ثقافة

متحف الفيصل للفن العربي الإسلامي يؤصل للحضارة العربية بـ 36 مخطوطا

15 ديسمبر 2022
15 ديسمبر 2022

الرياض "العُمانية": يعرض متحف الفيصل للفن العربي الإسلامي مجموعات يحفظها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية؛ يهدف إلى الإسهام في التعريف بالجوانب المشرقة للحضارة الإسلامية التي تتميز بشموليتها، ووحدة مكوّناتها، والثراء والأصالة في كل ما تطرقت إليه من علوم وثقافة وفنون عبر الحفاظ على التراث الإنساني، وإثراء المَشهديْنِ الأكاديميّ والثقافيّ بإتاحة المصادر والمراجع العلمية وتحفيز الحوار بين الباحثين والمفكرين والفنانين وكل من لديه فضول للمعرفة.

ويركز المتحف عبر أنشطته على مقتنيات الحضارة الإسلامية؛ ذلك لإنه لم يتهيأ لأي حضارة أخرى ما تهيأ لحضارة الإسلام مـن تعـدد المجالات، واتساع الرقعة الجغرافية، والامتداد الزمني.

وللمتحف أربعة مهام رئيسة وهي: إدارة المقتنيات، وتقديم الدراسات والأبحاث، وترميم وتجليد المخطوطات، وتنسيق المعارض والفعاليات.

ومنذ مطلع العام الحالي وحتى الآن يستضيف المتحف معرضًا يضم ٣٦ مخطوطًا ومطبوعًا تم اختيارها من بين 178 ألفًا و500 من مقتنيات مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية؛ لتنوّعها وتميّزها من حيث القدم والحجم، من بينها المصحف المملوكي، والنسخة الوحيدة في العالم من كتاب "أخبار النساء" لأسامة بن منقذ.

وتحت عنوان "أسفار" قسّم المعرض إلى 6 أقسام؛ السفر الأول عنوانه "رحلة العلم" وفيه كتاب "كليلة ودمنة" لابن المقفّع وهي ثاني أقدم نسخة في العالم وتحتوي على منمنمات - صورة مزخرفة في مخطوط - إضافة إلى مخطوطات أخرى.

أما السفر الثاني فجاء تحت عنوان "هامات فنية" وأبرز ما فيه كتاب "البيان والتبيين" للجاحظ، ويعد من الكتب المهمة في الأدب العربي وهو مكتوب على ورق، فيما حوى السفر الثالث بعنوان "النساء ووقف العلم" على المصحف المملوكي من أكبر مخطوطات المركز من حيث الحجم.

والسفر الرابع جاء تحت عنوان "خطة بيراعة" وأبرز ما جاء فيه كتاب "العبر" وديوان "المبتدأ والخبر" لابن خلدون وعليه تعليقات وتعديلات بخط المؤلف نفسه، فيما جاء السفر الخامس بعنوان "مخطوطات فريدة"، وحوى مجموعة رسائل للإمام مالك كُتبت في القرن السابع عشر الميلادي، ومخطوط "موريسكي غرناطة"، أما السفر السادس فكان تحت عنوان "عالم جوتنبيرغ" وفيه كتاب "تاريخ نعيما" من مطبوعات مطبعة إبراهيم متفرقة.

الجدير بالذكر أن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أُسّس في عام ١٩٨٣م بالمملكة العربية السعودية، وأصبح منارة للبحث والعلم والثقافة، وينتج بحوثًا أصيلة في العلوم الإنسانية والاجتماعية، ويوفر منصة للباحثين وللمؤسسات البحثية محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا للمناقشات العلمية وللحوار بين الثقافات المختلفة.

وتصدر دار الفيصل الثقافية -وهي ذراع النشر للمركز- الكتب والدوريات في الموضوعات التي تهم المجتمعات العربية والإسلامية والعالمية، ويمتلك المركز مكتبة ضخمة ومجموعات كبيرة وفريدة من المخطوطات الإسلامية والتحف التراثية تُعرض أبرزها بالمتحف، ويحفظ أيضًا المركز من خلال دارة آل فيصل أرشيفات الملك فيصل وأسرته، ويعد مرجعًا مهمًّا للباحثين فيما يخص تاريخ المملكة العربية السعودية الحديث.