موسكو تؤكد أمام محكمة العدل الدولية أن أوكرانيا قصفت سد كاخوفكا وتعلن مقتل 5 أشخاص في الكارثة
زيلينسكي يتفقد منطقة فيضانات سد كاخوفكا
روسيا ترفض مزاعم أوكرانيا بتمويلها لمتمردين على الأراضي الأوكرانية
وكالة أوروبية تحث على الاعداد لدمج اللاجئين الأوكرانيين بصورة دائمة
الكرملين: تفجير أنبوب الأمونيا ستكون له عواقب "سلبية" على اتفاق الحبوب
رئيس جنوب أفريقيا يناقش مهمة السلام الأفريقية مع بوتين
عواصم "وكالات": اتهمت موسكو كييف أمام محكمة العدل الدولية اليوم بتدمير سد كاخوفكا في جنوب أوكرانيا بقصف مدفعي "مكثف"، رافضة ادعاءات أوكرانيا أن روسيا هي المسؤولة عن تفجيره.
وقال الدبلوماسي الروسي ألكسندر شولغين لمحكمة العدل الدولية في لاهاي "أعلنت أوكرانيا أن روسيا فجرت السد الكبير في نوفا كاخوفكا. في الواقع، أوكرانيا هي التي فعلت ذلك".
وأضاف "نظام كييف لم يشن هجمات مدفعية مكثفة على السد ليلة 6 يونيو فحسب، بل أيضا رفع منسوب المياه في خزان كاخوفكا عمدا إلى مستوى حرج" عن طريق فتح بوابات السد في محطة توليد الطاقة الكهرومائية.
لم يقدم شولغين، السفير الروسي في هولندا، أي دليل للمحكمة لدعم أقواله.
واتهمت كييف موسكو بتفجير السد الواقع في منطقة بجنوب أوكرانيا تسيطر عليها روسيا، ما تسبب في فيضانات واسعة.
وقال ألكسندر شولغين إن كييف "ليس لها سلطة أخلاقية" وإنها تضطهد السكان في شرق أوكرانيا.
وتابع "وصل هذا النظام إلى السلطة على خلفية انقلاب عنيف في عام 2014 على أكتاف قوميين هم الأحفاد المباشرون للمتعاونين مع النازيين في الحرب العالمية الثانية".
وأضاف السفير الروسي أن الحكومة الأوكرانية الحالية تضم "نازيين جددا" في مناصب رئيسية بعضها في القوات المسلحة، واتهمها بارتكاب "قمع وحشي" في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا.
وكان الرئيس الروسي قد قال إن أحد أهداف "العملية العسكرية الخاصة" هو "اجتثاث النازية" من أوكرانيا، وكثيراً ما يقارن مؤيدو الغزو كيفية تعامل أوكرانيا مع الناطقين بالروسية بتصرفات ألمانيا النازية.
لكن هذه المزاعم نفتها الحكومة الأوكرانية والجالية اليهودية في البلاد.
من غير المتوقع صدور حكم سريع من محكمة العدل الدولية التي تم إنشاؤها بعد الحرب العالمية الثانية للتعامل مع النزاعات بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
رفض مزاعم
قال السفير الروسي في هولندا اليوم أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي إن مزاعم أوكرانيا بتمويل متمردين موالين لروسيا على الأراضي الأوكرانية لا أساس لها، وأنه يجب رفض القضية المتعلقة بذلك.
ووصف السفير الكسندر شولجين الاتهامات " بالدعاية الإعلامية والأكاذيب" ورفضها جميعها، قائلا إن أوكرانيا لم تقدم دليلا لاثبات ما تقول.
ويشار إلى أن الأمر يتعلق بقضية تقدمت بها أوكرانيا عام 2017 لدى المحكمة الأممية، قبل بدء الحرب العام الماضي، حيث اتهمت أوكرانيا روسيا بدعم متمردين موالين لروسيا في شرق أوكرانيا بالأسلحة والأموال منذ عام 2014. وبذلك تكون موسكو قد خرقت المعاهدة الدولية التي تحظر تمويل الارهاب، وفقا لما قالته كييف.
كما أن أوكرانيا تتهم موسكو بإسقاط طائرة " ام اتش 17" خلال عام 2014، مما أسفر عن مقتل 298 راكبا. ووفقا للمزاعم، فإن روسيا أمدت المتمردين بالصاروخ " بوك" المضاد للطائرات الذي أسقط الطائرة وهو ما رفضه محاميو موسكو.
