ثقافة

خلفان البوسعيدي في رحلة التوثيق والاشتغال على تتبع أثر علماء عُمان

17 نوفمبر 2022
عبر حضوره الأدبي النوعي في البحث والتأليف
17 نوفمبر 2022

العُمانية: تتجسد تجربة الكاتب العُماني خلفان بن سالم البوسعيدي في حضور أدبي نوعي، بدءا من البحوث والتأليف ومرورا بالتوثيق والاشتغال على تتبع أثر علماء عُمان في شتى صنوف الأدب. وقد صدر للكاتب "الدُّرر البهية مِنْ أجوبة الشيخة العالمة عائشة الرِّيامية"، و"العلامة حبيب بن سالم أمبوسعيدي ـ حياتُه وآثارُه ـ"، و"طلائع الفتح في تاريخ صاد والفتح"، و"مطالع السعود في حياة العلامة محمد بن مسعود" كما للكاتب البوسعيدي مشاركات في العديد مِنَ الندوات العلمية والأدبية على مستوى سلطنة عُمان.

وحول البدايات مع الكتابة يقول: بدأت بقراءة كتب اللغة والفقه والأدب عندما كنتُ طالبًا في معهد السلطان قابوس بصحار وركَّزتُ كثيرًا على تلاوة القرآن الكريم، وخصَّصتُ وقتًا لِفنِّ الخِطابة وقراءة الشِّعر ونظمه وكانت بداية تأليفي في عام 1424هـ ـ 2003م بكتاب مطالع السعود، وقد وصلتْ مؤلفاتي إلى 20 ما بين كتاب وبحث وأراجيز وأشعار.

وحول فروع العلم التي يكتب فيها يشير: تعدَّدتْ المجالات التي طرقتُ بابَها ومنها السِّيرُ والتراجم التي تهتم بحياة العلماء والفقهاء والقادة والأعمال التي قاموا بها، والمآثر التي خلَّدوها، والآثار العلمية التي تركوها، ولم أتعمق في رياضِ الأدبِ وفنونه، بل أخذتُ نزرًا يسيرًا منه، فباعي قصير في حَلبته وميدانه، أمَّا جانب التربية فقد كتبتُ فيها بعضَ المقالات، ولِي في تاريخ الولاياتِ والقرى وآثارها مباحثَ عِدَّة، ودراساتٍ مختلفة وهي تشملُ القلاعَ والحصونَ والحارات والأفلاج.

وعن المشاركات في الندوات العلمية يضيف: شاركت في العديد من الندوات العلمية منها بحث بعنوان " ندوة أدم عبر التاريخ " والمشاركة في بحث المدارس التعليمية في عمان قديما وحديثا وبحث عن الشيخة عائشة بنت راشد الريامية وندوة شاعر الجَوْف الشيخ المر بن سالم الحضرمي وهنالك بحوث لم تنشر بعد، منها بحث عن العلامة محمد بن مسعود الصارمي، آثاره العلمية والأدبية و"الهبات والمنح في تاريخ ولاية منح" يقع في ثلاثة مجلدات، وفي مجال الشعر شاركتُ في عدد من المهرجانات بقصائد منوعة ولدي منظومات شعرية جاهزة للطباعة وهي "منظومة سواطع الفرقان في توحيد أمة القرآن" 100 بيت وغيرها من الأعمال.

وتطرق إلى حُبِّه لِسبر أغوارِ التاريخ وتراث العلماء والأدباء فقال خلفان البوسعيدي إنَّ تاريخَ العلماء والأدباء وغيرهم، مِمَّن أناروا أُفق البلاد بآرائهم السديدة، ومؤلفاتهم الثمينة، لا ريب أنه يصقل المعارف، ويُنيرُ الفكر، ويفسحُ للباحث فرصة التعرُّف على هذه القامات العلمية والشخصيات البارزة التي لها القدح الْمُعلَّى في ميدان العلوم والمعارف، والتي أنتجتْ للأمة معارف شتى، ومباحثَ مختلفة.

وفي شأن إقبال القارئ على الكتاب العُماني وتأثير التقنيات الحديثة أضاف قائلا: نتيجة التطور التكنولوجي المستمر الذي يشهده العالم بأسره، نرى مؤشرات انحسار القراءة بدأتْ تلوحُ في الأفق، وقد قلَّ الإقبال على الكتاب العُماني، ولكن بحمد اللهِ تعالى هناك شريحة كبيرة في المجتمع تتطلع إلى القراءة المستنيرة في كل يوم، أما التقنيات العالمية والمتطورة فكان لها دور كبير من جهة أخرى في تسهيل عملية البحث منْ مظانها المختلفة، وهي نعمة عظيمة للباحث عن المعرفة التي يجدها في لمح البصر أمام ناظريه ولا يؤثرُ وجود الكتاب في الشبكة المعلوماتية أو في وسائل التواصل الاجتماعي، بل يزيدها إقبالا في الشراء، ذلك لأنَّ الكتاب الورقي في نظر كثير من الناس أسهل في تصفحه بكثير عن الكتاب الإلكتروني الذي له آثار جانبية على الإنسان، وضرر كبير على صحته.

وعن دور المعارض والمكتبات والمراكز الثقافية للمؤلف والباحث والقارئ قال: لا شك أنَّ المعارض والمكتبات والمراكز العلمية لها دورٌ كبير وفعَّال في التعريف بالمؤلف وإسهاماته الإنتاجية، وهي تعمل بشتى قنواتها الإعلامية للترويج للكتب الثمينة التي يستفيد منها المجتمع والدليل على ذلك معرض مسقط الدولي للكتاب الذي يسهم بشكل كبير في الترويج للمؤلف العُماني بما يتضمنه من ندوات ومناقشات علمية وأدبية وتبادل الأفكار والرؤى بين الباحث والناشر والقارئ.

وأشار البوسعيدي في ختام حديثه إلى أهمية دعم المؤلف العُماني الذي سخَّر حياته للتأليف والتحقيق والتصنيف، فهو يعمل مثل خلية النحل في يومه وليله فتارة يرجع إلى مخطوطٍ قد تهالك ويأخذ جلَّ وقته، وتارة أخرى يقرأ الكتب المطبوعة ويجني من رحيق أزهارها، وهكذا دأبه في الصباح والمساء، كما تواجه المؤلف العُماني تحديثات مثل ارتفاع أسعار المطابع والورق، وتكاليف الطباعة والتنسيق وغيرها كثير.