جندي أوكراني من لواء الدفاع الإقليمي 108 المنفصل للقوات المسلحة الأوكرانية يطلق طائرة بدون طيار بالقرب من خط المواجهة في منطقة زابوريجيا
جندي أوكراني من لواء الدفاع الإقليمي 108 المنفصل للقوات المسلحة الأوكرانية يطلق طائرة بدون طيار بالقرب من خط المواجهة في منطقة زابوريجيا
العرب والعالم

هجوم على ناقلة نفط روسية يحدث "توترا" في البحر الأسود.. وخبير ألماني يرى فرصا لـ"نجاح "هجوم كييف

05 أغسطس 2023
أوكرانيا تأمل في إحراز تقدم "نحو السلام "خلال محادثات السعودية
05 أغسطس 2023

عواصم " وكالات ": انطلقت في السعودية اليوم محادثات حول الحرب في أوكرانيا اعتبرتها كييف صعبة بالنظر إلى التباينات بين الدول المشاركة فيها، وذلك في إطار مسعى سياسي جديد للمملكة الراغبة في أداء دور دبلوماسي على الساحة الدولية.

وقال مشاركون في الاجتماعات، التي ذكر الأوكرانيون أنها تضم ممثلين لنحو 40 دولة، بدأت في فترة بعد الظهر في مدينة جدة الساحلية.

وقال رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك قبل وصوله إلى جدة لترؤس وفد بلاده "أتّوقع ألا تكون المحادثات سهلة"، مضيفا "لدينا خلافات كثيرة وسمعنا مواقف كثيرة، لكن من المهم أن نشارك أفكارنا".

وتابع "مهمتنا هي توحيد العالم كله حول أوكرانيا".

وقال مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الأسبوع إن الاجتماعات في جدة ستركّز على صيغة للسلام مكونة من 10 نقاط تدعو إلى الانسحاب الكامل للقوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.

كما تطالب بالعودة لحدود أوكرانيا السابقة، بما في ذلك أراضي القرم التي ضمتها روسيا منذ عام 2014. وقالت موسكو التي لا تشارك في اجتماعات جدة إنّ أي مفاوضات يجب أن تأخذ في الحسبان "الحقائق الإقليمية الجديدة".

الى ذلك، تأتي المحادثات في جدة في أعقاب اجتماعات أجريت في يونيو الماضي في كوبنهاغن ولم يصدر في ختامها بيان رسمي.

وفي حين أن واشنطن لا تتوقع حدوث انفراجة كبيرة أو بيانات مشتركة، قال دبلوماسيون لفرانس برس إن الاجتماعات تهدف إلى إشراك مجموعة من الدول في نقاشات حول الطريق نحو السلام، لا سيما أعضاء كتلة "بريكس" مع روسيا التي تبنت موقفًا أكثر حيادا بشأن الحرب على عكس القوى الغربية.

من جهتها، تشارك الصين في محادثات جدة من خلال مبعوثها إلى أوكرانيا لي هوي، وقد أبدت بكين تصميمها على "مواصلة أداء دور بناء من أجل تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية".

كما أرسلت الهند وجنوب إفريقيا مسؤولين إلى جدة، في حين قالت وسائل إعلام برازيلية إن المستشار الخاص للشؤون الدولية للرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، تسيلسو أموريم، سيشارك عبر الفيديو.

من جهتها، رحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمحادثات جدة، بما في ذلك البلدان النامية التي تضررت بشدة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية الذي أحدثته الحرب.

وقال "هذا مهم للغاية لأنه في قضايا مثل الأمن الغذائي، يعتمد مصير ملايين الأشخاص في إفريقيا وآسيا وأجزاء أخرى من العالم بشكل مباشر على مدى سرعة تحرك العالم لتحريك مسار السلام".

