No Image
ثقافة

صدور "كتاب التلميذ الحكيم" للكونغولي انزونغو سول

07 نوفمبر 2022
07 نوفمبر 2022

برازافيل "العُمانية": صدر للكاتب والفنان الكونغولي الراحل انزونغو سول كتاب "التلميذ الحكيم" الذي كتب مقدمته ابنه نيلسون بعد قرابة أربع سنوات من وفاته. يوجه الراحل من خلال كتابه عددًا من النصائح تدور في مجملها حول فائدة الوقت وضرورة استخدام الزمن لتفادي الأخطاء. وتقول بعض هذه النصائح المصرفة في المخاطب الحاضر: "طيلة حياتي، نقلت إليك كلماتي وحركاتي لكي تكون أكثر قوة في غيابي، لأنها ممتلئة بحضوري، ها أنذا أغادر، وسأظل بالنسبة لك حضور غياب، ولكن أيضا غياب حضور، وتذكر بأن الحاضر يمثل دائما أكبر هدية للحاضر نفسه، وفي الزمن الدائري، اليوم هو غد الأمس".

ويصف المؤلف في كتابه الثقافة الكونغولية كثقافة احتفظت بتقاليد الأجداد وبطقوس ورموز صامتة في أغلب الأحيان في نظر الإنسان الحديث، ويتناول بتفصيل أكثر ثقافة "بانتو" التي ينتمي إليها ويكشف بداخلها عن لغة "لاواعية" يجهلها معظم المتلقين. كما يعرج كتاب "التلميذ الحكيم" على اللغة المخفية لكل تلك اللهجات المليئة بالمعلومات الثمينة حول العلاقة الميتافيزيقية مع العالم المحيط بالبشرية، ويعزز "انزونغو سول" أطروحاته ببعض النكت التي عثر فيها على حالات من "الرعب الميتافيزيقي". ويؤكد المؤلف على أنه لا يدعي العثور على علم وإنما على معرفة صارمة لم ينشئها بل اكتشفها أو أعاد اكتشافها من خلال المساءلة، ثم إنه أراد ببساطة إنشاء قاعدة بيانات لحفظ نمط حياة الأسلاف الذين تركوا لورثتهم وصية شفوية وطلبوا منهم ضمنيا كتابتها، مشيرا إلى محاولته استخدام أضواء الماضي لإنارة ظلام المستقبل في الحاضر.

ومن أجل تقريب الفكرة، يتتبع "انزونغو سول" مغامرة طفل من الكونغو يحلم، بعد دراسته في الجامعات الغربية، بإنشاء جسر بين الثقافات وتحويل جميع الاختلافات الثقافية إلى قاعدة مشتركة من خلال رؤية أنثروبولوجية عالمية.