من كواليس تصوير مسلسل منا وفينا
من كواليس تصوير مسلسل منا وفينا
ثقافة

الفنان أشرف المشيخي لـ"عمان": التمثيل يمنحني شعورا بالرضا والإنجاز

09 أبريل 2023
عُرِف كواحد من نجوم المسرح الكوميدي بسلطنة عمان
09 أبريل 2023

- عدد الجمهور في أعمالنا المسرحية بظفار لا يقل عن 5000 متفرج في اليوم الواحد

- أرباح الإعلانات أرى أنها تتويج لي وحق مشروع نظير ما قدمته من جهد كبير خلال السنوات الماضية

- أعمالنا المسرحية هي من موسم سياحي إلى موسم، هناك بون شاسع يمتد لقرابة 8 أشهر

- الدعم ضروري لكافة الفرق المسرحية في سلطنة عمان حتى تقوم بدورها التنويري والريادي والثقافي

فنان عماني يعد واحدًا من نجوم المسرح، برز بأعماله الكوميدية التي تصنع الابتسامة والضحكات على وجوه الجماهير الغفيرة، أسس نفسه مسرحيا انطلاقا من روحه المرحة التي آمنت به أسماء فنية رأت فيه "نجما في المستقبل" قبل سنوات، وهو اليوم كذلك، يقف على المسرح بكل اقتدار، وأمام الكاميرا بكل جدارة.

الفنان المسرحي والدرامي أشرف المشيخي، والمعروف في الوسط الفني بلقب "شروفان"، له العديد من الأعمال المسرحية التي انطلقت من محافظة ظفار حتى عمت سلطنة عمان ودول الخليج والوطن العربي، ليشارك في مهرجانات محلية وعربية كثيرة يرجع منها بالإنجازات وتكوين الصداقات في الوسط الفني الخليجي الواسع، لتثمر صداقاته بتعاونات فنية جمعت أسماء من الخليج بعمل فني واحد، وأسس فرقة طاقة المسرحية الأهلية وحمل على عاتقه الارتقاء بالحراك المسرحي العماني.

أشرف المشيخي كان ضيفنا في هذا الحوار، فإلى ما دار من نقاش:

1- ما هو جديدك في شهر رمضان الحالي؟

• كما هو مشاهد اليوم عبر تلفزيون سلطنة عمان، وقناة الشارقة، أشارك في العمل الدرامي العماني "منا وفينا"، وهو من إخراج الأستاذ عارف الطويل ومن إنتاج تلفزيون سلطنة عمان، إضافة إلى مشاركتي في مسلسل "حينما تعزف الريح" للمخرج يوسف البلوشي، والعمل يبث على تلفزيون سلطنة عمان وكذلك تلفزيون البحرين.

2- بعد غياب الدراما المحلية، تعود أنت بأكثر من عملين خلال عامين، كيف تقيم مستوى الدراما بعد هذه العودة؟

• في العام الماضي شاركت في العمل الرمضاني "اسمع وشوف"، ولقيَ العمل صدى جميلًا جدا، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الدراما العمانية في صعود ولله الحمد.

3- دائما ما تحاط الدراما بانتقاد من التلقي، وهذا الانتقاد اليوم أصبح مسموعًا من خلال منصات التواصل الاجتماعي، كيف تتعامل مع هذا الانتقاد؟

• يجب أن ندرك أن هناك مجالين في النقد، نقد موضوعي وبنَّاء وحقيقي، أستطيع وصفه بأنه نقد يداوي الجرح إن وجد، ويوجه إلى الطريق الصحيح والسليم، وهذا النوع من النقد أتقبله شخصيًا، وأعتقد أن أي فريق عمل يتقبل هذا النوع من النقد، بل أنا بحاجة إليه، أما المجال الثاني من النقد وهو النقد الهدام، وهذا النوع من النقد أنا شخصيا لا ألتفت إليه، أسعى إلى الارتقاء بالأعمال الفنية بشكل عام، مسرحية كانت أو تلفزيونية، وأنا أمضي بهذا الطريق.

4- أشرف المشيخي، والمشهور باسم "شروفان" ما سر هذه التسمية؟

• لقب "شروفان" اختاره لي والدي -رحمه الله- وأصبح مقترنا بي في المنزل وبين الأصدقاء وفي كل مكان في الحي، أصبحت معروفا بهذا اللقب، وبعد ذلك وجدت أن اللقب جميل بالنسبة لي، هناك نغمة باللقب قريبة من "شاروخان"، فتمسكت بهذا اللقب إلى اليوم، أحب هذا اللقب كثيرا.

