22
22
ثقافة

"عُقدة ... فعُقد" عمل فني لماجدة الرحبية يستنطق الهوية في الممارسات العربية

25 مايو 2021
قدم ضمن فعاليات الملتقى الدولي للفيديو آرت بالسعودية
25 مايو 2021

(لا تعش تفكك عقد الحياة فهي معقدة جدا، ولربما جهدك هذا يفضي بك إلى عقد أخرى .. أقطعها فقط ) بهذا العبارة أسدلت الفنانة و الباحثة في الفنون البصرية ماجدة الرحبية في الستار على عملها الفني "عُقدة ... فعُقد" مستنطقة الهوية في الممارسات العربية بصفة الفيديو آرت وسيطا للتعبير ... هذا العمل الفني الذي تشارك به (الرحبية) ضمن فعاليات الملتقى الدولي للفيديو آرت بالسعودية تقدم من خلاله رؤية لمفهوم فني عميق يعبر عن قضية اجتماعية، مهتمة على بعض العناصر لتشير فيها إلى هويتها الفردية والتي هيه جزء لا يتجزأ عن الهوية العمانية، حيث يظهر في بداية العرض في المشهد يد ان لرجل يرتدي دشداشة عمانية بيضاء ويتخللهما حبل من ليف النخلة (الشكل 1) يحاول عقد الحبل تارة ومده تارةً أخرى ،ويظهر عليه القلق والتردد ،وتلف هذا المشهد موسيقى مضطربة نوعًا ما تتدرج في نغمتها هبوطًا وارتفاعًا لتوصل المشاهد إلى المشهد الأخير وهو قطع الحبل بأداة حادة (الشكل 2) حيث حملت الفنانة والباحثة ماجدة الرحبية هذا العمل رسالة للمشاهد تقول أن ليست كل الأقدار في الحياة والعثرات والمشكلات تتطلب منهُ أن يقف عليها ويحاول تبريرها وتحليلها ، فبعض ما يعترضك قد لا يستحق التفكير به.

وفي محاضرة لها أعقبت عرض العمل الفني تناولت الباحثة ماجدة الرحبية في دراستها مقدمتها عن البدايات الأولى لظهور فيديو آرت وأشهر رواده وتاريخ دخوله للمنطقة العربية ثم البحث عن مدى تسخير الفنان العربي هذه الإمكانات وهذا الفن في إبراز هويته العربية وإظهار قدراته الفنية والجمالية.

وتطرقت الباحثة في المبحث الأول إلى مفهوم الفيديو آرت وتاريخ تطوره وأشهر رواده ،أما في المبحث الثاني فاستعرضت دخول الفيديو آرت في المنطقة العربية والكشف عن قدرة الفنان العربي على مواكبة التقنيات الحديثة للفيديو آرت ، وفي المبحث الثالث أستعرضت نماذج من هذه الأعمال وتحليلها بالنظر إلى مؤشرات المعالجات البنائية داخل العمل، والمفردات الموظفة فيه، والموضوع المنتقى بما يجسد بيئة الفنان ورموزها الثقافية، تلحق الباحثة تجربتها الخاصة في الفيديو آرت كأحد عينات الدراسة .

وخلصت الباحثة في دراستها إلى أن تطور التقنيات والتكنولوجيا وتقاطعها مع الفن يُفسر ظهور نُظم فنية مُعاصرة وأدوات تعبيرية جديدة يُعالج بها الفنان قضاياه المعاصرة مُقدمًا لجمهوره لغة تعبيرية غنية، وأن التكنولوجيا والوسائط التقنية تسفر عن حلول إبداعية في حل المشكلات وتسمح للفنان بالتفكير في تخصصات متعددة وبشكل أوسع وأكثر وضوحًا، وتعد الفنان للاستكشاف والاستفادة منها باستمرار، كما توصلت الدراسة إلى عدم انسلاخ الهوية العربية في ممارسات فناني الفيديو عند استخدامهم وسيط الفيديو للتعبير عن قضاياهم ورؤاهم ، مستفيدين من التجارب الغربية والتقنيات الحديثة في تقديم أعمال أصيلة.

وشملت عينة الدراسة جزءا من مجتمع بحثي واسع ضم كل أقطار الوطن العربي، وحُيِّد الاختيار بعينة من أعمال فيديو آرت لفنانين عرب ذات أداء فني وجمالي، في الحدود الزمنية بين عامي (2000-2020)، بالنظر إلى مؤشرات المعالجات البنائية داخل العمل، والمفردات الموظفة فيه، والموضوع المنتقى بما يجسد بيئة الفنان ورموزها الثقافية، لخمس عينات، بما يتفق مع منهج البحث لتحقيق أهداف الدراسة، وقد ضم البحث أعمال كل من الفنان محمد حرب ( بدون نوافذ)، والفنان عمار البيك ( كانوا هنا) والفنانة الدكتورة فخرية اليحيائية (احتيار... اختيار) ، والفنانة بدور الريامية (أول الاحتراق ...آخر الدخان) والفنان حسن مير (عمل فيديو تركيبي : التباس).