بمباركةٍ سامية من لدن المقام السامي .. إطلاق جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري
- تستهدف الشباب العُماني المتخصص في مجالات العمارة والتصميم
- دورة الجائزة سنوية وتطوف بمحافظات سلطنة عُمان المختلفة.
- جوائز قيّمة للفائزين، وقيمة مضافة تسعى الجائزة لتحقيقها.
"عمان" : بمباركة سامية من لدن المقام السامي مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ أطلق صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم بن طارق آل سعيد جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري، والتي تستهدف الشباب العُماني المتخصص في مجالات العمارة والتصميم، بما فيهم الدارسون والباحثون عن العمل ممن تنطبق عليهم شروط المسابقة.
وتأتي الجائزة انسجامًا مع رؤية وتطلعات سلطنة عُمان المستقبلية في تطوير مناطقها ومحافظاتها المختلفة معماريًا، بما يتناسب مع بيئتها الجغرافية وهويتها الحضارية، وتماشيًا مع التطور الحاصل في مجال العمارة والتصميم حول العالم، حيث تُعنى بطرح مسابقة محليّة سنويّة برؤية عالمية، في مواضيع مختلفة في التصميم المعماري من سنةٍ إلى أخرى، تهدف للمنافسة على تصميم وابتكار مشاريع معمارية فريدة في مناطق معيّنة بسلطنة عُمان ذات طابع معماري مميز يجمع بين الأصالة والمعاصرة ويمكن تبنيها على أرض الواقع.
- الجائزة .. أهداف وتطلعات ورؤى
وفي تصريح حول الجائزة أكد صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم بن طارق آل سعيد أن المسابقة حظيت بمباركةٍ سامية من لدن المقام السامي مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ، حيث بارك جلالته أعزّه الله فكرة المسابقة وتوجهاتها، وأثنى على الأهداف التي تنشدها، مؤكدا سمّوه أن هذه المباركة السامية تمثّل دافعًا للجائزة نحو السعي إلى تحقيق رؤاها وتطلعاتها.
وأشار "سموه" إلى أن فكرة الجائزة تكمن في إطلاق مسابقة محلّية برؤية عالميّة، تستهدف الشباب العُماني المتخصصين في مجالات العمارة والتصميم؛ لتقديم تصاميم معمارية وحضرية حديثة برؤى فنّية تجمع بين الأصالة والمعاصرة لتطوير منطقة جغرافية محددة في سلطنة عُمان، يتم اختيار الأفضل منها للتنافس والتأهل للفوز بالجائزة، وأضاف سمّوه بأن هناك أهدافًا عديدةً نسعى إلى تحقيقها.
وحول الرسالة التي تحملها جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري؛ قال سموّه "إن الجائزة بطبيعة الحال تستهدف الشباب العُماني، لذلك فإن رسالتنا وغايتنا في هذا المجال تكمن في استثمار وتمكين القدرات والمهارات المعمارية الوطنية، لتطوير مناطق مختلفة بسلطنة عُمان تسهم في تحقيق قيمة مضافة، ولعل المسابقة التي تتضمنها هذه الجائزة هي إحدى السبل المواتية لاستثمار قدرات الشباب وتمكينهم في هذا الجانب، كما أنها قد تكون بوابة لهم نحو العبور إلى المستقبل بأفكار وتطلعات أكثر إبداعًا، وهذا الإبداع نأمل أن ينعكس على أرض الواقع".
وحول الأهداف التي تسعى الجائزة لتحقيقها، أكد "سمّوه" أن الهدف الأسمى هو الاستماع إلى صوت الشباب بطريقة مختلفة؛ ترجمةً لما تفضّل فوجّه به مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ نحو ضرورة الاهتمام بالشباب العُماني والاستماع إليهم، لذا فإننا من خلال هذه الجائزة ومسابقتها سنحرص على الاستماع إلى أفكار الشباب بطريقةٍ فنية تسعى نحو التطوير الحضري والإبداع في مجالات العمارة والتصميم المرتبط بهما، ومن جانبٍ آخر فقد حرصنا على أن يكون هنالك هدفٌ عامٌ لهذه الجائزة يحمل شعار "نحو نمطٍ معماري عُماني مُبتَكرٍ ومعاصِر"، وربما يكون هذا الهدف أقرب إلى الجانب الفني، مع عدم إغفال الأهداف الأخرى التي ترتبط بالمجتمع المحلي، أو تمكين وتطوير قدرات الشباب، هذا عوضًا عن الإسهام في تحقيق تطلعات رؤية عُمان 2040، من خلال ما ستوفره الجائزة من مخرجات وتصورات تطويرية سواءً كانت لمشاريع قائمة، أو ابتكار مشاريع جديدة.
