1445151
1445151
المنوعات

فن عرض الكتب.. وديكورات دور النشر.. طرق تجذب الزوار لشراء الكتاب والتقاط الصور بمعرض مسقط الدولي للكتاب

25 فبراير 2020
25 فبراير 2020

كتبت- شذى البلوشية -

لم يعد الكتاب في الآونة الأخيرة محببًا لدى البعض من أبناء الجيل الحالي، بل صارت النسخ الرقمية هي أسلوب القراءة المتبعة، وهذا هو الخطر الذي يخشاه الكاتب والناشر مع كل إصدار جديد، لهذا فقد بات التنافس على جذب القراء بطرق مختلفة وأساليب محترفة، علّ الكتاب هو من يجري لاهثا نحو القراء لا العكس.

من خلال تجوالي في الأيام الثلاثة الأولى من معرض مسقط الدولي للكتاب، لفت نظري تنافس دور النشر في ابتكار طريقة جديدة تجذب بها القارئ لاقتناء الكتاب، بل للاقتراب من دار النشر قبل التفكير بالكتب نفسها، فأساليب استخدام الديكورات المميزة، مع وضع اللمسات الفنية، والألوان البراقة، هي طريقة متبعة مؤخرًا لدى بعض الأجنحة في المعرض.

ويبدو أن الاهتمام الذي تلاقيه «أقلام الرصاص» المعلقة بخيوط بيضاء متدلية من أعلى السقف حتى أدناه، ومطوقة جناح «هيئة البحرين للثقافة والآثار»، هي أحد أبرز أساليب الجذب للزوار، إلى جانب ديكورات أخرى يقف أمامها الزوار متأملًا وتصويرًا وانجذابًا لما يحويه الجناح من كتب وما سواها.

فن عرض الكتاب..

ورغم أن الكتاب هو مضمون أكثر من كونه مظهرا، إلا أن عرض الكتاب بالشكل، والطريقة، وحتى الغلاف، أصبح فنًا يتقنه الباعة، محرضين بذلك القارئ لاقتناء كتاب دون غيره.

ورغم أن هناك من لا يكترث بالمظهر، ولديه هدف واضح في عملية شراء الكتب، وقائمة معدة مسبقًا، إلا أن هناك كثيرا من الزوار، يأتي ليتعرف على الكتاب عن طريق البائع، أو يسمع إشادة من دار النشر حول أكثر الكتب مبيعًا، ويلتقي بالكاتب نفسه فيدفعه لشراء كتابه، ساردًا له فحوى الكتاب، وقصة تأليفه.

كما أن الكتب التي تصف بطريقة عمودية متموجة تضفي الجمالية الجاذبة أيضًا، مع نسخة من الكتاب في رأس الهرم، بأسلوب يستطيع على إثرها الزائر أن يشاهد غلافه من مسافة بعيدة، ويشع له عنوان من كلمتين قلما تكون إحداها رنانة تستدعي اقتناصه واقترابه حتى الرغبة في اقتنائه.

ورغم أن فن عرض الكتب قد لا يتوافر كثيرًا في الكتب السياسية، إلا أنها تكثر في كتب الأطفال والناشئة، فيخيل لك أنك تشتري لعبة أكثر منه كتابًا، نوعية الورق، خطوط وألوان، إضافة إلى رسومات تأسر بها الكبير قبل الصغير، وهذا ما اختارته منشورات مصابيح، حين علقت لوحات الفنانة مريم القمشوعية، وهي التي كانت معظمها أغلفة لكتب الأطفال التي تباع في الجناح، ورسمت «القمشوعية» القصة على هيئة لوحة يستطيع الطفل أن يقرأ من خلالها الكثير مما تخفيه صفحات الكتاب.

فيما اختارت مكتبة لوتس أسلوبًا مماثلًا لعملية الجذب، فقد علقت صور أغلفة الكتب مطبوعة على قطع فلين في سقف الجناح، وهي المجموعة الجديدة من الإصدارات، تقرأ منها عناوين الكتب وأسماء الكتاب من مسافة بعيدة وقبل الوصول إلى الجناح نفسه.

وكذا الحال لمعظم دور النشر التي تبيع كتب الأطفال، فالسلسلة القصصية مضمومة إلى بعضها في حقيبة، أو شريط ذو ألوان براقة، وقد تجد الكتاب حينًا برفقة ألعاب تعليمية ووسائل تسلية تحفز على الشراء دون تردد.

ويبقى السؤال .. هل نحن فعلا نشتري الكتب من خلال عناوينها وشكلها وطريقة عرضها؟ أم أننا نبحث ونقرأ ونتفحص المضمون دون الاكتراث بالظاهر؟ يبدو أن هناك طرقًا مختلفةً لكل قارئ، فالعلاقة ليست متشابهة بين كل قارئ وكتاب، ولكن الجميع متشابهون في الإيمان بحقيقة أن فنون عرض الكتب مهما اختلفت هي جاذبة دون شك.