No Image
ثقافة

استحضار "كوكب الشرق" بصوت "يسرا محنوش" و "مي فاروق".. في ليلة طربية ساحرة

11 ديسمبر 2022
ضمن حفل "كلثوميات" المقام سنويا
11 ديسمبر 2022

لا يمكن التنبؤ بالشعور الذي يخالج الجمهور حين تتمثل أيقونة الفن الجميل "كوكب الشرق"، بصوت يضج بالحياة، في لحظة خالدة لاستعادة ذكرى فنانة نذرت حياتها للفن، وإن كان القول الذي كانت تردده أم كلثوم "هل رأى الحب سكارى مثلنا؟"، فالجمهور العاشق لهذه الأيقونة يثبت صدق أنه لا سكارى في الحب كأولئك المحبين للغناء الكلثومي، حب للفن العربي الطربي.

كان جمهور دار الأوبرا السلطانية مسقط على موعد ليلتي الجمعة والسبت لاستحضار "كوكب الشرق" في حفلين اعتادت الدار على إقامته كل موسم تحت عنوان "كلثوميات" يتم فيه استضافة أصوات أجادت غناء الطرب الأصيل، وتردد أغاني الفنانة الراحلة أم كلثوم، إيمانا بضرورة عدم انقطاء أثر علم، والمحافظة على بقاء أيقونة الفن الجميل.

الموعد كان هذا الموسم مع الفنانة التونسية يسرا محنوش، والفنانة المصرية مي فاروق، اللتان أطربتا الجمهور العماني من على مسرح دار الفنون الموسيقية، ولم يكن الطرب فقط بل هو الهيام لحد الاندماج في الغناء، والهتاف عاليا مع كل صوت موسيقي، يعبر في الذاكرة ويعيد استحضار "كوكب الشرق"، وكل نغمة طربية تستحدثها المغنيات في الحفل بوضع بصمة متفردة لكل منهما، تضفي إلى الجمال جمالا.

يسرا محنوش التي كانت إحدى أبرز متسابقي برنامج "the voice” في عام 2012م، ضمن فريق القيصر كاظم الساهر، لتصل إلى نهائيات المسابقة، وتكون أحد الأصوات التي برزت وظهرت وحلقت في سماء الفن الطربي، وكانت الإنطلاقة لتحضر كنجمة في سماء دار الأوبرا السلطانية، لتقدم "للصبر حدود" بصوت لا حدود له، و"انت عمري" بعمر لا تنقضي دقائقه في لحظة الاستماع لصوتها، ومع تعالي صوتها الذي يتميز بمساحته الكبيرة وهي تقول "هل رأى الحب سكارى مثلنا؟" ليشاركها الجمهور ترديد الأغاني بكل حب وشغف.

وفي الجزء الثاني من الحفل قدمت الفنانة مي فاروق، التي يقال دوما بأنها الصوت الأقرب لصوت الراحلة أم كثلوم، ليصدح صوتها الثابت والراكز والذي يجيد الغناء بكل مقاييسه، تستطيع الارتفاع بـ"الجواب"، والانخفاض ببطء ليكون "القرار" مثاليا في أدائها الغنائي، لتحضر ممثلة حقيقة لكوكب الشرق، وتتمكن من فرض الهدوء التام للجمهور في لحظة تشبه الهيام والاندماج التام، حتى استطاعت "مي فاروق" أن تخرجهم من ذاك الصمت، لتشركهم الغناء في "ألف ليلة وليلة" بل ربما هي تركت مكبر الصوت وراحت تستمتع وتطرب للعزف المرافق لصوت الجمهور، حتى وقوف الجماهير لها في ختام الحفل تحية وحبا.

وفرض المايسترو أمير عبدالمجيد حضوره، حيث كان –دون شك- أحد أهم أسباب نجاح الحفل، فهو موسيقار وملحن وموزع وعازف مصري مشهور، حاصل على عدد من الجوائز، أبرزها وسام الاستحقاق من السلطان الراحل قابوس بن سعيد –طيب الله ثراه- من الدرجة الأولى للعلم والفنون عن مجمل أعماله وذلك في عام 2013م.