وحول الهدف العام للجائزة وما يحويه من مضامين ودلالات؛ أكد صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم بن طارق آل سعيد، أن النمط المعماري العُماني ثري ويحظى بتنوع كبير في مختلف محافظات سلطنة عُمان، وقد أسهمت طبيعة البلد وجغرافيته في تحقيق هذا الثراء، فربما يلاحظ أي زائر لسلطنة عُمان أن النمط المعماري الجبلي على سبيل المثال يختلف عما هو عليه في السهل، وكذلك يختلف نمط الساحل عن نمط الداخل، وربما سعى المصممون طوال السنوات السابقة إلى تقليد تلك الأنماط، فظهرت مشاريع ومرافق تقليدية قائمة في تصميمها على النمط العمراني القديم، وهناك القّلة ممن سعوا إلى تطويرها، أو التحديث فيها بما يجعلها أنماطا عمرانية مواكبة للعصر، وهذا بما لا يضر بخصوصيتها العُمانية، أو يشوّه عناصرها الإبداعية، لذلك تحرص الجائزة على أن تكون المقترحات والتصورات والمشاركات المقدمة في مسابقتها مبتكرة ومعاصرة، ومستدامة في الوقت ذاته.
وحول الفئات التي تستهدفها جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري؛ أوضح سمّوه أن الجائزة حرصت على أن تخاطب الشباب العُماني بجنسيْه، حيث يمكن للشباب العُماني المتخصصين في مجالات العمارة، والتصميم، والتخطيط الحضري أن يشاركوا في المسابقة المُعلنة، وقد حرصنا ألا نمد في الفئة العمرية كثيرًا، وقنّنا عمر المشاركين بما لا يزيد عن 35 عامًا بمن فيهم الباحثين عن عمل، والطلاب، وذلك بهدف إتاحة فرصة أكبر للشباب في هذه الفئة العمرية للمشاركة، وتجنب منافستهم من فئات عمرية أكبر قد تكون أكثر خبرة منهم في هذا المجال، وهنا تأكيد على أن من أهداف المسابقة تنمية المهارات والقدرات للمشاركين، كما أن الجائزة تتيح للشباب المشاركة في مسابقتها إما على شكل فردي لكل مشارك، أو على شكل فريق لا يزيد أعضاؤه عن ثلاثة أشخاص يمكنهم تقديم مقترحهم بشكلٍ جماعي يحمل أسماءهم، مع مراعاة الالتزام بشروط المسابقة.
وحول الجديد الذي تمتاز به الجائزة عن غيرها؛ صرّح سموّه بأننا ومنذ بداية التفكير في إطلاق هذه الجائزة، فقد كان لدينا رؤية لتكون هذه الجائزة مغايرة عن نظيراتها من الجوائز المحليّة؛ لذلك كان التفكير ينصب لما بعد الإعلان عن الفائز بالجائزة وبالخصوص حول مآل المشروع الفائز، فحرِصنا على أن تكون الفكرة هي استغلال المشروع وتنفيذه ومتابعته سواءً كان ذلك عن طريق الاستثمار، أو عن طريق الجهات الحكومية ذات العلاقة، حيث عملت الجائزة على التنسيق مع هذه الجهات بهذا الشأن، وبإذن الله سنحرص على أن يرى المشروع الفائز النور في أي موقعٍ بسلطنة عُمان.
- شروط المشاركة وجوائزها
وحول شروط المشاركة في المسابقة؛ قال سموه: إننا حرصنا أن تكون هذه الشروط بسيطة خالية من التعقيد، وذلك بغية إشراك أكبر عدد ممكن من فئة الشباب في مسابقة الجائزة، فإضافة إلى الشرط الرئيس باقتصار المشاركة على الشباب العماني ممن لا تتجاوز أعمارهم 35 عامًا، فكان من الضرورة أن يكون المشارك مُلّما ببرامج التصميم والإظهار المعماري، كون هذه البرامج هي التي يُعتمد عليها في مثل هذه المشاريع، هذا عوضًا عن أن هنالك شروطًا فنية يمكن للراغب بالمشاركة الرجوع إليها سواءً كان في الموقع الإلكتروني للجائزة، أو عبر صفحاتها على شبكات التواصل الاجتماعي.
