وزير الدفاع الألماني: أوكرانيا بحاجة إلى 5 أنظمة إضافية من طراز "باتريوت"
عواصم " وكالات ": أشارت تقديرات وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إلى أن أوكرانيا تحتاج إلى خمسة أنظمة دفاع جوي إضافية من طراز "باتريوت" الأمريكية حتى تتمكن من التصدي للهجمات الجوية الروسية.
وخلال اجتماع افتراضي لما يعرف بـ"مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا"، قال بيستوريوس اليوم الاثنين إن بلاده ستسهم في تمكين أوكرانيا من الحصول على هذه الأسلحة المطلوبة بشكل عاجل بأسرع وقت ممكن.
وتعتزم ألمانيا دعم أوكرانيا بمنحها نظامين إضافيين من "باتريوت". وكان من المخطط بالأساس شراء نظامين من الولايات المتحدة بقيمة تقارب مليار يورو لكل منهما، ثم تسليمهما مباشرة إلى أوكرانيا. لكن بسبب عدم توفر هذه الأنظمة فورا، تقرر أن يقوم الجيش الألماني بتسليم نظامين من مخزونه الحالي - حيث يمتلك تسعة أنظمة فقط - على أن يحصل لاحقا على بديل من الولايات المتحدة.
وأشار بيستوريوس أيضا إلى أن ألمانيا تمول شراء طائرات مسيرة بعيدة المدى من الإنتاج الأوكراني. وقال: "تقوم هذه الطائرات بتدمير الطائرات الروسية والمسيرات والصواريخ على الأرض قبل أن تشكل تهديدا لأوكرانيا أو لمدنها أو لبناها التحتية". وأضاف الوزير الألماني:" سيتم تسليم أولى هذه الأنظمة، الممولة من ألمانيا، إلى القوات الأوكرانية خلال الأيام المقبلة، وهي جاهزة للاستخدام الفوري".
في غضون ذلك، أكد الكرملين اهتمامه بعقد جولة ثالثة من المفاوضات، كما اقترح الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي، بين كييف وموسكو لإنهاء الحرب.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف اليوم الاثنين إنه خلال الاجتماع السابق، تبادل الجانبان أوراقا بشأن موقفهما. ونقلت الوكالات الروسية عن بيسكوف القول إن تبادل الآراء والمفاوضات الآن امر معلق، ولكن حتى الآن الموقفان متعارضان تماما. وأضاف أنه مازال هناك حاجة" للكثير من العمل الدبلوماسي".
وكان زيلينسكي قد اقترح السبت عقد لقاء في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وأوضح بيسكوف أنه لم يتم تحديد موعد بعد. وأشار إلى أنه لا يوجد تغيرات في الجانب الروسي بشأن تشكيل الوفد.
وكانت كييف وموسكو قد أجريتا في مايو الماضي مفاوضات ثنائية لأول مرة منذ ثلاثة أعوام. وفي هذا اللقاء وفي لقاء لاحق عقد في يونيو الماضي في إسطنبول، اتفق الجانبان على تبادل أكبر للأسرى وإعادة جثث الجنود الذين قتلوا في المعارك.
مع ذلك، لم يتم مناقشة خطوات لإنهاء الحرب التي بدأها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا قبل ثلاثة اعوام.
الكرملين لا يستبعد إمكانية عقد لقاء بين بوتين وترامب
وفي سياق متصل بمساعي السلام، قال الكرملين اليوم الاثنين إنه لا يستبعد إمكانية عقد لقاء بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب إذا زار الرئيسان الروسي والأمريكي بكين في نفس الوقت في سبتمبر المقبل.
وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن بوتين سيزور الصين لحضور فعاليات إحياء الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، لكنه قال إن موسكو لا تعرف ما إذا كان ترامب يخطط للمشاركة.
وردا على سؤال حول ما إذا كان من الممكن أن يلتقي الزعيمان أو يعقدا لقاء مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، قال بيسكوف "تعلمون أننا نستعد لزيارة إلى بكين، ورئيسنا يستعد لهذه الرحلة... لكننا لم نسمع أن الرئيس ترامب سيذهب إلى هناك أيضا".
وقال بيسكوف للصحفيين "إذا ذهب (ترامب)، فلا نستبعد بالطبع طرح مسألة جدوى عقد اجتماع".
وذكرت صحيفة التايمز الأسبوع الماضي أن الصين تستعد لعقد قمة بين ترامب وبوتين.
