنا الأولى خارج عُمان، قدمنا خلالها أعمالنا الموسيقية الجديدة في إطار...