اضرار جسيمة بناقلة نفط روسية في مضيق كيرتش

وميدانيا، أصيبت ناقلة نفط روسية بأضرار في مضيق كيرتش اثر استهدافها من قبل طائرات أوكرانية مسيّرة، ما أدى إلى توقف حركة المرور لفترة وجيزة على الجسر الاستراتيجي الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا، في إطار من التوتر المتزايد في البحر الأسود.

يأتي ذلك غداة إعلان أوكرانيا أن إحدى مسيّراتها أصابت سفينة حربية روسية في قاعدة بالبحر الأسود، فيما أكدت روسيا صدّ غارات جوية على شبه جزيرة القرم التي ضمتها.

من جهته، أعلن الجيش الروسي سيطرته على قرية نوفوسيليفسكي شمال شرق أوكرانيا، حيث تشنّ قوات موسكو هجوماً منذ عدة أسابيع.

وتزايد عدد الهجمات في البحر الأسود من الطرفين منذ ان رفضت موسكو في منتصف يوليو تمديد العمل باتفاق تفاوضت عليه الامم المتحدة كان يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود رغم الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا منذ فبراير 2022.

في هذه الأثناء، قال مصدر في جهاز الأمن الأوكراني لوكالة فرانس برس امس السبت، إن اوكرانيا نفذت ضربة بمسيرة على ناقلة نفط روسية في مضيق كيرتش. وأضاف "قام جهاز الأمن الأوكراني ليلا بتفجير اقلة نفط كبرى تابعة للاتحاد الروسي كانت تنقل الوقود للقوات الروسية" مشيرا الى ان الجهاز "نفذ عملية خاصة أخرى ناجحة بالتعاون مع البحرية".

وأشار إلى أنّ هذه "العملية الخاصّة" الجديدة نُفّذت "بنجاح" بالتنسيق مع البحرية في المياه الإقليمية الأوكرانية بواسطة مسيّرة بحرية ومتفجّرات، مؤكداً أنّ السفينة "كانت محمّلة جيّداً بالوقود بحيث أمكن 'رؤية المفرقعات تنفجر' من بعيد".

بذلك، أكد المصدر الهجوم الذي أعلنت عنه في وقت سابق الوكالة الفدرالية للنقل البحري والمياه على "تلغرام" ووكالة "ريا نوفوستي" الروسية التي أكدت أنه لم يسفر عن ضحايا.

من جهته، أشار الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف امس السبت إلى أن موسكو ستشن مزيدا من الضربات على الموانئ الأوكرانية ردا على هجمات نفذتها كييف على سفن روسية في البحر الأسود، وهدد بالتسبب في "كارثة بيئية" لأوكرانيا.

جاءت تصريحات ميدفيديف، الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي الذي يرأسه الرئيس فلاديمير بوتين، بعد هجمات بزوارق مسيرة أوكرانية على سفينة حربية روسية في ميناء نوفوروسيسك وعلى ناقلة نفط قرب شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014.

وقال ميدفيديف في منشور على حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي " من الواضح أن الضربات على أوديسا وإزمايل وأماكن أخرى لم تكن كافية لهم".

واستهدفت روسيا في الأسابيع الماضية ميناء أوديسا على البحر الأسود، حيث يقع المقر الرئيسي للبحرية الأوكرانية، فضلا عن ميناء إزمايل الأوكراني عبر نهر الدانوب من رومانيا، مما ألحق أضرارا ببنيتهما التحتية ومنشآت الحبوب.

وانسحبت موسكو الشهر الماضي من اتفاق كان يسمح لأوكرانيا بتصدير حبوبها بأمان عبر البحر الأسود، وبدأت في شن هجمات على الموانئ بعد غارة أوكرانية على الجسر الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم.

وطلبت الأمم المتحدة وبعض الدول الغربية والأفريقية من روسيا العودة إلى اتفاق الحبوب، وهو أمر قالت موسكو إنها لن تفعله إلا في حالة تنفيذ اتفاق يهدف إلى تسهيل تصدير شحناتها من الحبوب والأسمدة.

