صناعة الخناجر والسيوف في الجزائر .. تأبى الاندثار
الجزائر - العمانية: تشتهر مدينة بوسعادة، جنوب الجزائر، بكونها موطن إنتاج وصناعة الخناجر المعروفة باسم "الموس البوسعادي"، وكذا السيوف العربية، التي يعكف على صناعتها حرفيُّون ماهرون ورثوا هذه المهنة أبًا عن جد.
ومن أشهر هؤلاء الحرفيّين خليل بن بوذينة، صاحب واحدة من أهمّ الورشات التي تعمل جاهدة للمحافظة على هذا الموروث المادي الثمين.
ومن الخصوصيات الأساسية للخنجر البوسعادي (الموس البوسعادي)، تنوُّع استعمالاته؛ فهناك تشكيلة من هذه الخناجر يتمُّ استخدامها في البيوت والمطابخ، وهناك تشكيلة أخرى تصلح فقط للزينة أو تُقدّم كهدايا، وذلك بسبب قيمتها الفنيّة والجمالية العالية، إذ يستغرق إنتاجُها، من طرف الحرفيين، الكثير من الجهد والوقت.
ويعتمد الحرفيُّ خليل بن بوذينة في عمله، على الكثير من المواد الأولية، مثل النحاس والفولاذ والحديد والجلد ومواد أخرى للزينة، كما يستند في إنجاز تحفه الفنيّة إلى خبرات عمليّة تراكمت لديه على مرّ السنين.
وبسبب بشهرة واسعة أهلته إلى أن تختاره وزارة الثقافة سنة 2018، لصناعة السيوف المستخدمة في تصوير أحداث الفيلم التاريخي "أحمد باي".
وراح خليل يبتكر نماذج مستحدثة من الخناجر والسيوف، ميزتُها الأساسية كثرةُ النقوش والزخارف التي تُوشّيها
وتُزيّنها، فتُحوّلها إلى قطع فنيّة فائقة الجمال.
كما ابتكر تشكيلة من الخناجر والسيوف مازجًا فيها بين ما يُمليه عليه خيالُه من إبداع، وما ورثه عن الأجداد من قيم جماليّة وفنيّة. وحاول كذلك صناعة دروع وألبسة تاريخية تُشبه تلك التي كان يستعملها الجنود الرومان، وهي تصلح للاستخدام في تصوير الأفلام والأشرطة الوثائقية التي تؤرخ لتلك المرحلة القديمة من التاريخ.