وبناء على الأدلة، توصلت محكمة جنائية هولندية إلى أن اثنين من الروس وأوكرانيا متهمون بإسقاط الطائرة " ام اتش 17" وقضت غيابيا بحبسهم مدى الحياة .
تفجير أنبوب الأمونيا
حذّر الكرملين الخميس من أن الانفجار الذي لحق بخط أنابيب رئيسي للأمونيا سيكون له تأثير "سلبي" على محادثات تجديد اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عن طريق البحر الأسود.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية للصحافيين "هذا شيء آخر يعقّد الموقف حقا من منظور تمديد الاتفاق ... لا يمكن أن يكون له سوى تأثير سلبي".
كانت روسيا تطالب باستئناف تشغيل خط الأنابيب المعطل منذ فبراير 2022 في سياق المفاوضات مع الأمم المتحدة بشأن تمديد الاتفاقية التي أتاحت تصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية.
أبرمت الاتفاقية في يوليو 2022 بين روسيا وأوكرانيا بوساطة الأمم المتحدة وتركيا، وتم تجديدها في مايو لمدة شهرين بعد مفاوضات مكثفة، وطالبت موسكو بالامتثال لاتفاقية موازية تخص صادراتها من المنتجات الزراعية والأسمدة.
حملت روسيا "مجموعة تخريبية أوكرانية" مسؤولية تفجير خط أنابيب الأمونيا الرابط بين مدينة تولياتي الروسية ومدينة أوديسا الأوكرانية.
من جانبها، رفضت كييف اتهامات موسكو وقالت إن القوات الروسية مسؤولة عن الحادث الذي وقع في شمال شرق أوكرانيا.
زيلينسكي يتفقد
زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي اليوم منطقة خيرسون التي تجتاحها منذ الثلاثاء الماضي فيضانات جراء تدمير سد كاخوفكا في وقت أعلنت السلطات المعينة من موسكو مقتل خمسة أشخاص في الكارثة.
دُمر السد الثلاثاء ما أرغم آلاف الأشخاص على الفرار من منازلهم بعد أن تدفقت المياه وفاض نهر دنيبرو ليغمر عشرات القرى وأجزاء من العاصمة الإقليمية خيرسون، مع تحذيرات من كارثة إنسانية.
تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات في تدمير السد الذي بلغت المساحات التي غمرها اليوم 600 كلم مربعة، بحسب حاكم إقليمي.
ونشر زيلينسكي مقاطع فيديو الخميس تظهر لقاءه مسؤولين محليين في منطقة خيرسون، وتسجيلا آخر يظهر إجلاء سكان على نقطة عبور.
وكتب "أشكر عناصر الإنقاذ والمتطوعين! أشكر كل من شارك في هذا العمل!".
يستعين عناصر الإنقاذ بزوارق مطاطية وعربات برمائية لنقل الناس.
من مناطق غارقة بالمياه.
وقالت تيتيانا أوملشينكو (65 عاما) إنها انتظرت يومين قبل إجلائها من شقتها الكائنة في مبنى سكني، واضطرت إلى الخروج من نافذة محطمة للوصول إلى زورق انقاذ.
وشرحت "في المبنى الذي أقيم فيه وصلت المياه الطابق الثالث ولا يزال هناك أشخاص في الداخل".
وقاست الموظفة في وكالة الأرصاد في خيرسون لورا موسيان المستوى الحالي للمياه عند 5,33 متر فوق المستوى الطبيعي.
وقالت "يبلغ ذلك المستوى ارتفاع طابقين، لا يمكن النجاة إلا على السطح".
المياه تنحسر قليلا
وأضافت موسيان إن مستوى المياه "بدأ بالانحسار قليلا. واذا استمر هذا المنحى ستكون تلك أنباء طيبة للسكان".
قال مسؤولون إن المياه غمرت 2629 منزلا في المناطق التي تسيطر عليها أوكرانيا.
وناشد بعض الأهالي عناصر الإنقاذ إعادتهم إلى شققهم لإنقاذ حيواناتهم المدللة التي تركوها وحيدة.
وقالت أولينا (59 عاما) وهي تغطي وجهها بيديها "هرتي في الشقة منذ ثلاثة أيام دون طعام، إنها تموت". لكن المبنى السكني حيث تسكن يقع في منطقة تشهد تيارات قوية لا يمكن لزوارق الإنقاذ عبورها.
