1341789
1341789
المنوعات

«هزاع» و «فيصل» يستشعرون ألم نسيان الأطفال في الحافلات بمادة فيلمية

15 أكتوبر 2019
15 أكتوبر 2019

مواكبة لقضية اجتماعية متكررة تدمي القلوب -

كتب - عامر الانصاري -

نجوم مواقع التواصل الاجتماعي، أشخاص تُثار حولهم الكثير من النقاشات، بين ناشطين يقدمون محتوى جادا يخدم المجتمع ويناقش قضاياه، وبين محتوى كوميدي ترفيهي يتهمه البعض بالسطحية والتهريج، النقاش الذي يطول صداه مع اختلاف وجهات النظر بالمحتوى الكوميدي، فالبعض يعتبره مادة للترفيه عن النفس والخروج من جمود الحياة، وبين من يعتبره غير ذلك، ويبقى للمحتوى القول الفاصل عند كل من يرجع للعقل.

ومن نجوم مواقع التواصل الاجتماعي في السلطنة شخصان اقترن اسمهما ببعضهما في الأعمال التي يقدمونها، وهم «هزاع» و«فيصل»، والذين تنوعت أطروحاتهما بين الجدية، والكوميدية، وبين الإعلانات التجارية، وبين الرسائل الاجتماعية، وجميع ما يقدمونه في قالب يغلب عليه الكوميديا والطرح الساخر، مع شيء من الجدية.

أعمال يمكن تشبيهها بفن الكاريكاتير، الذي يعرفه الزميل «فهد الزدجالي» بأنه فن من فنون الرسم يتناول القضايا المتنوعة في قالب كوميدي ساخر.

«هزاع» و«فيصل» يقدمون العديد من الأعمال التي لا تنضب من معين أفكارهم، وآخر ما قدماه مادة فيلمية لا تتعدى من الوقت دقيقتين، المادة الفيليمة تُظهر جليا الفرق بين تصرفات أصحاب الحافلات، فـ «هزاع» سائق حافلة طائش، يرفع صوت الموسيقى، ولا يبالي بأهمية التأكد من خلو الحافلة من الأطفال، بسؤال سريع يصرخ قبل النزول من الحافلة «حد باقي»، ليغلق بعدها أبواب الحافلة ويغادرها.

أما «فيصل» سائق يضع في أولى أولوياته سلامة الأطفال، يعاملهم كأب حريص على سلامتهم، ينزل كل واحد أمام بيته ويتأكد من دخوله البيت، لا يغادر الحافلة إلا بعد أخذ نظرة فاحصة لا تتجاوز الدقيقة بين مقاعد الحافلة.

يجتمع «هزاع» و«فيصل» وعدد من سائقي الحافلات في جلسة اعتادوا عليها، يصل «فيصل» متأخرا عن بقية زملائه سائقي الحافلات بمدة لا تتجاوز 10 دقائق، يعاتبه «هزاع» بقوله: «تتأخر في كل مرة، لا تتعب نفسك بكثرة الحرص، فلن يُزاد في راتبك».

في هذه الأثناء تتصل مديرة المدرسة بـ «هزاع» تخبره بوجود طفل ناقص لم يصل إلى بيته، يؤكد لها كذبا «أنا (شيكت) على الباص»، يصل إلى الحافلة بعد أن خطفه الخوف، ليجد عاملا آسيويا يقول له أنه أنقذ الطفل بعد أن وجده يصرخ ويضرب زجاج الحافلة، فقد كسرها لينقذ الطفل.

الفيلم من إنتاج مجموعة من الشباب، بطريقة أخذت انتباه وإعجاب كل من شاهده، يختتم الفيلم برسالة من فيصل موجهها لكل سائق حافلة «ليس بمقدورك أن تقوم بفحص دوري لمدة دقيقة واحدة!».

«عمان الثقافي» تواصلت مع كل من هزاع البطاشي، وفيصل بن علي، وبدأ هزاع الحديث بقوله: «تقديم الرسائل الاجتماعية واجبة علينا، فإن كان أي شخص يملك قاعدة جماهيرية كبيرة، فلا بد عليه أن يُفيد المجتمع ولو بالقليل، ولا تعلم قد تكون (صحيت) ضمير شخص وأنت لا تدري».

وتابع مقدما نصيحة لكل رواد مواقع التواصل، قائلا: «قدم أية مادة تحب، ولكن حاول أن تفيد الجمهور بأي شيء، وإن لم تكن عندك مادة مفيدة، فقدم مادة ترفيهية دون الإخلال بالآداب العامة أو المساس بتعاليم ديننا الحنيف».

وأما فيصل بن علي، سألناه عن الذي يتمناه من إنتاج هذا العمل التوعوي، أو غيره من الأعمال التوعوية، فقال: «من خلال العمل الذي تناولنا فيه قضية نسيان الأطفال بالحافلات، فإنني أتمنى أن تصل رسالتنا لجميع سائقي الحافلات، وترسيخ مفهوم مراقبة الذات والإحساس بالمسؤولية الذاتية، فليس من الضروري أن يوجهك أحد يا سائق الباص، فقط ٣٠ ثانية من وقتك بإمكانك أن تجنب نفسك كارثة مأساوية».

وحول نهاية العمل، والتي لم تكن مأساوية قال فيصل: «السيناريو معد ومدروس ومتعمد، فالنهاية اخترنا أن لا تكون مأساوية لكي لا نُضر الأسر المتضررة نفسيا، الأسر التي فقدت أحد أبناءها أو ابنها الوحيد بهذه الطريقة».

جدير بالذكر أن العمل من إعداد وإخراج فيصل بن علي، وتتم عملية الإعداد بالتشاور مع فريق العمل المكون من الممثل نفسه وهزاع والمصورين والمنتجين، وتم في العمل استخدام «كاميرا» فقط، ورغم حاجة فريق العمل إلى أدوات أخرى، إلا أن العمل لاقى قبولا واسعا وصدى في مواقع التواصل الاجتماعي، ويبث كل من فيصل وهزاع الأعمال التي ينتجونها عبر حساب كل منها في الانستجرام، عبر:

@faisal_test140 ، و @hazzamashen

وعبر منصة اليوتيوب من خلال قناة:

Faisltest tv.