5- تعتبر واحدا من نجوم المسرح في سلطنة عمان، وفي محافظة ظفار على وجه الخصوص، كيف وصلت إلى هذه النجومية؟

• لم أصل إلى هذا المستوى بين ليلة وضحاها، وإن جاءت هذه النجومية التي تفضلت بها فإنها أتت بعد شغل طويل وجهد كبير، كنت إذا استلمت أي نص لأي عمل أقرأه مرات عديدة، أضع فيه من لمساتي وخيالاتي، وأضيف عليه بعض الطرافة، سنوات طويلة عملت بها على نفسي خصوصا في المسرح في محافظة ظفار وحاولت وإلى اليوم أن أطور من نفسي، تعاملت مع كثير من الأسماء الفنية الكبيرة واستفدت منهم، وحتى من الفنانين الأصغر مني أحاول الاستفادة منهم، أحاول الاستفادة من الجميع، وفي كل بروفة مسرحية آخذ برأي من حولي من المختصين أو حتى الممثلين الثانويين، يستغرب البعض سؤالي لهم رغم أنهم جديدون في الساحة المسرحية، ولكني أسأل الصغير قبل الكبير، من هنا أعتقد أن التميز أو النجاح يأتيان بالتعلم المتواصل والاستفادة من كافة الملاحظات.

6- في سلطنة عمان بشكل عام نعاني من ضعف الإقبال على شباك التذاكر، باستثناء محافظة ظفار فشباك التذاكر فيها نشط، ما سر ذلك؟

• الجمهور هو الأساس، يمكنني تشبيه القاعدة الجماهيرية كإنسان ينشأ من الطفولة، هذه القاعدة كيف تبنيها وكيف تعلمها وكيف تغذيها وماذا تقدم لها حتى تقوى وتكبر وتثبت، الجمهور في محافظة ظفار نعرف ماذا يحب وماذا يعجبه، هي أشبه بخلطة خاصة توصلنا لها، وكما ترى ربما أن أعمالنا المسرحية في ظفار لا يقل عدد الجمهور فيها عن 5000 متفرج في اليوم الواحد، لذلك أصبحت هذه القاعدة الجماهيرية على موعد في الموسم السياحي في ظفار حيث تنشط الأعمال المسرحية، وأنا في نقاش دائم مع أصحاب الفرق المسرحية في بقية المحافظات، أحثهم على تقديم الأعمال المسرحية وفتح شباك التذاكر، ولو كان الإقبال ضعيفا بداية ولكنه سيزيد مع مرور الوقت بشرط أن تعرف تلك الفرق الخلطة الخاصة التي يحبها الجمهور.

7 – النجومية في المسرح والدراما، فتحت لك مجالا لتكوين قاعدة جماهيرية في الإنستجرام، الأمر الذي فتح لك مجالا للتسويق والإعلانات، كيف تصف سوق الإعلانات في مواقع التواصل الاجتماعي وما يضيفه لك شخصيا؟

• الفنان الذي يغيب طويلا ينساه الناس، لذلك أرى إيجابية كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أتاحت أن يبقى الفنان في الظهور عند متابعينه وجمهوره، إضافة إلى ظهوره في الأعمال المسرحية أو الدرامية، كما أتاحت مواقع التواصل الاجتماعي جذب جمهور المسرح والدراما إلى هذه المنصات لتكون قاعدة أخرى موثقة بالأرقام، فيكون صوتي مسموعا لدى أعداد كبيرة من الجمهور، وهذا ما ترمي له في مسألة الإعلانات التي أقوم بها، وهي مسألة مربحة حقيقة، وأنا أرى أنها تتويج لي وحق مشروع نظير ما قدمته من جهد كبير خلال السنوات الماضية، وهو وقت حصاد التعب والجهد، الجمهور اليوم يجازيني بما قدمته من فن والشركات كذلك التي تختارني لتقديم عروضها وتعطيني فرصة الإعلان لها، والإعلانات هي تقديم فائدة مقرونة بالربح، فيها فائدة لي شخصيا، وللجمهور الذي أوصل له العروض التي يحتاجها، وكذلك للشركات التي تصل من خلال الإعلانات إلى زبائنها.

8- هل أثر نشاطك في مواقع التواصل الاجتماعي على الظهور بالمسرح؟

• لا طبعا، بل بالعكس، أنا أُذكر الناس بأعمالي المسرحية، أذكرهم أنني موجود، فأنت تعلم أن أعمالنا المسرحية هي من موسم سياحي إلى موسم، هناك بون شاسع يمتد لقرابة 8 أشهر.

9- حدثنا عن أعمالك القادمة سواء الدراما أو المسرح؟

• بإذن الله فرقة طاقة تعمل على مسرحية جديدة لتقديمها في موسم ظفار السياحي القادم، وكذلك هناك مهرجان ولاية طاقة، ونعمل كذلك على دراسة إقامة مهرجان فرقة طاقة الكوميدي الأول، ولدي شخصيا سهرة تلفزيونية، وكذلك فيلم سينمائي سأكشف عنه لاحقا.