وأكدت السلطات الأوكرانية إن 30 من الأحياء السكنية غرقت بالمياه، 10 منها تقع في مناطق تسيطر عليها روسيا في الضفة الشرقية لنهر دنيبرو.
ويخضع 60 بالمئة من المناطق التي غمرتها المياه للسيطرة الروسية، وفق الحاكم أولكسندر بروكودين الذي قال على منصات التواصل الاجتماعي أن "رغم الخطر والقصف الروسي الكثيف، تتواصل عمليات الإجلاء من مناطق طالتها الفيضانات".
وقالت الإدارة المدعومة من موسكو في نوفا كاخوفكا، حيث يقع السد، على مواقع التواصل الاجتماعي "قضى خمسة أشخاص نتيجة كارثة محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية. ونقل 41 شخصا إلى المستشفيات".
ولم تعلن أوكرانيا عن خسائر بشرية محددة وإن تحدث زيلينسكي عن "مقتل اشخاص ونفوق حيوانات" في الكارثة.
وارتفع منسوب المياه أيضا بنحو متر في مدينة ميكولاييف بالمنطقة المحاذية، حسبما قال رئيس البلدية أولكسندر سيينكيفيتش.
وأعلنت أوكرانيا وروسيا عن إجلاء أكثر من 6000 شخص في المجموع، فيما بادر كثيرون آخرون للفرار بأنفسهم.
إبادة بيئية
وجه زيلينسكي انتقادات على وجه الخصوص للأمم المتحدة والصليب الأحمر خلال مقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية وعبر عن "صدمته" لـ"عدم تواجدهما في المكان".
وأعلن الأمين العالم لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ إنه سيترأس الخميس اجتماعا طارئا لتنسيق عمليات الإغاثة بعد "التفجير الشائن"، من المقرر أن يشارك فيه وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا.
بدورها أعلنت فرنسا عن إرسال مساعدات إلى أوكرانيا.
وكان سد كاخموفكا يؤمن مياه التبريد لمنشأة زابوريجيا النووية، أكبر المنشآت في أوروبا، الخاضعة للسيطرة الروسية. ونفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجود "أي خطر في المدى القريب" للمنشأة.
تراجع مستوى خزان السد بمقدار المتر مع تدفق المياه.
وتتهم أوكرانيا روسيا التي تسيطر قواتها على منطقة السد، بنسف السد بينما تتهم روسيا أوكرانيا بقصفه بالمدفعية.
ورجحت الشركة المشغّلة "أوكرهيدروإنرجو" (الهيئة الأوكرانية المشغلة لمحطات الطاقة الكهرومائية) أن يكون جرى تلغيم السد من الداخل. وأضافت أن السد المبني في الحقبة السوفياتية "صُمم وبُني ليتحمل ضربة نووية من الخارج".
وحذرت أجهزة الطوارئ من أن مياه الفيضانات جرفت ألغاما أرضية ما يمثل خطرا على المدنيين.
من ناحيتها دقت الحكومة ناقوس الخطر إزاء التداعيات على البيئة واعتبرتها "إبادة بيئية".
وحذر الناشط في منظمة السلام الأخضر (غرينبيس) في كييف دنيس تسوتساييف من أن بعض أصناف الحيوانات قد تحتاج لعقد من الزمن لتجاوز الكارثة والبعض قد لا يتجاوزها على الإطلاق.
وبحسب أحدث المعلومات فقد "تسرب 500 طنّ على الأقل من زيت المحركات بسبب تدمير السد" وفق الناشط، ما يمثل تهديدا على الطيور والثدييات.
استمرار قصف
ميدانيا أعلنت أوكرانيا مقتل ثلاثة أشخاص من نفس العائلة في قصف روسي على شرق أوكرانيا. وقالت الشرطة على مواقع التواصل الاجتماعي إن "القوات الروسية قصفت القطاع السكني من أوكراينسك بالمدفعية. قتل طفل يبلغ أربع سنوات ووالده وجده" كما أصيب اربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين ثلاثة و13 عاما وبالغ بجروح.
وفي وقت لاحق، قال المتحدث العسكري سيرغي سيرغييف لفرانس برس "هناك عدد من الجرحى والقتلى نتيجة قصف روسي على وسط خيرسون. يجري التأكد من الأرقام".
ومن ناحيتها أعلنت روسيا الخميس مقتل شخصين في قصف اوكراني على نقاط إجلاء للمدنيين من منطقة خيرسون.
