كيف تتحول محوت إلى بيئة خصبة للاستثمار ؟!
محوت - تُعّد ولاية محوت إحدى ولايات محافظة الوسطى التي تُطل على بحر العرب بشواطئ جميلة وواجهات بحرية رائعة وموانئ صيد متعددة، وتميزٍ جغرافي متفرد بصحراء فاتنة برمالها الناعمة وبعادات وتقاليد وقيم مجتمعية راسخة لأبنائها الأوفياء المعتزين بهويتهم الوطنية المشمرين عن سواعدهم لبناء وطنهم، فهي ولاية عريقة بموقعها الاستراتيجي وتاريخها البحري الذي جعل منها مقصدا للسياح من داخل سلطنة عُمان وخارجها، مكتسبة بذلك أهمية استثمارية وتجارية واقتصادية وسياحية نظرا لتنوع التضاريس بها ومناخها المعتدل وثراء بيئتها الاجتماعية والحرفية.
منجزات
وأكد سعادة الشيخ حميد بن ظاهر البطحري والي محوت على أهمية المشاريع المنفذة في الولاية كونها تُعّد إضافة جديدة للمشاريع الخدمية التي حظيت بها ولاية محوت، وستعمل على إيجاد مدينة عصرية متطورة تسهم في ترسيخ مبادئ الاستقرار الاجتماعي وتنشيط جوانب الحركة السياحية والتجارية والاستثمارية؛ فعندما توجد البيئة الخصبة للاستثمار الناجح ستكون الولاية مقصدا للمستثمرين لإقامة مشاريع ذات مردود اقتصادي للولاية وأبنائها.
وأضاف سعادته "شهدت ولاية محوت في الآونة الأخيرة تنفيذ عدة مشاريع خدمية، من بينها مشاريع الطرق الداخلية وتركيب أعمدة الإنارة وإنشاء المسالخ ومشاريع الحدائق والمتنزهات الطبيعية، في حين لا يزال العمل جارٍ في بعض المشاريع التي من المؤمل أن يرى النور بعض منها خلال الأشهر القادمة". مشيرا إلى أن المشاريع التنموية ذات الأولوية التي تشهدها الولاية كطرح مناقصة إنشاء ميناء الصيد البحري في منطقة الخلوف، الذي يُعّد من بين أبرز المشاريع التي ستخدم القطاع السمكي، بحيث سيعمل عند الانتهاء منه على زيادة الاستثمار السمكي وسيخدم الصيادين في الولاية وسيوفر لهم بيئة مؤاتية للعمل في مهنة الصيد البحري، بالإضافة إلى هذا المشروع أكد سعادته على أهمية مشروع إنشاء مستشفى محوت الجديد الذي سيكون بمثابة أحد الصروح التنموية بالولاية الذي يقدم الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين.
تنوع سياحي
تزخر الولاية بالعديد من الجزر البحرية الجميلة التي تزيد من جمالها الطبيعي، وتأتي في مقدمتها جزيرة محوت التي تُحيط بها أشجار القرم من جهاتها الأربع، وجزيرة الراك ذات المنظر الطبيعي الخلاب وجزيرة عب التي تُعّد موطنا لتكاثر الطيور المهاجرة كطيور النورس ومالك الحزين والفلامنجو وأنواع أخرى من الطيور المهاجرة، بالإضافة إلى جزيرة معول بمنطقة شنّة، كما تتميز ولاية محوت بشواطئها الساحلية الجميلة الواقعة بعضها ضمن نطاق محمية الأراضي الرطبة بالولاية كمناطق بر الحكمان وكناسة وحوفنات والجزيرات والغضن والملح وجبرتي وفلم المتميزة برمالها الناعمة وإطلالتها البحرية الرائعة، بالإضافة إلى رأس الرويس المطل بتلاله الرملية على الشاطئ، كما تتميز الولاية بمناظرها الطبيعية الأخرى المتوزعة على كافة قراها المتناثرة ما بين المناطق الصحراوية والبحرية كشاطئ الخلوف ومغارتها المتكونة نتيجة عوامل التعرية الطبيعية والمسماة محليا "غار حومرات" ومنطقة بنتوت والرمال السكرية، ورأس خبة بمنطقة صراب، بالإضافة إلى مناطق وادي السيل ومديرة المتميزة بأشجار الغاف، كما توجد مناطق طبيعية في هذه الولاية العريقة كمناطق الجوبة والنجدة وغيرها من المناطق ذات الجذب السياحي التي تُعّد جميعها مقصدا للسياح من أجل التخييم وقضاء أيام وليال جميلة على نسمات الهواء العليل والهدوء والسكينة.