10- أنت اليوم رئيس فرقة طاقة المسرحية الأهلية، حدثنا عن نشأة هذه الفرقة وكيف تصف انتماءك لها؟

• فرقة طاقة، هو مشروع قمنا به أنا وأخي ورفيق دربي الفنان مبارك المعشني، والمعروف بلقب "أمبورك"، وحقيقة عملنا كثيرا قبل إشهار الفرقة وتأسيسها حتى وصلت إلى اليوم إلى ما وصلت إليه، وقبل ذلك كنا أنا وأخي مبارك لا نعمل إلا من خلال العقود، ولسنوات طويلة كانت أعمالنا من خلال هذه العقود، حتى رأينا ضرورة تأسيس فرقة وتقديم أعمالنا بأنفسنا، وقد استقطبنا عددا من النجوم وأصبحت أعمالنا خالصة لنا، أصبحت لدينا استقلالية لتقديم الأعمال محليا، والمشاركة في مهرجانات داخل سلطنة عمان وخارجها، ووضعنا في تصورنا غاية مهمة، وهي تطوير الحركة المسرحية في محافظة ظفار أكثر وأكثر.

ومنذ إشهار الفرقة قدمنا عددا من الأعمال المسرحية منها "حيتان الغبة"، و"خزانة الشرق"، و"مجرد بورتريه" التي حصدت جوائز كثيرة محلية ودولية، وهكذا نمضي في طريق الارتقاء بالحركة المسرحية، وجدير بالذكر أن عُمر الفرقة اليوم سنة ونصف تقريبا.

11- في ظل الإقبال على شباك التذاكر في ظفار، هل ترى أن الفرق المسرحية في ظفار أصبحت قادرة على الاعتماد على نفسها، أم أنها لا زالت تحتاج إلى الدعم؟

• الفرق تحتاج دائما إلى الدعم، ليس لدينا مصدر دخل، صحيح أن شباك التذاكر نشط في محافظة ظفار، إلا أن الأعمال من موسم إلى موسم آخر، كما أن الفرق المسرحية الأهلية ليس لديها نفوذ أو دعم خارجي ثابت، لذلك الدعم ضروري لكافة الفرق المسرحية في سلطنة عمان حتى تقوم بدورها التنويري والريادي والثقافي.

12- متى تستغني الفرق المسرحية عن الدعم بوجهة نظرك؟

• ربما إذا كان للفرقة دعم ثابت.

13- بالعدوة إلى الذكريات، كيف تستذكر أول عمل مسرحي لك، وكيف كان شعورك حينها؟

• أول مسرحية كانت بعنوان "مغامرات شداد" للمخرج الكبير صلاح بن عبيد، ومن بطولة الفنانين عبدالله مرعي، ومحمد سليم العمري، ومجموعة من النجوم، كان الشعور حينها لا يوصف، وأنا قبل دخولي المجال المسرحي كنت مشهورا في الوسط الاجتماعي من خلال شخصيتي الفكاهية، وربما تلك الشخصية التي أتمتع بها لفتت انتباه المخرج صلاح بن عبيد ورأى أنني قادر على الوقوف على خشبة المسرح، ومعه كل من الفنانين عبدالله مرعي، وعماد الشنفري، وخالد الشنفري، كل هؤلاء وغيرهم من الأسماء آمنوا بقدرتي على الوقوف على الخشبة وأخذوا بيدي نحو المسرح، وراهنوا علي بأن سيكون لي شأن كبير في المسرح.

14- أنت فنان كوميدي، تعتقد أنه يلائمك الدور التراجيدي؟ وهل تقبله؟ ولماذا؟

• طبعا يلائمني الدور التراجيدي، لمَ لا؟! ولدي تجارب تراجيدية حتى في العمل الكوميدي "اسمع وشوف"، فقد كنت في دور شخص مشلول، وأعتقد أنني نجحت في هذا الدور، وأما من ناحية ميولي، فأنا أميل إلى الكوميديا بصراحة وأرى نفسي فيه أكثر.

الأمر المقلق بالنسبة لي، أنني عُرفت بالأدوار الكوميدية، لذلك قد تكون الأدوار التراجيدية غير متقبلة من الجمهور إذا تقمصتها، ولكني أقبل بالدور بطبيعة الحال إن كنت مقتنعا بالنص.

والأمر المضحك أنني في بعض المشاهد التي أؤدي فيها دورا تراجيديا أرى الناس تضحك أحيانا، وهذا ما يجرني أحيانا إلى اتخاذ قرار عدم المجازفة بالأدوار التراجيدية والبقاء على أدواري الكوميدية كما عرفني الجمهور.

15- هل من كلمة أخيرة تقولها عبر جريدة عمان؟

• "أعطني مسرحيا أعطيك شعبا مثقفا"، أصاب الأديب والمؤلف الألماني "برخت" بهذه العبارة حين قالها قبل سنوات طويلة، فعلا المسرح شيء مختلف، يمنحك المسرح ما يملأ الحياة، التمثيل بشكل عام يمنحك شعورا بالرضا والإنجاز، من خلال المسرح والدراما تنقل الرسائل إلى المجتمع، وتصنع الابتسامة والضحكات في وجوه الناس، المسرح لا يمكنني وصفه لأنه يصنع حياة مختلفة، و"جريدة عمان" لها مكانة خاصة وأحبها كثيرا وسعيد جدا بهذا اللقاء، وشاكرا لكم هذه المساحة التي استطعت أن أتناول فيها قضايا المسرح والدراما المتنوعة.