وقال ميدفيديف "إذا أراد ت كييف إحداث كارثة بيئية في البحر الأسود، فينبغي عليها أن ترى كارثة بيئية على جزء من أراضيهم...".

روسيا تعلن اعتراض مسيّرة أميركية فوق البحر الأسود

وفي وقت لاحق، أكدت روسيا مساء امس السبت أنها أرسلت إحدى مقاتلاتها لاعتراض طائرة مسيرة أميركية من طراز "ريبر" كانت تقترب، وفق ما أفادت، من حدودها فوق البحر الأسود قبل أن تعود أدراجها.

وقالت وزارة الدفاع الروسية على تلغرام إنه بعد "رصد هدف جوي يقترب من حدود الدولة الروسية" في البحر الأسود، أرسلت موسكو مقاتلة من طراز سو-30.

واضافت أن "طاقم المقاتلة الروسية حدد الهدف الجوي بوصفه مسيرة استطلاع (من طراز) ام كيو-9 إيه تابعة للقوات الجوية الأميركية"، موضحة أنه "مع اقتراب المقاتلة الروسية، عادت مسيرة الاستطلاع الأجنبية أدراجها مبتعدة من الحدود".

ولاحقا، عادت المقاتلة الروسية إلى مطارها من دون أي حادث، وفق المصدر نفسه.

ولا يعتبر حادث مماثل بين طائرات روسية ومسيرات غربية أمرا نادرا، سواء فوق البحر الأسود أو بحر البلطيق، على خلفية النزاع في أوكرانيا.

ففي نهاية يونيو، أكدت موسكو أنها اعترضت على النحو نفسه ثلاث طائرات للقوات البريطانية. وفي الأشهر الأخيرة، وقعت حوادث مماثلة مع طائرات فرنسية وألمانية وبولندية.

وفي مايو، اعترضت طائرات روسية أربع قاذفات استراتيجية أميركية فوق بحر البلطيق في حادثين منفصلين خلال أسبوع واحد.

وقبل شهر من ذلك، سقطت مسيرة أميركية من طراز "ريبر" في البحر الأسود إثر مناورات قامت بها مقاتلات روسية، الأمر الذي أثار توترا بين واشنطن وموسكو.

سفارة بكين لدى روسيا تنتقد معاملة صينيين على الحدود

وفي شأن آخر، جددت سفارة الصين لدى موسكو انتقادها لمنع خمسة مواطنين صينيين من دخول روسيا، وقالت إن هذه المعاملة تتعارض مع العلاقات الودية بشكل عام بين البلدين.

وقالت السفارة عبر حسابها على موقع وي تشات للتواصل الاجتماعي امس إن الصينيين الخمسة مُنعوا من الدخول بعد إجراءات فحص استمرت لأربع ساعات وأُلغيت تأشيراتهم. وكانوا يحاولون دخول روسيا من قازاخستان أواخر الشهر الماضي.

وأضافت في المنشور أن السفارة عقدت اجتماعا مع وزارة الخارجية ووكالات الحدود في روسيا "وأشارت بوضوح إلى أن التطبيق القاسي والمبالغ فيه للقانون من قبل روسيا في هذا الحادث أضر بشكل خطير بالحقوق والمصالح المشروعة للمواطنين الصينيين".

ونقلت السفارة تصريحات لمسؤولين روس قالوا فيها إن روسيا ترحب بالمواطنين الصينيين وإنه ليس لديها سياسات تمييزية ضدهم. وأضافوا أن الوجهة في طلبات التأشيرة للصينيين الخمسة لم تكن متطابقة مع وجهتهم الفعلية.

وعبرت بكين وموسكو مرارا عن قوة علاقاتهما منذ أن أعلن الرئيسان شي جين بينغ وفلاديمير بوتين عن شراكة "بلا حدود" في فبراير شباط 2022، عندما زار بوتين بكين لحضور افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية قبل أيام من شن الغزو الروسي لأوكرانيا.

