ثقافة

ندوة تبحث أهمية الحارات التاريخية في ظفار وسبل تطويرها

18 أكتوبر 2022
أوصت بإنشاء لجنة خاصة بتجمعات المباني التاريخية
18 أكتوبر 2022

أوصت ندوة «الحارات التاريخية في محافظة ظفار» التي نظمتها المديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار بالتعاون مع جامعة ظفار وأقيمت أمس، بإنشاء لجنة خاصة بتجمعات المباني التاريخية مشكّلة من جميع الجهات المختصة لتنفيذ خطط وبرامج الوزارة بسهولة والحفاظ على الحارات العمانية القديمة والاستمرار في توثيق الحارات بالتعاون مع المؤسسات العلمية وتكثيف حملات التوعية المجتمعية بأهمية الحارات القديمة لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في هذه الحارات لما تمثله من إرث تراثي وحضاري وسياحي مستدام لجذب السياح سواء من الداخل أو الخارج، كما أوصت بضرورة الاستمرار في الرؤية الاستثمارية للحارات القديمة والقلاع والحصون وجلب الاستثمارات الداخلية والخارجية لتنمية وإحياء هذه الحارات مع إعطاء الأولوية للشركات المحلية وتقديم كل التسهيلات اللازمة لذلك، وسعت الندوة لمناقشة المواضيع المختلفة المتعلقة بالحارات القديمة وتبادل الأفكار والتجارب الناجحة من خلال المشاركة من مختلف الجهات الحكومية والأهلية، وأيضا دعوة الباحثين والدارسين في مجال التاريخ والعمارة ودعوة المجتمع المحلي من أجل المساهمة في الحفاظ على الحارات التراثية القديمة.

وكانت الندوة التي تناولت حالة المجمَّعات التراثية الثقافية في محافظة ظفار، وما وصلت إليه والمخاطر المحيطة بها من زحف عمراني وتقلبات مناخية والطرق والأساليب المناسبة للمحافظة عليها، وكيفية توظيفها في الجانب الثقافي والسياحي والتعريف بقيمتها الثقافية والاقتصادية والسياحية والخطط والاستراتيجيات التي وضعت لإدارتها، قد أقيمت بمشاركة أحمد بن محاد المعشني (باحث ثقافي أول بالمديرية العامة للثقافة والرياضة والشباب)، حيث قدم ورقة عمل تناول فيها ملامح التخطيط الحضري والمعماري لمدن وأحياء ظفار القديمة، وقال «المعشني»: إن نظام تخطيط الحارات القديمة كان لا يهتم بالشكل الجمالي للتخطيط والتنسيق بين المباني والمرافق الأخرى في الحارات، مضيفا إن كل البيوت كانت مداخلها باتجاه الجنوب بهدف استقبال نسيم الهبوب الذي يأتي من البحر من أجل تبريد البيت وتهويته، كما تناول أشكال البيوت القديمة وطرق تصميمها ومسميات مرافق البيت.

كما شارك عيسى بن صالح الهدابي (رئيس قسم المعالم التاريخية بدائرة القلاع والحصون والمعالم التاريخية) بورقة عمل تناول فيها جهود الوزارة في الحفاظ على الحارات القديمة، موضحًا أنه في عام 2007 قامت وزارة التراث والسياحة بحصر وتسجيل الحارات القديمة بالتعاون والتنسيق مع مكاتب الولاة وإعداد سجل خاص لها مع أخذ الإحداثيات والصور الفوتوغرافية لها، وكانت المرحلة الثانية من الحصر في عام 2010 حيث تضمن التوثيق في هذه المرحلة القيمة التاريخية والاجتماعية والحالة المعمارية والموقع الجغرافي وذلك من خلال القيام بأعمال ميدانية تتمثل في تعبئة استمارة التسجيل وعمل الرفوعات الهندسية والرسم المساحي وتحديد مكونات وعناصر الحارة مع إضافة الصور وإحداثيات الحارات وذلك بالتعاون مع الجامعات والمؤسسات العملية داخل وخارج سلطنة عمان.

وأكد «الهدابي» على أن وزارة التراث والسياحة دشنت حتى الآن 16 دراسة توثيقية للحارات التاريخية تتضمن الأهمية التاريخية والحضارية والاجتماعية والمعمارية للحارات وتحتوي على خطة إدارة التراث من خلال تقييم البنى الأساسية للحارات مثل الخدمات والزراعة والري، كما تحتوي الدراسة على المخاطر الإنشائية وحالة الحفظ والصون ويتضمن التوثيق أيضا على خطة تأهيل وتطوير الحارات.

وشارك الدكتور رافع بن سالم بن عمر الشنفري (عضو مجلس إدارة شركة الحافة الأهلية للتطوير والاستثمار) بورقة عمل حول مشروع تطوير حارة الحافة القديمة واستعرض مراحل تطويرها، مشيرا إلى أن حارة الحافة القديمة تأثرت مبانيها كثيرًا بالعوامل البيئية حيث إن جميع المنازل القديمة تأثرت أسطحها بشكل أو بآخر، وأن الكثير منها تعرض للانهيار الكامل أو الجزئي، لافتا إلى أن عملية تطوير الحافة القديمة سوف تبدأ في عام 2023 وأن مرحلة التطوير سوف تكون على مراحل لمدة عشر سنوات، إضافة إلى ذلك استعرض المهندس هاشم بن أحمد سالم عيديد من دائرة التخطيط ببلدية ظفار من خلال ورقته دور البلدية في تطوير الخدمات بالأحياء التراثية.

تجدر الإشارة إلى أن عدد الحارات والتجمعات التاريخية في مختلف محافظات سلطنة عمان بلغ 1036 حارة تاريخية بحسب إحصائيات وزارة التراث والسياحة. وقال علي بن سالم المعشني في كلمة المديرية العامة للتراث والسياحة في الندوة التي أقيمت في جامعة ظفار: إن وزارة التراث والسياحة أولت اهتمامًا كبيرًا بالتجمعات التراثية الثقافية والحارات التاريخية في مختلف محافظات سلطنة عمان، مشيرًا إلى أنه خلال المرحلة السابقة قامت الوزارة بالتعاون مع العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة لحصر وتوثيق وترميم العديد من هذه التجمعات بغية الحفاظ على هذا الإرث وتوظيفه ليكون رافدًا ثقافيًا واقتصاديًا ومنتجًا سياحيًا نتفاخر به.