وعن الجوائز التي رصدتها الجائزة لمن سينالون فرصة التأهل للتتويج بها، قال صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم بن طارق آل سعيد: إننا تدارسنا خيارات عديدة في هذا الشأن، وسعينا لأن تكون الجوائز تكافئ جهود من سيصلون إلى مرحلة التتويج، وما أود أن أنوّه إليه في هذا الشأن إلى أن هنالك عشرة متسابقين بمشيئة الله سيتأهلون إلى المرحلة النهائية، وهذه المرحلة بحسب الخطة تُعنى بتقديم العروض أمام لجنة التحكيم، حيث على كل متسابق وصل لهذه المرحلة أن يقدّم عرضًا للّجنة عن أفكار مشروعه ومقترحاته، وتصوراته الفنية في مدة زمنية محددة، وللجنة التحكيم أن تناقشه في كافة التفاصيل، وفي الختام يتأهل من هؤلاء العشرة ثلاثة متسابقين للتتويج بالمراكز الثلاثة الأولى، كما ارتأينا أن تكون الجوائز مالية بإذن الله، حيث سينال الفائز بالمركز الأول مبلغًا ماليًّا قدره عشرون ألف ريال عُماني، بينما سيحصل المركز الثاني على خمسة عشر ألف ريال عُماني، في حين خُصص للفائز بالمركز الثالث عشرة آلاف ريال عُماني، وسيكون للسبعة الآخرين من المتأهلين جوائز عينية.
وعن ما ستضيفه الجائزة للمجتمع بشكلٍ عام، أوضح صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم بن طارق آل سعيد بأنه منذ الإرهاصات الأولى للتفكير بإطلاق هذه الجائزة كان هنالك توجّهٌ لتكون للجائزة قيمة مضافة سواءً كان ذلك على المجتمع، أو المتسابقين، أو قطاع الأعمال بشكلٍ عام، حيث مما ترنو إليه الجائزة أن توفر المجال لاحقًا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى الاستفادة من المشاريع التي سيتم تطويرها أو إنشاؤها، من خلال إنشاء منافذ للخدمة التي تقدمها بعض هذه المؤسسات، كالمقاهي ومحلات الطعام التي يديرها الشباب العمانيون، أو محلات الهدايا والتحف والتذكاريات العُمانية، أو غيرها من الأنشطة التي تتناسب مع كل مشروع يتم تنفيذه وتطويره، وأما القيمة المضافة للمشاركين في المسابقة؛ فإن الجائزة تخطط أيضًا لعقد وتنفيذ ورش عمل فنّية للمشاركين في المجالات التي تستهدفها، ونأمل من هذه الورش أن ترفد المشاركين بمهارات ومعارف جديدة بإذن الله، وعلى صعيد المجتمع فالمؤمل أن تسهم الجائزة في إضفاء لمسات جمالية وتطوير مواقع حيوية لتشكل متنفّسًا للجمهور يقصدونه لقضاء أوقات جميلة مع ذويهم وأصحابهم.
وعن دورة المسابقة ووقت تنظيمها، بيّن سموّه أن الخطة الموضوعة لهذه الجائزة هي أن تقام سنويًّا بمشيئة الله تعالى، والذي دفعنا لذلك إدراكنا بأن بلدنا العزيزة سلطنة عُمان مترامية الأطراف؛ ومن المُسلّمات التي تؤكد عليها الجائزة هو طوافها ببقاع عُمان جميعها، ولن يتأتى ذلك إلا باستمرارية هذه الجائزة؛ لذلك أقررنا أن يكون للجائزة دورة سنوية تستهدف في كل عام محافظة، أو حيّزًا جغرافيًا معينًا، أو نمطًا معماريًا مختلفا، ونحن حريصون على أن تترك الجائزة أثرها في كل بقاع سلطنة عُمان، وأن يكون لها إسهام في تطوير مرفقٍ ما، أو تحديث مزار سياحيّ معيّن، أو ابتكار مرفق جديد برؤية إبداعية صديقة للبيئة، ونأمل أن يوفقنا الله لذلك.
- كلمة للشباب
وفي ختام حديثه وجّه صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم بن طارق آل سعيد كلمة للشباب العُماني قائلاً: إن هذه الجائزة وُضعت لأجلكم وأنتم أهلٌ لتقديم مقترحاتكم وتصوراتكم وأفكاركم التي تسعون من خلالها إلى إحداث نقلة نوعية بمشيئة الله في قطاع العمارة والتصميم، لذلك فالمجال مفتوحٌ أمامكم نحو الإبداع والإجادة، وتقديم تصورات غير مسبوقة، ونحن بمشيئة الله - في الجائزة - لن نتوانى عن دراسة أي مُقترحٍ مقدّم يصل إلينا وهو مستوفٍ للشروط الفنية التي ستضعها لجنة التحكيم، والتي سيعلن عنها بمشيئة الله، مؤكدًا سموه أن الأوطان لا تُبنى إلا بسواعد أبنائها، ويمكننا اعتبار هذه الجائزة دعوةً للبناء فالمجال مفتوح للشباب، وأهلًا برؤاهم وتطلعاتهم في هذا الشأن.