قال رئيس المنطقة المعين من موسكو فلاديمير سالدو على تلغرام "ارتكب مقاتلون من نظام كييف جريمة شنيعة. لقد قصفوا نقطة إجلاء للمدنيين في غولا بريستان. قتل شخصان بينهما حامل تبلغ من العمر 33 عامًا. وأصيب شخصان آخران بجروح.
قصف رجال الإنقاذ
اتهم الكرملين اليوم أوكرانيا بقصف عمال الإنقاذ الروس في المنطقة التي غمرتها المياه بعد انهيار سد كاخوفكا الضخم في منطقة خيرسون بأوكرانيا في وقت سابق هذا الأسبوع.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن عمال الإنقاذ الروس يعملون بكل جد في المنطقة وذكر أن الجيش لأوكراني يجعل عملهم أكثر خطورة.
وأبلغ بيسكوف الصحفيين "الصعوبة تكمن في أنهم (رجال الإنقاذ) يجبرون في كثير من الأماكن على العمل في ظل القصف المستمر من أوكرانيا وهذا يعقد عملهم"
ولم يقدم أي دليل على ذلك.
واتهم مسؤولون أوكرانيون أمس الأربعاء القوات الروسية بقصف عمال الإنقاذ على الضفة الغربية من نهر دنيبرو التي تسيطر عليها كييف. وتسيطر موسكو على الضفة الشرقية.
وأدى انهيار سد كاخوفكا الثلاثاء لفيضان المياه بشدة عند مصب النهر وتم إجلاء الآلاف وإخلاء الأحياء السكنية على ضفتيه.
وذكر بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يراقب الوضع بالمنطقة ولكن ليس لديه حاليا أي خطط لزيارتها.
دمج اللاجئين الأوكرانيين
قالت وكالة حقوق الانسان الأساسية إنه يجب على حكومات الاتحاد الأوروبي الإعداد لدمج اللاجئين من أوكرانيا بصورة دائمة.
وأوضحت الوكالة في تقريرها السنوي الصادر في فيينا اليوم إنه يجب أن تستهدف إجراءات المساعدات الحالية بصورة أفضل النساء والأطفال، الذين يمثلون أغلبية اللاجئين.
وتأتي هذه الدعوة في ظل استمرار الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا منذ فبراير2022.
ومنذ ذلك الحين فر نحو 3ر8 مليون شخص من أوكرانيا، وفقا للمفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ومن بين هؤلاء، نحو 1ر5 مليون شخص يخضعون لحماية مؤقتة وفقا لترتيبات خاصة بدون الحاجة للتقدم لطلب للجوء في الاتحاد الأوروبي وسويسرا والنرويج.
وأشادت الوكالة بحقيقة أنه في بعض الدول الأوروبية، ومن بينها ألمانيا، يتم تنظيم مسألة إقامة اللاجئين من أوكرانيا من جانب الدولة أو يتم توزيعهم بصورة متوازنة داخل الدولة.
كما أشارت الوكالة إلى أن معظم اللاجئين يعملون في وظائف أقل من مستواهم التعليمي.
ودعت المنظمة لإجراء تحسينات فيما يتعلق بالتدريب على اللغة و الاعتراف بمؤهلات الأوكرانيين.
كما قالت الوكالة إنه من المهم دمج الأطفال الأوكرانيين في المدارس ودور الحضانة، وليس فقط مساعدتهم في التطور ولكن أيضا السماح لأمهاتهم بالعثور على عمل.
مهمة السلام
قالت الرئاسة في جنوب أفريقيا اليوم إن الرئيس سيريل رامابوسا أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين أطلعه فيها على بعثة السلام المرتقبة للقادة الأفارقة إلى روسيا وأوكرانيا.
وذكرت الرئاسة في بيان "رحب الرئيس بوتين بمبادرة قادة الدول الأفارقة وأبدى رغبته في استقبال بعثة السلام".
وقال متحدث باسم رامابوسا لرويترز الشهر الماضي إن من المنتظر أن يزور وفد من قادة الدول الأفريقية في يونيو حزيران أوكرانيا وروسيا على أمل اقناع الدولتين بوقف الأعمال القتالية.
وأضاف أمس أنه لم يتم تحديد موعد بعد.
وذكر البيان أن الرئيسين ناقشا أيضا القمة الروسية-الأفريقية المقررة نهاية يوليو تموز في سان بطرسبرج.