مهن وحرف
يمارس الكثير من أبناء ولاية محوت العديد من المهن كمهنة صيد الأسماك لأولئك القاطنين في المناطق الساحلية وللمهتمين بهذا القطاع من أبناء الولاية، والذي يُعّد أحد أبرز مصادر الدخل لهم، أما في البيئة الصحراوية والرعوية فإن أبناء هذه المناطق يمتهنون مهنة رعي الأغنام وتربية الإبل، ومن بينها إبل السباقات، التي يهتم بها أصحابها وذلك لما تمثله لهم من ترابط اجتماعي توارثوه عبر الأجيال من آبائهم وأجداهم وصولا للأبناء والأحفاد وخاصة فيما يتعلق بأسفارهم وترحالهم، كما أن هناك الكثير من الصناعات الحرفية التي لا يزال أبناء ولاية محوت يمارسونها من الجنسين، وخاصة فيما يتعلق بالصناعات الصوفية التي تستخدم في الحياة اليومية لأهل البادية، كما أنها تمثل لهم مردودا ماديا من خلال ما يتم عرضه من تلك المنتجات الحرفية في المعارض التسويقية والمناسبات الوطنية والإقليمية والدولية.
مستشفى محوت
تُعّد الخدمات الصحية من بين الأولويات التي تسعى الحكومة لتوفيرها في كافة الولايات خدمة لقاطنيها لتلقي كافة أشكال الخدمات الصحية، وبدأ العمل في إنشاء مستشفى محوت بمساحة بناء تبلغ 18 ألفا و300 متر مربع على مساحة أرض تبلغ 400 ألف متر مربع، ويخدم ما يقارب من عشرين ألف نسمة من المواطنين والمقيمين، وبسعة 54 سريرا، وسيشتمل المستشفى على عيادات خارجية وقسم للحوادث والطوارئ وصالة للعمليات والولادة ومختبرات طبية وصيدلية وقسم للأشعة بمختلف التخصصات، بالإضافة إلى الأجنحة الداخلية ووحدة التعقيم المركزي ووحدة رعاية الأطفال وغيرها من الأقسام الصحية والخدمية والفنية، حيث من المتوقع الانتهاء من الأعمال الإنشائية للمشروع في نهاية عام 2025م.
حديقة محوت العامة
تبرز أهمية إنشاء الحدائق والمتنزهات من خلال ما تحمله من أهمية مجتمعية تتجسد في إيجاد متنفس للعائلات لقضاء أوقات ممتعة مع أفرادها، ويتم تصميمها لتتناسب مع كافة أذواق مرتاديها سواء من المواطنين أو المقيمين، وقد جاء مشروع إنشاء حديقة محوت العامة ليكون إضافة جديدة للمشاريع التنموية في هذه الولاية والتي تقع في منطقة حج بمساحة اجمالية تقدر بـ 1264 مترا مربعا وبتكلفة إجمالية تبلغ 735 ألفا و424 ريالا عمانيا، حيث سيتكون مشروع الحديقة من مسرح مفتوح وملاعب أطفال ونوافير مائية والتعشيب الطبيعي والتشجير وغيرها من المرافق والمكاتب الإدارية.
واجهة شنة البحرية
إن العمل على إضافة تلك اللمسات التجميلية على الواجهات البحرية في ولاية محوت يُعّد من بين أولويات العمل التنموي في الولاية على اعتبار أن مثل هذه الأماكن تكسبها ميزة أخرى مقابل تميزها الطبيعي، بحيث ستزيد من استقطاب السياح إليها والاستمتاع بالمناظر البحرية والشاطئية، وجاء مشروع واجهة شنة البحرية ليعطي للمكان أهميته على الخارطة السياحية بالولاية، وتم البدء في أعمال المشروع وبتكلفة إجمالية في مرحلته الأولى تبلغ 396 ألفا و464 ريالا، وسيتكون المشروع من أرصفة وممشى من الخرسانة الملونة والتشجير مع نظلم ري متكامل ومظلات شاطئية ومقاه ومطاعم وجلسات شاطئية ومواقف للسيارات ومرافق أخرى.