وتحدث الرئيسان معا ست مرات على الأقل منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير. وعبر الكرملين عن تأييده لعقد لقاء مباشر بينهما، لكنه أشار إلى أن الأمر سيتطلب تحضيرا دقيقا لتحقيق نتائج.
وعبر ترامب عن خيبة أمله من الرئيس الروسي بسبب عدم إحراز تقدم نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا، قائلا في وقت سابق من هذا الشهر "نتعرض لكثير من الهراء من بوتين".
وقال ترامب الأسبوع الماضي إنه سيفرض عقوبات جديدة على روسيا والدول المستوردة لسلعها خلال 50 يوما إذا لم توافق موسكو على اتفاق سلام. وتنتهي هذه المهلة في أوائل سبتمبر، بالتزامن مع فعاليات ذكرى انتهاء الحرب التي تقام في بكين.
الجانبان الروسي والاوكراني يتبادلان الهجمات
وعلى الارض، قتل شخص واحد على الأقل وأصيب اثنان آخران في سلسلة هجمات بمسيرات شنتها روسيا على كييف ليلا، حسبما أفاد مسؤولون أوكرانيون في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين.
وصرح تيمور تكاتشينكو، رئيس الإدارة العسكرية في المدينة، بأن النيران اشتعلت في مبان في عدة أحياء، بما في ذلك روضة أطفال ومبنى شاهق ومتجر.
وأضاف أن مدخل محطة مترو تضرر أيضا، ووفقا لتقارير إعلامية، شوهد دخان كثيف داخل المحطة، التي لجأ إليها أشخاص للاحتماء من الهجوم.
وقال عمدة كييف فيتالي كليتشكو إنه تم نشر الدفاعات الجوية، كما طالب المواطنين بالبقاء في أماكن الإيواء في ظل استمرار الهجوم.
وكتب الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي عبر منصة " اكس" صباح اليوم الاثنين عن وقوع قتيلين وإصابة 15 آخرين بعد الهجمات التي وقعت في أوكرانيا.
وأضاف أن الهجمات استهدفت العاصمة والمناطق المحيطة بها، بالإضافة إلى خاركيف بشمال شرق البلاد و إيفانو-فرانكيفسك بغرب البلاد، بالقرب من الحدود البولندية. ووصف روسلان مارتسينكف عمدة إيفانو فرانكيفسك الهجوم بأنه الأكبر منذ بداية الحرب.
وذكرت شبكة " ار بي كيه أوكرانيا" المحلية أن عدة أشخاص لقوا حتفهم وأصيب آخرون في الهجوم الذي شاركت فيه طائرات درون وصواريخ باليستية في إيفانو- فرانكيفسك.
وجاء في بيان للقيادة العملياتية للقوات المسلحة البولندية أن القوات البولندية و قوات التحالف نشرتا مقاتلات لحماية المجال الجوي البولندي.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا هاجمت أوكرانيا خلال الليل بـ 426 طائرة درون.
من جهتها، ذكرت وسائل إعلام روسية أن هجمات كبيرة شنتها أوكرانيا بطائرات مسيرة على روسيا تسببت في حالة من الفوضى في المطارات الرئيسية التي تخدم العاصمة الروسية موسكو اليوم الاثنين، إذ انتظر آلاف الركاب في طوابير أو ناموا على الأرض بعد إلغاء رحلات أو تأخيرها.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام روسية أشخاصا ينامون على أرضية مطار شيريميتيفو، وهو المطار الأكثر ازدحاما في روسيا من حيث أعداد الركاب، وسط طوابير طويلة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها أسقطت 117 طائرة مسيرة خلال الليل، منها 30 طائرة فوق منطقة موسكو، بعد إسقاط 172 طائرة مسيرة في اليوم السابق، منها 30 طائرة فوق منطقة موسكو.
وفرضت هيئة مراقبة الطيران الروسية (روسافياتسيا) قيودا مؤقتة على الرحلات الجوية الليلية في المطارات الرئيسية بموسكو وهي شيريميتيفو وفنوكوفو ودوموديدوفو وجوكوفسكي.
وقالت وسائل إعلام روسية إن عدة آلاف تقطعت بهم السبل في أقصى شرق روسيا بسبب إلغاء الرحلات الجوية في الجزء الأوروبي من روسيا، في حين تم تشغيل قطارات إضافية لإعادة الركاب إلى موسكو من مدينة سان بطرسبرج بشمال روسيا.
يبلغ عدد سكان موسكو والمنطقة المحيطة بها 21.5 مليون على الأقل.
