54545
54545
المنوعات

سحر المشاهير الهنود أمام بلورة السياسة

05 أبريل 2019
05 أبريل 2019

كويمباتور، (الهند)، «أ ف ب»: في الهند تفصل خطوة بين الشهرة والمعترك السياسي لا يتردد كثيرون في القيام بها، فيما تتودد الأحزاب الهندية إلى المشاهير للاستفادة من سمعتهم خلال الاستحقاقات الانتخابية. يخال المرء نفسه في حفلة موسيقية أمام الصراخ المتصاعد من الحشود وقصاصات الورق المتساقطة والأنوار الملونة إلا إنه في الواقع تجمع سياسي لنجم سينمائي في جنوب الهند.

فالنجم السينمائي كمال حسن يقيم تجمعا سياسيا في ولاية تاميل نادو في أقصى جنوب الهند استعدادا للانتخابات الهندية التي تقام بين 11 أبريل و19 مايو. والممثل البالغ 64 عاما غير مرشح شخصيا للانتخابات لكنه أسس حزبا العام الماضي يحمل اسم «ماكال نيدي مايام» (مركز عدالة الشعب) في لغة التاميل. وهو رشح 40 شخصا لعضوية البرلمان الوطني في نيودلهي.

وهو من أكبر نجوم صناعة السينما في ولاية تامل نادو المعروفة باسم «كوليوود». ويتمتع حسن وزملاؤه من النجوم بهالة وجمهور يفتقر إليهما الكثير من المرشحين إلى الانتخابات التشريعية في البلاد. لن يكون اسم كمال حسن على بطاقات الاقتراع لكن التصويت لحزبه بمثابة التصويت له. فينتشر وجهه الباسم على كل الأوشحة واللافتات والشاشات العملاقة خلال التجمع السياسي هذا في مدينة كويمباتور الكبيرة. وهذه التجمعات الانتخابية أقرب من عروض منها إلى لقاءات سياسة تقليدية. فيؤدي راقصون تصاميم رقص على موسيقى أنجح أفلامه فيما تردد الحشود الكلمات التي حفظتها عن ظهر قلب.

كريكت وسينما

وتتودد كل الأحزاب الهندية إلى المشاهير للاستفادة من سمعتهم خلال الانتخابات. وهي تتوجه خصوصا إلى أوساط السينما والكريكت وهما شغفان وطنيان يرتقي فيهما النجوم إلى مصاف الآلهة تقريبا.

ويقول رشيد دياوي الذي ألف كتابا حول بوليوود والسياسة: إن تقديم اسم معروف جدا يحقق نتائج عظيمة في بلد يعد ملايين الناخبين.

ويوضح لوكالة فرانس برس: «يساعد الوجه المشهور الذي تعرفه الجموع بسبب الحجم الواسع لدوائرنا الانتخابية. وتسمح صورتهم على الشاشة بإقامة رابط أفضل مع الجمهور».

وفي هذا المجال لكل حزب كبير نجمه. فحزب باراتيا جاناتا بزعامة رئيس الوزراء الهندي ناريندردا مودي يرشح للانتخابات هيما ماليني وكيرون خير وهما ممثلتان مخضرمتان في بوليوود. وقد عينت سمريتي إيراني وهي مقدمة برامج تلفزيونية سابقة وزيرة بعد وصول المتشددين الهندوس إلى السلطة في العام 2014. وأنضم غوتام غامبير بطل العالم للكريكت مع المنتخب الهندي العام 2011، إلى حزب مودي في مارس بعدما اعتزل الرياضة، ليحذو بذلك حذو الكثير من لاعبي الكريكت قبله.

أما حزب المؤتمر المعارض فقد نال دعم نجمة السينما اورميلا ماتودكار وهو يضم في الأساس الممثل راج بابار ولاعب الكريكت نافجوت سينغ سيدو.

لكن همة الكثير من المشاهير تتراجع ما أن يخوضوا الحملات الانتخابية المنهكة وأمام المسؤوليات السياسية الكبيرة على ما تقول الصحفية فاسانتي.

وتوضح: «تريد الأحزاب الاستفادة من سحر المشاهير إلا أن السياسة ليست بسهولة الوقوف أمام الكاميرا وتأدية دور».