بولندا: وصول أكثر من 34 ألف لاجئ من أوكرانيا

وفي سياق آخر، أعلنت وكالة حرس الحدود البولندية، امس السبت وصول نحو 34 ألفا و800 لاجئ من أوكرانيا خلال الـ 24 ساعة الماضية ما يرفع إجمالي عدد الأوكرانيين الفارين إلى بولندا منذ بداية العملية العسكرية الروسية إلى نحو 14.28 مليون لاجئ. وأضافت الوكالة أن نحو 33 ألفا و800 أوكراني غادروا بولندا امس الاول عائدين إلى بلادهم مرة أخرى مشيرة إلى أن إجمالي عدد الأوكرانيين العائدين إلى بلادهم بلغ 12.5 مليون شخص.

وكانت بولندا قد مررت في مارس 2022، مشروع قانون يقدم حزمة دعم للاجئين الأوكرانيين الفارين من بلادهم، ويمنحهم إقامة قانونية، كما يكفل لهم حق الحصول على التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية.

خبير ألماني: هناك فرصا لنجاح هجوم أوكرانيا المضاد

في هذه الاثناء، يرى الخبير العسكري لدى الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية كريستيان مولينج، فرصا لنجاحه بعد حوالي شهرين من بدء الهجوم الأوكراني المضاد،

وقال مولينج في تصريحات لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية الصادرة امس السبت إن الهجوم المضاد يتقدم ببطء، ولكن بثبات، وأضاف: "إذا نجح الأوكرانيون في اجتياز خط الدفاع الروسي الأول، سيكون الهجوم ناجحا".

ويرى مولينج أنه سيكون كافيا أن تتقدم القوات الأوكرانية حتى خطوط الإمداد السارية عبر السكك الحديدية والطرق في اتجاه ميليتوبول، مضيفا أنه يمكنهم بعد ذلك قصف المنطقة بأكملها حتى بحر آزوف بالمدفعية وراجمات الصواريخ، وقال: "حينئذ لن يستطيع الروس الدفاع عن الأرض".

وبحسب الخبير، لا يحتاج الأوكرانيون إلى اختراق، بل سيكون كافيا أن يضعوا أنفسهم في وضع جيد، بحيث يصبح من غير الممكن على الروس بعد ذلك أن يسيطروا على الجنوب، وقال: "ثم سيتعين عليهم الانسحاب"، مضيفا أنه يمكن أيضا حسم الحرب دون معركة فاصلة، وقال: "ليس من الضروري أن ينتهي الأمر كما في فيلم هوليوودي".

وفي المقابل، أكد الخبير أن أوكرانيا بحاجة إلى المزيد من جميع أنظمة الأسلحة الغربية التي تسلمتها حتى الآن، مثل كاسحات الألغام أو الذخائر أو أنظمة الدفاع الجوي، مشيرا إلى أن أوكرانيا تحتاج علاوة على ذلك إلى صواريخ بعيدة المدى.

وطالب مولينج ألمانيا أيضا بتسليم صواريخ كروز طراز "تاوروس" لكييف، معتبرا أن من "الهراء" الاعتقاد بأن هذا سيمثل تصعيدا، وأشار إلى أن بريطانيا وفرنسا سلمت أوكرانيا بالفعل صواريخ مماثلة، وقال: "لا توجد هنا أي إضافة نوعية"، مضيفا أنه يتعين على الحكومة الألمانية أيضا وضع خطة لما سيحتاجه الأوكرانيون في غضون الستة أشهر المقبلة، وقال: "حتى الآن تأتي ألمانيا دائما متأخرة".

وتتصدى أوكرانيا للتدخل الروسي الشامل لأراضيها بدأ في فبراير 2022، مدعومة بأسلحة وذخائر من دول غربية، بينها ألمانيا.

وتترد الحكومة الألمانية في تسليم أوكرانيا صواريخ كروز طراز "تاوروس"، حيث إن القذائف يمكن أن تصل إلى الأراضي الروسية.