«عمان» تصدر كتاب «قابوس.. أعز الرجال وأنقاهم» - رصدت فيه وقائع الحدث وما أعقبه من تداعيات وردود أفعال محلية وعربية وعالمية
أصدرت مؤسسة عمان للصحافة والنشر والإعلان كتاب «قابوس.. أعز الرجال وأنقاهم»، رصدت فيه وقائع رحيل السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ وما أعقبه من تداعيات وردود أفعال محلية وعربية وعالمية، فبدأ الكتاب بفاجعة الفجر الحزين الذي شيعت فيه عمان فقيد الوطن إلى مثواه الأخير فبعد إعلان نبأ الوفاة في بيان ديوان البلاط السلطاني أصدر مجلس الدفاع بيانا يدعو فيه مجلس العائلة المالكة لتحديد من تنتقل إليه ولاية الحكم، وقد كان الانتقال السلس للسلطة في السلطنة العنوان الأبرز في عدد من الصحف والوسائل الإعلامية الخارجية، وتنوعت العناوين في المفردات وإن اتفقت في المضمون السلاسة والهدوء، ومن إشارات إلى عمق ما يتجذر في مضامين الثقافة العمانية وأصالتها في الميراث التاريخي والسياسي عبر القرون الذي تأكد في عهد النهضة الحديثة التي بدأت مع جلالة المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد.
كما استعرض الكتاب بيان مجلس الدفاع لنقل السلطة، كما تطرق الكتاب إلى وصية السلطان قابوس والأمانة الكبيرة، والتنصيب وأداء القسم، ورصد الكتاب برقيات وتعازي العالم فما إن تم إعلان نبأ الوفاة إلا وبدأت برقيات التعازي تتوالى معبرين عن الحزن العميق تجاه رحيله كقائد حكيم. وقد أعقب نبأ وفاة السلطان قابوس ردود أفعال كثيرة من الملوك والرؤساء مؤكدين على أن العالم فقد أحد رجاله العظام، فقد وهب حياته لخدمة شعبه والأمة جمعاء مدافعا عن قضاياها، وأعلنت بعض الدول الشقيقة والصديقة الحداد ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام فور صدور بيان الوفاة.
هذا الكتاب الذي جاء في 281 صفحة ملونة من الحجم الكبير، احتوى على الكثير من الصور التي لم ينشر أغلبها من قبل تحكي وقائع هذا الحدث، وفي أحد عناوين هذا الكتاب وهو «عمان تبكي باني نهضتها» يظهر في الكتاب صورة جلية لتوحد العمانيين ودلالة قوية على أن مشروع النهضة التي
قادها السلطان الراحل استطاع بها أن يجمع القلوب ويوحد الأهداف باتجاه بناء المستقبل، مظهرة مشاعر المشاعر التي غمرت الجميع في البلاد من أقصاها إلى اقصاها.
وفي أحد عناوين الكتاب وهو «الحدث الجلل ومآثر السلطان الراحل في الصحافة ووسائل الإعلام الخارجية» يستعرض الكتاب في صفحاته الإعلام والصحافة العربية والعالمية ماذا قالت عن هذا الحدث الجلل ومآثر السلطان الراحل؟ سؤال كبير له إجابة متسعة إذ يصعب حصر كل الوسائل الإعلامية والصحف التي أبرزت هذا المصاب الكبير، يمكن الانطلاق من طابع المشاطرة ونقل الأخبار في البدء ومن ثم التقارير التي أفردتها العديد من الصحف والتلفزيونات سواء على المستوى الإقليمي والعربي أم العالمي.
وعرج الكتاب أيضا على فكر السلطان قابوس وبناء الدولة المعاصرة، فقرر الكتاب أنه إذا كان المواطن هو المستهدف من أي إصلاح سياسي أو عمل تنموي فإن هذا المواطن يكون قوام الإصلاح والتنمية ذاتهما، ما يعني ضرورة النظر إليه باعتباره فاعلا.
تلك واحدة من القيم الفكرية التي تأسست عليها النهضة العمانية الحديثة، حيث أدرك السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله أن أي تطور حضاري أو بناء مجتمعي سليم لا يمكن أن يتحقق بعيدا عن الإنسان أو دون مشاركته الفاعلة؛ ولذلك فقد كان المواطن العماني هو اللبنة الأولى في بناء النهضة كما كان هو نفسه المستهدف بمنجزاتها. وعلى هذا تشكل العقد الاجتماعي بين الدولة العمانية والمواطنين أو بين القيادة والشعب بهدف تحقت أفضل مستوى من الحياة الكريمة للجميع، متحررين من كافة أشكال المعاناة التي صاحبت الماضي، ومتطلعين دائما إلى غد أكثر رفاهية وسعادة.
«السلطان قابوس في مرآة السياسة العالمية» هو أحد العناوين التي تضمنها هذا الكتاب فلم تكن شخصية السلطان الراحل - رحمه الله - شخصية عادية أبدا على كل المستويات، ورغم حداثة سنه، وربما تجربته، عندما تولى زمام الحكم في عمان إلا أنه سرعان ما لفت أنظار القادة في كل مكان. في البدء كيف استطاع أن يغير عمان التي كانت تعيش حالة معيشية صعبة إلى دولة عصرية متماسكة اجتماعيا وقوميا ومتعايشة مذهبيا إلى حد التمازج. ثم بعد ذلك لفت أنظار العالم بسياسته الخارجية التي كانت تتبنى خيار السلام في كل الحالات، ثم بعد ذلك تبلورت تلك السياسة لتكون مدخلا لحل خلافات عالمية. ولذلك أثنى قادة العالم وحكماؤه على جلالة السلطان الراحل، وقدروه قدرا يليق به. وسرعان ما تحول ذلك التقدير من تقدير القادة العارفين ببواطن الأمور إلى تقدير شعبي عالمي، ولذلك ارتبط اسم «قابوس» في العالم بمفردة السلام والأمان خاصة على المستوى الإقليمي الذي شهد منذ مطلع القرن الحالي الكثير من المتغيرات حولته إلى مستنقع للإرهاب والإرهابيين من كل مكان في العالم فيما بقيت عمان بقيادة جلالة السلطان - رحمه الله - واحة أمن وأمان.
