No Image
بريد القراء

البان واللبان .. يلتقيان كقصيدتين من بلاغة الأرض

04 سبتمبر 2025
04 سبتمبر 2025

اللبان روح الجبال في محافظة ظفار، والبان زينة الأودية في أرجاء عُمان، شجرتان من صبر الأرض: لبان العطر وبان الحياة.

اللبان العُماني (Boswellia sacra) والبان العربي (Moringa peregrina)، اللبان العُماني شجرة التاريخ والعطر، تستوطن جبال ظفار حيث الجروف الصخرية والمناخ الموسمي.

جذورها تتشبث في الصخور الوعرة، وتتكيف مع ندرة المياه بقدرة مدهشة، فتُعطي صمغًا هو من أندر الكنوز الطبيعية.

تُشكل أشجار اللبان غطاءً نباتيًا متميزًا يحمي التربة من الانجراف ويمنح جبال ظفار طابعها الفريد.

أما البان العربي فهو شجرة رشيقة تنتشر في معظم مناطق السلطنة، تتحمل الجفاف الشديد وحرارة الصحراء، وتزهو بأوراقها الخضراء الدقيقة التي تظلّل الأرض القاحلة.

ثمارها تحمل بذورًا زيتية ذات قيمة غذائية وطبية عالية، ما يجعلها شجرة نافعة للإنسان والطبيعة معًا.

يشترك اللبان والبان في كونهما رمزين للصمود والجمال في وجه المناخ الجاف والتضاريس القاسية.

فهما يحوّلان الصخور الصماء إلى بساتين للحياة، ويعكسان قدرة النباتات على الانسجام مع البيئة القاسية.

ويشكلان غطاءً نباتيًا متنوعًا يحفظ التوازن البيئي ويمنح الجبال والأودية خصوصيتها الفريدة.

وفي حضن الطبيعة العُمانية، يبقى اللبان والبان شاهدين على جمال الأرض وصبرها عبر القرون.

-كثيرا ما يشدني أن أكتب ببلاغة عن البان واللبان: : «اللبان روح الجبال، والبان زينة الأودية؛ يلتقيان كقصيدتين من بلاغة الأرض، عطرٌ وبهاء، صبرٌ ونقاء». : «بين اللبان والبان، حروف تتراقص في البلاغة العربية كجناسٍ بديع؛ أحدهما يسكب عطره، والآخر يمد ظله وكلاهما ظلال».

-صور بلاغية عن اللبان: : «اللبان كدموع الأرض الطاهرة، تنساب من جراحها لتغدو عطرًا يملأ الدنيا قداسة». : «اللبان لسان الجبال، يُحدّث الناس بعطره عن سرّ الأزمنة القديمة». : «اللبان يداوي البَين، فمن شذاه يلتئم الجرح ويزول الحزن».

«إذا ذُكر اللبان، فقد ذُكر النقاء والصفاء». «البان قوام رشيق كالغصن المائل، يهتز في الريح كأنّه شاعر يترنّم». استعارة: «البان عروس الأودية، ترفل في خُضرتها وتُزيّن الصحراء بثوبٍ من حياة». «البان للإنسان أمان، في ظله راحة، وفي ثماره شفاء». «إذا ذُكر البان، دلّ على الرشاقة والجمال».